أجراس كنيسة سانتا ماريا تدق تضامنا مع فلسطين
شهدت العاصمة الإيطالية روما اليوم السبت 13 يناير مظاهرة ضخمة تضامنا مع الشعب الفليسطيني وإدانة المجازر التي يمارسها الكيان الإسرائيلي ضد أبناء مدينة غزة و المستمرة منذ ثلاثة أشهر مخلفة عشرات الألاف من الشهداء و الجرحي أغلبهم من النساء و الأطفال .
دعا إلي المظاهرة عدد من الجمعيات و المنظمات المدنية في روما وعلي رأسها الجالية الفليسطينية في روما وحركة الطلاب الفليسطينين في إيطاليا تحت شعار ” أوقفوا حرب الإبادة ضد الشعب الفليسطيني” و قد شهدت المظاهرة مشاركة واسعة من قبل أبناء الجالية العربية في روما والشعب الإيطالي خاصة فئة الشباب والتي كانت الغالبية العظمي من المشاركين في المظاهرة وهو الأمر اللافت للأنظار علاوة علي تصدر السيدات العربيات والإيطاليات للمظاهرة .
قدر عدد المشاركين في تلك المظاهرة نحو عشرة آلاف متظاهر والذين تجمعوا بالقرب من أشهر المباني التاريخية و الأثرية بالعاصمة الإيطالية وهو مبني “الكولوسيو ” الشهير رافعين لافتات مؤيدة لأبناء الشعب الفليسطيني و منددة بالممارسات الإسرائيلية الوحشية مرددين هتافات ” الحرية لفليسطين” ” إسرائيل إرهابية” و منددين بالصمت العالمي مطالبين العالم بتحمل مسؤلياته تجاه تلك المجازر التي تحدث علي مرأي ومسمع من العالم .
وكانت التظاهرة قد تحولت إلي مسيرة جابت شوارع مدينة روما القريبة من نقطة إنطلاقها وكان منظموا المظاهرة قد قاموا ببث الأغاني الفليسطينية الوطنية عبر مكبرات الصوت المحمولة علي إحدي السيارات والتي أشعلت حماس المشاركين ولاسيما الإيطاليين .
وأثناء المسيرة توقفت أمام إحدي أكبر كنائس مدينة روما وهي كنيسة “سانتا ماريا ماچوري” والتي تتبع في إدارتها بابا الفاتيكان شخصيا فتم دق أجراس الكنيسة لمدة عشر دقايق متواصلة تضامنا مع فلسطين .
وكان قد تقدم المسيرة عدد من نشطاء الجالية العربية في روما و علي رأسهم السيدة زينب محمد رئيس مسجد الهدي و السيدة رحاب عبد المنعم والسيدة ولاء عبد اللطيف الناشطات النسويات في روما و الناشطة الطلابية مايا عيسي رئيس حركة الطلاب الفليسطينين بإيطاليا والناشطة الشابة منار حسانين و السيد محمد الحلو رئيس جمعية إنقاذ الشعب الفليسطيني بروما و الإمام محمد بن محمد إمام مسجد الهدي بروما و الإعلامي إكرامي هاشم .
وقد أدان أغلب المتحدثين علي المنصة موقف الحكومة الإيطالية الذي وصفوه بالمنحاز والمتواطئ مع الإسرائليين مشيدين بموقف دولة جنوب إفريقيا والتي قامت بتحريك دعوة جنائية أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية للشعب الفليسطيني وسط هتافات المتظاهرين لحكومة جنوب إفريقيا .
ولعل أبرز ما كان في تلك المظاهرة وللمرة الأولي في تاريخ المظاهرات هو وجود متطوعين للغة الإشارة للترجمة للصم والبكم بلغة الإشارة .
تصريحات
و كانت الناشطة زينب محمد رئيس مسجد الهدي قد أعربت عن حزنها لإستمرار المجازر الوحشية ضد أبناء الشعب الفليسطيني وسط عجز من العالم وأن علينا أن نسمع ألعالم دائما قضيتهم و نعمل علي محو الصورة المزيفة التي يصدرها الإعلام الغربي عما يجري في الأرض المحتلة وأن نستمر في الضغط علي الحكومة الإيطالية من خلال تلك التظاهرات لتغيير موقفها .
الأمر نفسه أكدته الناشطة رحاب عبد المنعم التي عبرت قائلة أن الكيل قد طفح من مشهد مقتل الأطفال في غزة و إستمرار تشريد الألاف من سكانها فنحن هنا من أجل إعلاء الصوت الفليسطيني وتعريف المجتمع الإيطالي بحقيقة ما يجري من أوضاع هناك .
أما ولاء عبد اللطيف الناشطة المصرية في روما فقد عبرت عن دهشتها من عجز العالم علي الرغم من إستمرار عمليات القتل الوحشية و عن الأرقام المخيفة لأعداد الشهداء من الأطفال الفليسطينين علي مدار ثلاثة شهور دون تحرك عالمي واقعي .
كما أكدت الناشطة مايا عيسي رئيس حركة الطلاب الفليسطينين في إيطاليا عزمها علي إستمرار تلك التظاهرات من أجل إستمرار الضغط علي المجتمع الدولي و حتي يبقي الصوت الفليسطيني مسموعا معربة عن إشادتها بالشعب الإيطالي المتعاطف مع القضية الفليسطينية علي خلاف الموقف الحكومي المنحاز داعية الشعوب العربية للاتحاد من أجل فلسطين .
وكان المتظاهرون قد تغنوا أثناء مسيرتهم بأغنية “بيلا تشاو” الشهيرة رمز النضال الإيطالي