مقالات

المفكر العربي الأستاذ أحمد كرفاح٠٠٠ لماذا تحرق أرض المليون والنصف مليون شهيد؟

طبعا تبقى الحقيقة تقول بأنه بعد أن كانت في الصيف الماضي قد إجتاحت الحرائق الجزائروحتى بلدانا أخرى بمنطقة البحر المتوسط.و دمرت هذه الحرائق مساحات شاسعة من تلك الغابات، وحصدت أرواحاً ثمينة، وأضرمت النيران في الممتلكات، وتسببت في خسائر بملايين الدولارات من الأصول الاقتصادية. وقد ضعفت على أثَر ذلك الأسس التي تقوم عليها النظم الإيكولوجية في تلك البلدان. وقيل يومها قد يعتبر هذا العام هو أسوأ عام شهدناه على الإطلاق فيما يتعلق بحرائق الغابات٠ لكن طبعا تبقى هناك تكنولوجيا جديدة تتيح التنبؤ بحرائق قد تكون أسوأ من ذي قبل، لذا طبعا يجب على سلطات البلدان خاصة المتوسطية و على رأسهم الجزائر الأخذبالإحتياط اللازمة قبل كل موسم صيف. هذا طبعا وتبقى البيانات تظهر بأن العالم ظل يشهد حرائق بكثافة متزايدة خال هذه العقود الأخيرة،. هذا طبعا في وقت أدى فيه تغير المناخ إلى تفاقم هذا الخطر، حيث تسببت زيادة درجات الحرارة وتغير أنماط هطول الأمطار في إذكاء تلك المشكلة.هذا طبعا ويظهر لنا الكتاب الأبيض الذي أعدته الحكومة عن آثار التغيرات المناخية في الجزائر أنه على الرغم من أن الغابات والأشجار تغطي أقل من 1% من مساحة أراضي الجزائر، فإن حرائق الغابات تشكل واحداً من أكبر ثلاثة مخاطر على الأرواح والممتلكات والنشاط الاقتصادي في البلاد. وقد سجلت الجزائر ما بين عامي 2010 و2019 قرابة 3 آلاف حريق التهمت مساحة تعادل نحو 30 ألف ملعب لكرة القدم سنوياً. وبلغت الخسائر السنوية في الأصول 1.5 مليار دينار جزائري، أي ما يعادل 11 مليون دولار، وبلغت التعويضات المدفوعة لضحايا الكوارث 600 مليون دينار جزائري، أي ما يعادل 4.4 ملايين دولار في عام 2020.لذا طبعا يمكن القول بأنه إذا بقيت الجهود العالمية للحد من انبعاثات غازات الدفيئة غير كافية، فإن تغير المناخ سيزيد من احتمالات حدوث حرائق أكثر تكراراً وشدة. ومع هذا طبعا فإن هناك نهج آخر لإحداث تحول في طريقة إدارة الغابات، والحد من مخاطر نشوب الحرائق مع زيادة المنافع التي تتيحها هذه الغابات. ويُعرف هذا النهج باسم الإدارة المستدامة للغابات، ويجري تنفيذه في كثير من أنحاء العالم. ويهدف هذا النهج إلى تحسين القيمة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للغابات للأجيال الحالية والمستقبلية، مع وضع مخاطر اندلاع الحرائق في الاعتبار.لذا طبعا يبقى القول بأن الو ضع في الجزائر اليوم يتطلب استعادة الظروف المُثلى التي مر بها تاريخ هذه الغابات، والحد من الضغوط الواقعة عليها، وتغيير السلوكيات العامة من خلال التعليم والتوعية المجتمعية، وبناء قدرة المجتمعات المحلية على الصمود في المناطق التي تشكل بؤراً للحرائق، وإعادة تشجير هذه الغابات، وتوفير مزيد من التمويل للوقاية من الحرائق، مثل إنشاء مصدات مكافحة للحرائق، وتحسين الكشف والتدريب والاستعداد لإخماد الحرائق بسرعة. هذا طبعا وليس الجزائر وحدها التي تواجه مثل هذه المخاطر وإنما هناك بلدان كثيرة في العالم تواجه مثل ذه المخاطر كتركيا والهند اللتان يواجهان مثل هذه المخاطرتواجه الجزائر، لكن طبعا حتى هذه البلد قد شرعت في إدراج هذه المخاطر ضمن الإدارة المستدامة للغابات، باستخدام نهج مكاني، أو نهج مراعٍ للبيئة الطبيعية. ومن خلال هذا النهج، تؤخذ المكونات المختلفة للامتدادات الطبيعية في الحسبان ء الزراعة والحراجة والمباني والطرق، وتمثل إدارة حرائق الغابات جزأً لا يتجزأ من إدارة الغابات.هذا طبعا وكان البنك الدولي العام الماضي قد عمل على تشخيص إدارة مخاطر الكوارث للغابات مع المندوبية الوطنية للمخاطر الكبرى التابعة لوزارة الداخلية الجزائرية بالإضافة إلى 12 هيئة حكومية أخرى، وشارك في تنظيم جولة دراسية افتراضية للتعلم من التجارب العالمية في مجال إدارة مخاطر الكوارث، بما في ذلك كيفية إدارة حرائق الغابات في بعض الدول مثل البرتغال وفرنسا.وهذا طبعا من أجل تبادل الممارسات الجيدة، ومناقشة الأدوات التحليلية لمساندة جهود الجزائر الرامية إلى إيجاد السبل المناسبة لإدماج مخاطر الحرائق في الإدارة المستدامة للغابات٠هذا طبعا ولكي تتمكن الجزائراليوم من الاستجابة على نحو ملائم لحرائق الغابات، فإن تحديث معدات مكافحة الحرائق وأساليب إطفاء الحرائق لا تكفي وحدها وإنم عليها طبعا تخصيص موارد كافية لتمكين جميع أصحاب المصلحة الرئيسيين من القيام بوظائفهم.وإنشاء نظام متكامل للإنذار المبكر يتضمن الإنذار بحرائق الغابات، وزيادة الوعي العام للتشجيع على تغيير السلوك.بحيث يؤدي نظام الإنذار المبكر الذي يرصد أخطاراً متعددة، كما هو طبعا في جنوب أوروبا وكندا، والذي طبعا يلعب دوراً رئيسياً في التأهب لمواجهة المخاطر والحد منها. هذا طبعا وباستخدام الأرصاد والتنبؤات المتطورة لأحوال الطقس، يمكن لنظام الإنذار المبكر أن يحدد مدى وجود مخاطر لاندلاع حرائق الغابات ٠ أي أنه من خلال نظام لتقدير مخاطر الحرائق واكتشاف الحرائق مبكراً، وتفعيل خطط إطفاء الحرائق قبل وقوعها، أو خروجها عن نطاق السيطرة. ومع هذا طبعا وتبقى الجزائر تبذل جهوداً كبيرة للتصدي لتحدي إدارة حرائق الغابات، فلا يمكن لأي بلد أن يواجه الطوارئ والكوارث الطبيعية وحده. لذا طبعا يبقى العمل الدؤوب من أجل حماية النظم الإيكولوجية للغابات في الجزائر من الأخطار كالحرائق، وكذلك من أجل حماية جميع السكان.هذا طبعا ومن منا لايحب بلده طبعا الجميع يدعي حب الجزائر ٠ لذا طبعا تكتوي قلوب الجزائريين المحبين لبلدهم اليوم بنيران حرائق الغابات المندلعة، نظراً لما تمثله هذه الثروة الغابوية من قيمة اقتصادية وبيئية واجتماعية وتراثية وحضارية،٠ فبعد أن كانت قد سجلت نتائج حرائق العام الماضي 8500 هكتار خسائر ٠ هاهي تعود هذه الحرائق هذا العام هذا طبعا وتشهد الجزائر حرائق غابات سنويا، وكانت قد أتت النيران عام 2020 على حوالي 44 ألف هكتار. هذا طبعا ويبقى المؤكد أنّ الحرائق التي تطول الغابات والأحراج تقضي على التنوع البيولوجي ومئات الأنواع والأصناف من الأعشاب البرية والنباتية، ولاشيء يوازي خسارة تعادل خسارة الغابات فهي تحتاج مئات السنين لتعويض الفوائد المتعددة التي تقدمها في مجال البيئة، حيث إن هكتاراً واحداً من الأشجار يمتص حوالي 5 أطنان من ثاني أوكسيد الكربون هذا بالإضافة إلى الخسائر الاقتصادية وغيرها، لكن بعض السفهاء يفتعلون الحرائق لقتل الرئة الجزائرية والإساءة للبشر والشجر والحجر، ويلحقون الأضرار المجتمعية والاقتصادية وزيادة الأعباء والتكاليف على موازنة الدولة. هذا طبعا وستثبت الأيام عاجلا أم آجلا بأنّ أغلب هذه الحرائق التي تشهدها الجزائرالشهداء، هي بفعل فاعل من أعداء الجزائر بقصد التخريب وإلحاق الأذى بالغابات والأشجار المثمرة،وهذا طبعا يعد إستباح لكل القيم الوطنية والأخلاقية والدينية والمجتمعية، بهدف تحويل كل شيء إلى اللون الأسود وإزالة اللون الأخضر. لذا طبعا يبقى المطلوب لتوقيف وتفادي تكرار حوادث الحريق وتجنباً لخطر العابثين والمتربصين بتلك الثروة الاقتصادية ولحماية الغابات والمواقع الحراجية، يجب إنشاء وزيادة محطات المراقبة ضمن هذه الغابات وتزويدها بكل ما يلزم من كاميرات للمراقبة، وفرق الإطفاء ومعداتهم وصهاريج المياه والبلدوزرات وأجهزة الاتصال السلكية واللاسلكية، وإنشاء طرق تفصل الغابات عن أراضي المواطنين وتعيين خفراء وحراس وعمال يكون عددهم كافياً، وهدفهم المحافظة عليها وحمايتها وليس الحصول على فرصة عمل فقط، وإصدار قوانين رادعة ضد كل من يسيء للغابات، والإسراع في التحقيقات لتحديد المسؤول أو المسؤولين عن هذه الحرائق والمستغلين للثروتنا الحراجية الطبيعية،ووضع استراتيجية فاعلة للتصدي لظاهرة الحرائق، لا سيما وأن حرائق الغابات تمثل كارثة بيئية لما تسببه في القضاء على الأنواع النباتية والحيوانية، فضلا عن القضاء على المنتجات الخشبية والإضرار بالاقتصاد الوطني، وبالقيم الجمالية والسياحية لتلك المناطق.
لذا طبعا لابد من التعاطي، مع كارثة الحرائق المُتنقلة والمُتكررة، خاصة وأن الاعتراف بالمُشكلة يُمثل نصف الحل، إذ لا بُد من نَشر الوَعي لدرء المَخاطر، لا بُد من الكَشف عن المجرمين ومُحاسبتهم، وكذآلتشدد بالعقوبة للحيلولة دون وقوع الجرم، وهو ما يهدف إليه أي قانون، طبا للقضاء بشكل تام وكامل على أي محاولة للاعتداء على الثروة الغابوية والحراجية، وقطع الطريق على أي عابث أو طامع أو تاجر عن الغابات الجزائرية، لأنها ثروة وطنية لا يجوز التفريط بها والمساومة عليها.لأن مثل هؤلاء الذين يحرقون الغابات، يجسدون بأعمالهم المعاني العكسية للحكمة الصينية التي تقول: “إذا أردت أن تزرع لسنة فازرع قمحاً، وإذا أردت أن تزرع لعشر سنوات فازرع شجراً، أما إذا أردت أن تزرع لمائة سنة فازرع إنساناً٠ ويقول سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: “وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِين وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ”، ويقول صلى الله عليه وسلم: “إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها”، وفي سفر التكوين ذكرت شجرة الزيتون كدلالة على نهاية الطوفان مع “نوح” عليه السلام من خلال علامة حسيّة ألا وهي ورقة زيتون حملتها حمامة إلى السفينة دلالة على أن المياه قد قلّت عن الأرض، وترمز إلى أول شجرة قاومت الموت والفناء والطوفان. أما الإمام علي، إمام البلغاء فيقول: اتّقوا الله في عباده وبلاده، فإنّكم مسؤولون حتى عن البقاع والبهائم” فدقّق في هذا الكلام العميق، الذي يشمل “العباد” كأعلى قيمة فوق ظهر هذه الأرض، و”البلاد” بكل جغرافيتها. البلاد ذلك البستان الربانيّ الذي هيّأه الله لإقامة مَن سمّاه خليفة، ولم ينس أنّنا مسؤولون حتى عن “البقاع والبهائم”، البقاع على تنوّعها، والبهائم على تعدادها، يقول إنّنا مسؤولون، بمعنى أنّ ذلك مسؤوليتنا في هذا العالم، وسوف نُسأل عن صيانة هذه الأمانة بين يدي مَن لا تخفى عليه خافية.هذا طبعا وكانت نتائج الحرائق الأخيرة قد راح ضيتها 26 شخصًا وأُصيب العشرات بجروح في حرائق غابات تضرب 14 منطقة منها 24 ضحية على مستوى ولاية الطارف وضحيتين على مستوى ٠ حيث أكثر من 700 عنصر من الدفاع الذاتي وعشرات الشاحنات تواصل عمليات إخماد هذه الحرائق حيث هناك محاولات للتحكم في الحرائق، وما يصعب المهمة هو ارتفاع درجات الحرارة والرياح٠ ويقال بأن ولاية الطارف هي النقطة السوداء المتبقية، ووسائل الدولة مسخرة للتحكم في الحرائق٠ هذا طبعا ويشار إلى اندلاع 106 حرائق في البلاد خلال هذا الشهر مع نوع من التلميح طبعا إلى أن بعض الحرائق كانت مفتعلة٠هذا طبا وكلعادة دائما مؤسسة الجيش دائما في المقدمة طبعا بمروحياتها للسيطرة على الحرائق المندلعة في شرق البلاد.هذا طبعا مع التحذير والحيطة بالنسبة لمستعملي الطريق وإن أمكن طبعاتجنب السير في الطرق المحاذية للغابات لتجنب المخاطر المتعلقة بالحرائق والارتفاع الهائل في درجات الحرارة والتي تؤثر حتما على سلامة الركاب والمركبة٠ هذا طبعا ومنذ بداية الصيف، اندلع العديد من الحرائق في الجزائر وتمتد الغابات في الجزائر على مساحة 4.1 مليون هكتار. ويشهد شمال البلاد كل سنة حرائق غابات، وتتزايد بشدة هذه الظاهرة بسبب التغيرات المناخية.هذا طبعا وكان صيف العام 2021 الأكثر تسجيلاً لعدد القتلى جراء الحرائق في الجزائر. وقد لقي 90 شخصاً على الأقل حتفهم إثر حرائق غابات ضربت شمال البلاد وأتت على أكثر من 100 ألف هكتار من الغابات العام الماضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق