ثقافه وفكر حر
الحلويات الشرقية إرث من الماضي من الآشوريين إلى العثمانيين
الحلويات الشرقية إرث من الماضي
من الآشوريين إلى العثمانيين
تتميز الحلويات الشرقية بنكهاتٍ لن تجدها في أي نوعٍ آخر من الحلوى. وتختلف مصادر هذه الحلويات التي ترجع لأصول مختلفة والتي تركت أثرها في بلادنا، ومنها الأصل العثماني والمملوكي واليوناني ولقد إنصهرت هذه العادات والتقليد في مجتمعنا المعاصر ،وأعطته صبغته المتميزة وأصبحت جزءا من تراثه الحضاري الجميل .
لنبدأ بزنود الست أو رموش الست ،تعود هذه الحلويات إلى أيّام العثمانيّين حين حكموا الشام، حيث كانت تحضّرها السيّدات وتُقدّمها في حفلات الحاكم بربر آغا. وقد أطلق عليها أحدهم في أحد إحتفالات الحاكم زنود الست لأنّ شكلها كالزنود .
– البسبوسة يحبّها المصريون وأهل الخليج وصنعها العثمانيّون. و يعود اسمها إلى كلمة “بس” أي بس الدقيق بالسمن ليمتزجا سويّاً. – لقمة القاضي أو العوّامة أصلها يوناني واسمها الحقيقي هو “لوكوماديس” حيث يأكلها اليونانيّون مع الأيس كريم. وقد اشتهرت في البلاد العربيّة بعد اختلاط العرب باليونانيّين، وتحديداً في الإسكندريّة حيث كان يتقن صنعها محل صغير في شارع البوسطة يُدعى “تورنازاكي
– أم علي مشهورة عند المصريّين وأصلها المماليك الذين أتوا من وسط آسيا واحتلّوا مصر والشام والعراق. “ام علي” هي الزوجة الثانية لـ عز الدين أيبك، أوّل سلاطين المماليك بعد الأيوبييّن، وقد أنجبت ولداً منه فغضبت زوجته الأولى “شجرة الدر” و قتلت الحاكم. إنتقمت منها “أم علي” و نصبت كميناً لها وقتلتها، فتمّ تنصيب إبنها علي سلطاناً. وهنا أمرت بخلط كل الدقيق مع السكر والمكسّرات لتوزيعها كحلوى، ومنذ ذلك الحين أصبح إسمها “أم علي
– الكلّاج أصل الكلمة “كلاجة” وهي فارسيّة تعني “الشيء المستدير” أو “حلق الأذن”، فهي نوع من المعجنات الحلوة ولها قالب خاص تُصنع فيه لكي يعطي العجين الشكل المستدير الذي عُرفت به. ويقول أهل القسيم في السعوديّة إنّ مجموعةً من التجار القادمين من بلاد الشام بتجارتهم على الجمال، كانوا في سباقٍ مع الزمن للوصول إلى المنطقة قبل العيد لبيع تجارتهم. وعندما عجزت الجمال المثقلة بالأحمال أن تكمل الطريق، شدّ الرجال بطونهم بالحبال، وقدّموا ما تبقى معهم من “الكلاج” لجمالهم
البقلاوة هي محلّ خلاف، لأنّ أصلها قديم يرجع به البعض حتى زمن الآشوريين الذين يقال أنهم صنعوا البقلاوة من رقائق من العجين المحشوّة بالفاكهة المجفّفة أو المكسرّات. وتقول القصة الثانية إنّ البقلاوة تأتي من إسم زوجة سلطان تركي كانت تُدعى بقلاوة وقد طلب منها صنع حلوى لذيذة جديدة، فأتت رقائق العجين ووضعت بين طبقاته الحشو بأنواعه وأضافت المسلي ،وأنضجته في الفرن ثم صبّت عليه العسل.ومن الممكن أن تكون أصل الكلمة بايلاو من المنغولية الاتي تعني اللف ،أو “بقلبا ” الفارسية ،ما هو مأكّد أنّها معروفة للأتراك العثمانيين ،وتحدّثت عنه بعض مصادرهم التاريخية ،ومن هنا إنتشرت في البلقان وقبرص واليونان وفي الشرق ،وبلاد المغرب أي كلّ المناطق العثمانية .