مكتبة الأدب العربي و العالمي

قصة من ورائها عبرة / د. رسالة الحسن

الجزء الرابع …
بقيت الزوجة على هكذا وضع تقتلها الوساوس بينما ولدها ذهب لرحلة الصيد والتي خططت لها الشيخة ام شبل أن لاتكون رحلة صيد عادية بعد أن رسمت خطة محكمة لتفاصيل الرحلة.
وفي أحد الأيام وخلال رحلتهم وبعد أن انهكهم التعب بسبب مطاردة الغزلان لصيدها ، وقد شارف النهار على الانتهاء قاموا بشواء ما حصلوا عليه من طرائد واكلوا وتجاذبوا أطراف الحديث حول وجهتهم في صباح اليوم التالي وبينما هم كذالك واذا بصوت استغاثة يأتيهم من مكان قريب عليهم فحملوا سيوفهم وهبوا لنصرة  من طلب النجدة فإذا بالذئاب تحيط برجل وليس معه سوى فرسه وعصى مشتعلة بالنار يحاول اخافة الذئاب بها فاطلقوا النار على الذئاب قتل بعضهم وهرب البعض الآخر وانقذوا الرجل من موت محقق وللمصادفة العجيبة ظهر بأنه شاعر (وكما تعرفون بأن الشاعر بالنسبة لحياة البداوة يمثل وسائل الإعلام في وقتنا الحاضر لان الشعراء ينظمون الشعر عن الأحداث والمناقب ويتداولها الناس وبذلك لايضيع تاريخ أو منقبة أحدهم )
شكرهم الشاعر على انقاذهم له ، وطلب منهم أن يرافقهم في رحلتهم على أن يفارقهم حين يصل لاحدى القبائل ولم يمانع ابن الشيخ ومن معه ذلك ، ودخل الشك قلب الشاعر لما رآه من هيبة يحاط بها ابن الشيخ وراوده الفضول لمعرفة قصة ابن الشيخ وسر الرجال الملثمين المحيطين به هيبتهم تدل على انهم ابناء شيوخ وليسوا رجال عاديين خارجين للصيد كما قالوا له ، فنظم قصيدة في مدحهم وذكر فيها نخوتهم وشجاعتهم عندما هبوا لإنقاذه من الذئاب وكيف جعلوا الذئاب بين مقتول وهارب واستمروا برحلتهم ومعهم الرجل وعند خروج الرجال للصيد ككل يوم هذا ماكانوا يخبروه به دون أن يعرف وجهتهم حتى يعودوا مساءا بقي الشاعر مع فهد وأمه ورجلين ممن كانوا معهم وقد أصبح هذا الأمر روتين يومي اعتاد عليه الشاعر منذ أن رافقهم وداخله فضول لمعرفة سرهم ولكنه لايجرؤ على سؤالهم ، وذات يوم واذا بمجموعه من اللصوص تحاول سرقة خيولهم فخرج من الخيمه الرجلين وام فهد حاملين بنادقهم وابنها حاملا قوس وعدة سهام والشاعر ينظر باستغراب مع خوف شديد عدد اللصوص الضعف وقال في نفسه لما القتال وسيخسرون حياتهم هم مجرد رجلين وامرأة ضعيفه تحمل بندقيه للتهويش لااكثر وطفل صغير ستسحقه الخيول باقدامها كونه لم يبلغ الحلم هذا ماكان يدور في بال الشاعر ، فإذا بفهد يخاطب اللصوص بلسان رجل عمره أربعين عاما قائلا إن كنتم قد جئتم للسرقه ننصحكم ان  ترجعوا من حيث أتيتم لانه لن يعود منكم أحد وان كنتم ضيوف فقلوبنا قبل أيدينا ترحب بكم ، تعجب الشاعر من بلاغة الطفل وشجاعته ، لكن مانفع البلاغة مازال طفلا ماذا تفيده سهامه وقوسه !!؟ واذا باللصوص يسخروا منه وحاولوا الاقتراب من الخيمه وصاح أحدهم الا يوجد غيرك رجل ليتكلم فردت عليهم ام فهد بثقة رجالنا لا تقابل امثالكم فتركوا فهد يرد عليكم كونكم لستم اهلا لمبارزتهم وهنا وعندما سمع فهد كلام أمه للصوص أثنى قدمه على الأرض وأخذ يسحب السهام ليوجهها نحوهم ويقول لست فهد ابن شبل وجدي الشيخ وضاح أن لم اقاتلكم تفاجئ اللصوص من سرعته في الرمي ودقة التصويب ووجهت ام فهد سلاحهاوكذلك فعل الرجلين المكلفين بحمايتها وقاتلوا اللصوص حتى قضوا عليهم جميعا كل هذا والشاعر ينظر وكأنه في حلم كيف أن تمتلك امرأة كل هذه القوة واذا كان أطفالهم ونساؤهم هكذا فكيف يمكن أن يكون حال الرجال ، فارقهم الشاعر وهو يحمل معه مناقبهم وقصص بطوليه عن شجاعتهم التي شهدها بعينيه وكان كلما مر بقبيله القى قصائده عندهم حتى أصبح يتغنى بها الجميع وأصبح الناس يتلهفون لزيارة قبيلة الشيخ وضاح والتعرف على ولده وابنه فهد نعم إن الشاعر ظن أن فهد ابنه وليس ابن شقيقته لأنه كما أسلفنا اسم البنات اسماء رجال والشيخ كان يكنى بابو شبل،وبعد عدة أيام وصلت قصائد المدح وبطولات ابن الشيخ إلى والده الشيخ وضاح فشعر بالفخر وان قراره كان صائبا عندما لجأ لزوجته الاولى لإيجاد حل لمشكلته ، وان وساوس زوجته الثانية لا مكان لها سوى في عقلها الصغير ،
كان ابن الشيخ يخضع لتدريبات للضرب بالسيف واستخدام السلاح الناري وإصابة الأهداف كذلك من خلال الصيد يتم تعليمه الصبر والحكمة وعدم التسرع والمثل يقول من رافق قوما أربعين يوما كان منهم أعجبته مصاحبة اخواته واولاد اخوالهن لما لمس منهم من شجاعه ونخوة وخصال حميدة كثيره تأثر بهم كثيرا ، وكانوا كلما صادفتهم إحدى القبائل ونزلوا ضيوف عليها استقبلوهم بالترحيب كون صيتهم وصل للقبائل قبلهم ، لما يتداوله الشعراء والمغنين الذين تركوا سيرة عنترة ابن شداد ليألفوا قصص بعضها من الخيال عن بطولات فهد ووالده شبل..
وذات ليلة رأى ابن الشيخ تصرفات غير طبيعية من اخواته واولاد اخوالهن وتكلمهم مع بعضهم وعندما يرونه يسكتون , دخل الشك في قلبه وراودته تحذيرات والدته له وأن لايثق بهم ، ولكنه لعن الشيطان فلم يفعلوا معه إلا الخير يكفي أن ذكره أصبح على لسان العرب ، وفي منتصف الليل سمع حركة غريبة ففتح عيناه واذا بفهد ابن أخته يمسك خنجرا بيده واذا بأخته تقول لولدها اضربه برأسه وإن اخطأته سأقتلك ، أن اصبته برأسه سيموت ، استغرب مما سمع ولم يحرك ساكن هي مجرد ثوان قليله لكنه شعر بأنها عمر كامل أعيدت أمام عينيه تحذيرات والدته وندم على أنه لم يسمع كلامها ويبقى بقربها ولكن هنالك شي بداخله منعه من تصديق ماسمع ورأى فما عساه أن يفعل شلت أعضاءه عن الحركة وهو يشاهد فهد الصغير الذي لايخطئ الهدف ابدا وهو يرمي بالخنجر الذي بيده نحو رأسه ….،
اذا احببتم معرفة نهاية القصة اكتبوا نحب سماع نهاية القصة..

د. رسالة الحسن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق