أهمَلتُ مَنْ كانَ في الضّرّاءِ أهمَلَني
وَبِعتُ مَنْ باعَني واخْتارَ هِجراني
أهمَلتُهُ مِثلَما أهمَلتُ قُبقابي
ومِثلما أنّني أهمَلتُ فُستاني
أهمَلتُهُ وضَميري لا يُعَذِّبُني
وعِلكَةً لُكتُهُ ما بينَ أسناني
بَصَقتُهُ وَهْوَ في أقصى حَلاوَتِهِ
وفي الغَياهِبِ أضحى اليَومَ شَيطاني
رَمَيتُ حُبَّهُ في بِئرٍ مُعَطَّلَةٍ
كي لا يَعودَ إلى الدُّنيا فَيَلقاني
هذا الّذي مِنْ فُؤادي كانَ مَأْكَلُهُ
وَمُنذُ أنْ جاءَني أحيا بِأحزاني
هذا الّذي مِنْ دُموعي كانَ مَشرَبُهُ
ونِدَّ هذا حَميمَ النّارِ أهداني
وَهَبتُهُ كُلَّ حُبّي بَل خَضَعتُ لَهُ
في كُلِّ أمرٍ ولو ما كانَ أرضاني
لكنَّ لُؤمَهُ كُلّي قَدْ تَوَلاّني
والسُّمَّ مِنْ فيهِ لو أخطَأْتُ أَسْقاني
لا , لا أُريدُهُ حُبًّا يَستَبيحُ دَمي
لو كانَ حُبُّهُ بَعدَ المَوتِ أحْياني
ولا أُريدُهُ عِندَ الحُبِّ يَذكُرُني
إنّي أُريدُهُ حَتّى البَعثِ يَنساني