مقالات
أهمية نهر الأردن بالنسبة للمسيحيين بقلم: د. حنا عيسى – أستاذ القانون الدولي
“بالمعمودية تبدأ حياة جديدة. فيسوع الذي تعمد هنا قدس بمعموديته مياه العماد. يقول آباء الكنيسة أن “الماء لوحده ليس له قيمة كبيرة “، ولكن المياه التي يقدسها المسيح بصليبه ورسالته تصبح غسل خلاص أبدي “.
نهر يمر في بلاد الشام، يبلغ طوله حوالي 80 كلم وطول سهله حوالي 360 كلم، يتكون من ثلاثة روافد هي بانياس القادم من سوريا، والدان القادم من شمالي
فلسطين،وحاصباني القادم من لبنان، وبحيرة طبرية التي تكونت جراء حدوث الوادي المتصدع الكبير. وقد كون هذا الشق عدة بحار وبحيرات أخرى مهمة، يصب فيه روافد نهر اليرموك ونهر الزرقاء ووادي كفرنجة وجالوت، ويفصل النهر بين فلسطين التاريخية والأردن إلى ان يصب في مياه البحر.
السيد المسيح العلنية ابتدأ بدعوة يوحنا المعمدان للتوبة في منطقة نهر الأردن حيث قدم إليه الناس من القدس واليهودية وجميع أقاليم الأردن، وحيث قام بتعميدهم بعد الاعتراف بخطاياهم، وقد ذكر الانجيليون هذا الأمر بوضوح في العهد الجديد (متى 3: 1-6/ مرقس1 :4-5/ لوقا3: 2-3):”وقد قدم يسوع أيضاً من الناصرة عبر الجليل من اجل أن يعتمد في نهر الأردن على يد يوحنا ” (مرقس 1: 9-12).
أما في إنجيل يوحنا فقد تم ذكر موقعين في نهر الأردن حيث تواجد فيهما المسيح والمعمدان من أجل التبشير والمعمودية: أولاً بيت عنيا (بيثني) عبر النهر (يوحنا 1: 28) والثاني آنونAINON قرب ساليم الواقعة على الضفة الغربية من النهر قرب أراضي بيسان (يوحنا 3: 22-23). وعندما كان يوحنا المعمدان في بيت عنيا (بيثني) عبر نهر الأردن أرسل له وفد من القدس من قبل زعماء اليهود ليسألوه إذا كان المسيح أو إيليا النبي الموعود، وقد كان هذا الوقت الذي تحدث فيه يوحنا عن المسيح كحمل الله أمام الجمهور وأمام تلاميذه، وقد أصبح اثنان منهم تلاميذ ليسوع نفسه، وأحدهم أندراوس والذي سماه يسوع بدوره بطرس (الصخرة) (يوحنا 1).
وفي كل عام تجري طقوس مراسم إقامة الشعائر الدينية المقدسة على نهر الأردن في ذكرى عماد السيد المسيح عليه السلام، والذي يصادف الخميس الأخير من تشرين الأول لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي.
ويقع موقع “المغطس” في وادي الخرار في قرية بيت عنيا شرقي نهر الاردن في المملكة الاردنية. ويبعد عن العاصمة عمان نحو خمسين كيلومترا وتسعة كيلومترات الى شمال البحر الميت، ومنه يمكن مشاهدة اريحا والقدس غربي نهر الاردن وجبل نيبو الى الشرق منه، حتى عام 2000 كان موقع المغطس في وادي الخرار الواقع في غور الأردن مكاناً اثرياً، إلى ان كانت زيارة الحج التي قام بها البابا الراحل يوحنا بولس الثاني للأرض المقدسة في اذار/ مارس من ذلك العام، عندما أعلن الموقع مكاناً مقدساً لحج المسيحيينباعتبار انه المكان الذي شهد عماد السيد المسيح قبل ما يزيد عن الفي عام. ومنذ ذلك التاريخ تحول موقع المغطس الى محج يأتيه الحجاج المسيحيين من كل مكان في العالم،مما وضع الأردن على خارطة السياحة الدينية في المنطقة، خاصة، وان زوار الموقع أصبحوا بالآلاف لاسيما في المناسبات الدينية. حيث يزوره سنوياً ما يزيد عن 300 ألفشخص.