الرئيسيةمقالات

علينا أن نتعلم العيش معاً كإخوة في فلسطين ، أو الفناء معاً كأغبياء(أ.د. حنا عيسى)

 

“فلسطين اكتسبت سمعة طيبة في تكريس العيش المشترك”

إن أهداف الرسالات السماوية واحدة وترمي لتحقيق سعادة الإنسان وحريته وكرامته ومكانته ,حيث أن فلسطين كانت مولد المسيحية وشهدت تكاملا تاريخيا بين الديانتين المسيحية والإسلام ما جعل المجتمع يحافظ على مسيرة الإخاء الديني ودعائم الوحدة الوطنية وتكريس نمط اخوي متين . حيث أن المسيحيين تفاعلوا عبر التاريخ مع أخوتهم المسلمين في مواجهة المؤامرات و التحديات والأحزان التي واجهت الوطن وان التاريخ سجل لهم وقوفهم في وجه الاستعمار و الاحتلال على اعتبار أن جميع أبناء الشعب الفلسطيني أصحاب حق وقضية عادلة وراسخة .علما بان الأرض الفلسطينية هي منبت المسيحية والإسلام ومنها انطلقت دعوة رسول المحبة والسلام لتعم العالم وهي ارض ينعم فيها الإنسان بإنسانيته ونحن فيها مسلمون ومسيحيون خلقنا عليها معا وسنبقى إخوة متحابين من جهة أولى وان فلسطين هي مهد الحضارات والديانات السماوية الثلاث ومازالت تدعو إلى ترسيخ المعاني الإنسانية والسامية بين البشر وبين أتباع الديانات والى الحوار الصادق والبناء والقيام بالعمل الصالح الذي يعود إلى البشرية بالخير والسعادة وخدمة المجتمع و الوطن وتقدمه من خلال تعزيز روابط المحبة بين أبناء الوطن الواحد من جهة ثانية وان فلسطين التي ولدت بها المسيحية تتمتع بحرية دينية وثقافية مميزة من جهة ثالثة .
وعلى ضؤ ما ذكر أعلاه فان الوحدة الوطنية التي تنعم بها فلسطين تدل على تعاون ديني مؤثر وينبع من حضارة تمتد لآلاف السنين ومهمة رجال الدين تكمن في تحضير أتباعهم ليكونوا قادرين على التعامل مع المجتمع بحرية وتفاعل وانفتاح وتعميق النقاش في القيم الأساسية ودعم حقوق الفقراء والمساكين والمضطهدين على اعتبار أن العيش المشترك يتطلب مستوى عاليا من التفاهم واحترام القيم الإنسانية .
لذا ,المطلوب هو ضرورة التفريق بين حقيقة الدين وسلوكيات أتباعه فالدين يؤخذ من أصوله ومرجعياته وليس من أخطاء بعض أتباعه ,لان الخلافات بين الأديان أرضية وليست سماوية لان أصل الشرائع واحد في الكون ,وعلى ضوء ذلك المطلوب البحث عن النقاط المشتركة بين الأديان وتمتين العلاقات بين المسيحيين والمسلمين وتفعيل الحوار الذي يؤصل المواطنة والهوية والفهم المتبادل لترسيخ الألفة والتعرف على المساحات الفكرية والقيم الأخلاقية المشتركة بما يحقق الوحدة والمساواة ضمن التنوع والعمل على أن يكون الدين عامل سلام وليس تفرقة .ففلسطين اكتسبت سمعة طيبة في تكريس العيش المشترك في مناخ من التآخي واحترام العقيدة والمودة المتبادلة والانتماء للوطن وتكاثف الجهود لخدمته .

1

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق