اخبار الفن

حياة الفهد تدافع عن “ام هارون”: مشهد الأذان في بداية العمل لن يمر مرور الكرام

بين خيالات الكُتّاب وصنّاع الدراما من جهة.. وردود أفعال المؤرّخين من جهة أخرى.. وهجمات النقّاد الاستباقية في المَقلَب الثالث، تصدّرت شخصية “أم هارون” – الممرضة والولاّدة اليهودية – عناوين عدد كبير من المقالات الفنية والنقدية، ونالت الحصة الأكبر نسبياً من نقاشات الجمهور وتغريدات المتابعين والتعليقات على المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي.. فما الذي أشارت إليه الحلقتيّن الأولى والثانية من المسلسل الذي بدأت MBC1 بعرض حلقاته في رمضان؟ وكيف تعكس الدراما الخليجية “أم هارون” أرقى أنواع التعايش الديني والسلمي والإنفتاح وحوار الحضارات، ضمن منطقةٍ لطالما تميّزت عبر التاريخ بالتسامح والمحبة وقبول الآخر؟ ومن هي أم هارون بلسان “أم سوزان” – حياة الفهد التي تجسّد الشخصية بكل اقتدار، وما الذي يقوله كاتبا العمل ومخرجه و أبرز نجومه ونجماته؟

 

 

 

تدور أحداث “أم هارون” خلال حقبة الأربعينيات من القرن الماضي، داخل قرية تضم جيران من مختلف الأطياف والديانات السماوية الثلاث، حيث تسلّط الحبكة الدرامية الضوء على تعايش أتباع هذه الديانات المختلفة معاً جنباً إلى جنب، وتقاسمهم الحلوة والمرّة بمحبةٍ وسلام، وعلى نحوٍ يمثّل أرقى أنواع التعايش والإنفتاح وحوار الحضارات وقبول الآخر.

في تلك القرية، تعيش امرأة طيّبة تتمتع بالحكمة هي أم هارون، الممرضة والولاّدة اليهودية صاحبة الشخصية القوية التي تعالج أهل القرية وتطبّب كبارهم وصغارهم، وتولّد نساءهم بغض النظر عن انتماءات أهل القرية الدينية والطائفية، فضلاً عن كونها تحتوي قصصهم وتداري مشاكلهم وأسرارهم، ولكن المرأة تخفي سرّاً غامضاً ذي طابعٍ إنساني، يتكشّف تدريجياً خلال الأحداث الدرامية المتلاحقة.

حياة الفهد حكيمة وولاّدة يهودية يحبّها الجميع:
تؤكد حياة الفهد على  أن “وجود شخصيات من الديانة اليهودية في العمل هي بحد ذاتها فكرة غير مطروقة سابقاً في الدراما الخليجية، الأمر الذي يجعل من العمل جديد  بطروحاته كلياً على المشاهد.”

 

 

 

تشدّد حياة الفهد أن الشخصية التي تلعبها درامية بامتياز، وليست وثقائقية، وتضيف موضحةً: “على الرغم من أن هذه الطائفة – اليهود- كانت تعيش في منطقتنا ولا يمكن إنكار ذلك كواقعة تاريخية.. ولكن العمل في المقام الأول درامي، ويقدم شخصية “أم هارون” بوصفها الإنسانة المسالمة والطيبة التي عاشت في هذه المنقطة الجغرافية، وتعلمّت منذ صغرها كل ما يتعلّق بالطب والتوليد والأمور الصحية في المستشفى الذي عملت فيه.” وتتابع حياة الفهد: “تمتلك أم هارون مقوّمات الطيبة والأمانة والكاريزما ومحبّة الناس، ما يجعلها تدخل كل قلب وبيت، دافعةً سكان القرية إلى وضع ثقتهم بها، من جميع الأطياف والأديان: مسلمين ومسيحيين ويهود.”

توضح حياة الفهد أن “مشهد الأذان في بداية العمل سيحمل تحولاّ أساسياً في حياة أم هارون.. ويبقى السرّ الذي يؤرّقها والقضية الإنسانية التي تحتفظ بها في ذاكرتها مُخيّمةً على حياتها التي تعيشها وحيدةً”. أخيراً وليس آخراً، تُعرب الفهد عن سعادتها بالتعاون مع المخرج محمد العدل، “المشهود له بالإبداع، إلى جانب تفانيه وإخلاصه” على حدّ وصفها.

 

 

 

بين الدراما والتاريخ: الكاتبان محمد وعلي شمس يكشفان الحقيقة بكل موضوعية وتجرّد:
“نقدّم دراما اجتماعية في قالب تاريخي”..

يصف الكاتبان محمد وعلي شمس العمل بأنه “دراما اجتماعية في قالب تاريخي لا يخلو من الصراعات العاطفية والسياسية والاجتماعية والدينية، إضافة إلى الصراع مع الحياة”. وحول شخصية أم هارون، يقول محمد وعلي شمس: “إنها شخصية افتراضية، تعيش في زمنٍ ما، في أحد الأحياء التي تضم الديانات الثلاثة ضمن قالب اجتماعي غني بالأحداث”.

المخرج محمد العدل
قادماً من عالم الدراما والسينما المصرية، وفي أول عملٍ خليجيٍ له، يقول المخرج محمد العدل: “أنا مغامر بطبيعتي حتى في مصر، لا أرضى بأن أحصر نفسي ضمن نوعية واحدة من الأعمال، بل أُنوّع قدر الإمكان، وحينما عُرض عليّ نص “أم هارون”، شجّعني اسم الممثلة القديرة حياة الفهد لخوض التجربة، كما أحببت فكرة لقاء نجوم من مختلف دول الخليج في عمل واحد، فما الذي يمنع العرب عموماً من اللقاء في أعمال تليق بالجمهور؟”. ويضيف العدل: “النص مكتوب بشكل جيد، ويضم شخصيات عدة ويناقش أفكاراً كثيرة وغنية، ما يجعل للمسلسل طابعاً خاصاً”. ويختم العدل: “يشرفني أن أفتح باباً للمخرجين المصريين بدخول الخليج ليقدموا أعمالاً جيدة تليق بالمشاهد الخليجي والعربي”.

 

 

 

ماذا يقول الحاخام داوود (عبد المحسن النمر) عن العمل؟
“الدراما ليست فيلماً وثائقياً!” بهذه العبارة يستهلّ عبد المحسن النمر كلامه عن العمل الذي يؤدي فيه دور الحاخام اليهودي داوود. يصف النمر شخصية داوود بـ “الشخص الطيب والشرير في آنٍ معاً، إذ سنلمس في شخصيته الجانب الإنساني ككل.. بوجهيه الطيب والشرير.”
ويضيف النمر: “الرجل يأتي إلى المنطقة منتقلاً إليها وحاملاً ثقافة مغايرة نسبياً عن ثقافة أبنائها”.

 

قرأ عبد المحسن النمر النص لأول مرة، فما هو الانطباع الذي كوّنه؟
يوضح النمر أن المسلسل”يعالج حالة التعايش مع الطرف الآخر، وهي قضية محورية بنت عليها الدراما أحداثها في عملٍ يدعو إلى التسامح بين الأديان” أخيراً يتوقف النمر عند تجربته مع المخرج محمد العدل القادم من مصر: “العدل هو نجم في بلده مصر، ولأنه لم يكن لديه معرفة كافية بنا كممثلين في الخليج فقد انعكس هذا الأمر إيجاباً علينا كممثلين وعلى العمل بأسره، إذ ساعدنا العدل على اكتشاف نقاط وأدوات لعلّنا لم نكن نعرفها نحن في أنفسنا”

 

مسيحية أُغرِمَت بشابٍ مسلم.. فاطمة الصفي
بعد أن تَعَرّفنا على شخصيتَي أم هارون والحاخام داوود اليهوديين، تُعرّفنا فاطمة الصفّي على دورها كشابة مسيحية، فتقول: “أجسّد شخصية مريم، وهي شابة مسيحية مثقفة، واعية وراقية. ورغم أنها انكسرت في الماضي، غير أنها ظلّت قوية ووقعت في غرام شابٍ مسلم، فكيف ستكون ردود الأفعال حول ذلك؟”.

 

تعود فاطمة الصفي بالذاكرة إلى بداياتها، فتقول “أيام معهد التمثيل، كنت أرفض بأن يأتي ظهوري في أول مسلسل على الشاشة من خلال عمل عادي، لذا كان أول ظهورٍ لي في مسلسلٍ لأم سوزان (حياة الفهد)، وبعد مرور كل هذه السنوات، ها أنا ذا أعود مع المبدعة حياة الفهد في مسلسل “أم هارون”.

 

“راحيل” ابنة الحاخام .. روان مهدي
تؤكد روان مهدي أنها كانت متمسكة بهذا العمل لكونه يتكلم عن قضية مهمة. وتوضح: “أقدم شخصية راحيل ابنة الحاخام التي سيكون لها ضمن الأحداث الكثير من المواجهات خصوصاً عندما تعشق الفتاة الشخص غير المناسب في قاموس والدها”. وتعرب روان عن توقعها بأن الحكاية المتشابكة ستجذب الجمهور”.

 

أحمد الجسمي.. بين الطيبة والشراسة!
يقدم أحمد الجسمي دور “أبو سعيد” الذي يصفه: بـ “صاحب شخصية تتراوح بين الطيبة والشراسة، لكنه سيظهر معظم الوقت بصورة الإنسان المثالي”. يتوقف الجسمي عند علاقة أبو سعيد المتوترة مع أم هارون: “هناك سرّ لا يعرفه في القرية سوى أم هارون وأبو سعيد، لذا نراه يحاول لوي ذراعها وتهديدها بكشف المستور”.

 

إلهام علي.. عليا في عالم من المشاعر المتضاربة
تقدم إلهام علي شخصية عليا، مُعربة عن سعادتها باختيار الفهد لها في عمل ثالث، وتكشف عن شخصيتها بالقول أن “عليا شابة مسلمة والدها أبو سعيد (أحمد الجسمي) ووالدتها هند (سعاد علي) وهي إنسانة تعيش عالماً من المشاعر المتضاربة، وتجمعها ارتباطات كثيرة، وفي الخط الدرامي الخاص بها مفاجآت متتالية”.

 

 

 

فؤاد علي.. عمل مثير للجدل بطرحه فكرة التسامح بين الأديان
من جانبه يشير فؤاد علي إلى “العمل سيكون مثيراً للجدل.. أقدّم دور جبر الذي تتعدد خطوطه الدرامية وخلفه سر كبير تكشف عنه الأحداث تباعاً”. ويؤكد علي أن “هذا العمل تطلّب مني بذل طاقة كبيرة”. ويثني على عمل المخرج محمد العدل، الآتي بأسلوبه الخاص في التصوير، والتعامل الأول مع الفهد.

 

محمد جابر.. مؤامرة تهز صورة الملا أمام الناس
يشارك محمد جابر مرة جديدة مع حياة الفهد، ويقول بـ”أنني أؤدي شخصية الملا أبو محمد إمام المسجد، الذي يحترمه الناس، لكن يقوم بعض المغرضين بنسج مؤامرة تهز صورته أمام الناس، ويزرعون الفتنة بينه وبين أهل الحي”.

 

فخرية خميس.. توليفة تضيء على العلاقات الإنسانية
“أقدم شخصية المرأة المسلمة زوجة إمام المسجد ضمن توليفة تضيء على العلاقات الإنسانية والأخوّة بين أبناء حي من ديانات مختلفة”.

 

سعاد علي.. ملحمة تحمل نسيجاً مترابطاً وفكرة جديدة
تصف سعاد علي العمل بـ”الملحمة الجميلة، الذي يحمل النسيج المترابط والفكرة الجديدة والتسامح بين الأديان”. وتقول: “أقدم دور هند، وهي شخصية قوية ستصدم المشاهد”.

الجميلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق