عواصم ثقافيه

مليونا شخص يمرون يوميا بـ”إمينونو”

مليونا شخص يمرون يوميا بـ”إمينونو”

 

منطقة وميناء”إمينونو”، أحد أكبر المتاحف المفتوحة في الهواء الطلق في تركيا، كانت قلب مدينة “القسطنطينية” المسورة على مدى تاريخ طويل، وتتبع حاليًا حي الفاتح، تعبر جسر القرن الذهبي إلى إمينونو، وتصل مضيق البوسفور إلى بحر مرمرة، ومنه تطل على قصر طوب قابي، وجامع السلطان أحمد، وآيا صوفيا، باختصار”إمينونو” هي الوجهة السياحية الرئيسية في إسطنبول.

يمر كل يوم مليونا شخص تقريبًا في إمينونو من موظفين وسياح من داخل إسطنبول وخارجها، لا سيما في أيام الصيف، وأيام الجو المعتدل، ويقطن الحي 30,000 نسمة، وهم في أغلبهم من العمال والحراس.

سميت هذه المنطقة بهذا الاسم، لوقوع الجمارك البحرية، وأمانة الجمارك فيها في العصر العثماني، وكلمة “إمينونو” تعني (أمام الأمين)، أي أمام الأمانة الخاصة بالجمارك، وكانت هذه المنطقة مع منطقة الفاتح مركزَ إسطنبول في مطلع عصر الجمهورية الحديثة.

كما أن ميدان “إمينونو” يزخر بالجمال والتاريخ والتقاليد العريقة، وتستحوذ المنطقة على العديد من المساجد، والمباني التاريخية، وأشهر المعالم في إسطنبول.

يقع بها جامع السلطان أحمد، الذي يحتوي على قصر طوب قابي (أي قصر الباب العالي)، ومسجد آيا صوفيا، وآيا إيريني، بالإضافة إلى حوالي ألف معلم آخر بهندسته المعمارية العثمانية المتميزة.

ويقع بها ايضا يني جامع -المسجد الجديد-، المسجد الذي يهيمن على الواجهة البحرية لجسر غالاطا، وتوجد مساحة مفتوحة واسعة أمامها تطعم الناس فيها الحمام.

ويعد يني جامع من أشهر 25 جامع في إسطنبول، بُني في عام 1597م، بأمر من صفية، والدة السلطان محمد الثالث، وتم الانتهاء منه عام 1663م، بأمر من تورهان هاتيجة، والدة السلطان محمد الرابع، مما جعله جزءًا من تقليد معماري، أستنته سلطان فاليديس- والدة السلاطين العثمانيات.

وتتميز الإمينونو بوجود البازار الكبير، وهو من أكبر وأقدم البازارات في العالم.

ويتواجد به السوق المصري، هو ليس كبيرًا مقارنة بالبازار الكبير، ولكنه بجوار الشاطئ، بجانب يني جامع، ويقصده السياح لشراء الهدايا والتذكارات، والحلويات التركية الشهية، والفواكه المجففه.

ويتواجد بالإمينونو وقف الخان الرابع في إسطنبول، وهو مبنى للمكاتب سابقًا، وأعيد تأهيله ليصبح فندقًا بخمس نجوم من سلسلة فنادق الإرث العثماني.

مطاعم الأسماك الشهيرة

من أهم وأبرز معالم ميدان “إمينونو” هي المطاعم الشعبية الجميلة والمتنوعة، واشتهر الميدان تاريخيًا ببيع الأسماك المشوية الطازجة، حيث تكثر فيه محلات صغيرة، عبارة عن اكشاك تبيع الأسماك المشوية، وتُعتبر هذه المطاعم المتنقلة والصغيرة، عاملًا رئيسيًا في جذب الأتراك والسياح إلى الميدان.

وكذلك توجد قوارب متوسطة، وكبيرة الحجم، تصطف على جانبي المضيق لشواء الأسماك، وعلى هذه المطاعم إقبال كبير بحيث تكاد لا تخلو من الزبائن طيلة ساعات اليوم، من الأتراك والسياح الذين يقصدون هذه المنطقة.

الوصول الى “إمينونو”

يمكن لأي سائح أو زائر الوصول إلى منطقة “إمينونو” من عند جامع السلطان احمد، حيث يوجد القطار الخفيف “ترامواي” في محطة ترام السلطان احمد، والنزول في محطة ترام أمينونو، ستجدون على يمينكم ميناء إمينونو، وجسر “غالاطه”، وعلى يساركم الجامع الصغير، والسوق المصري.

كما يمكنك الوصول إلى منطقة إمينونو من منطقة تقسيم، حيث يركب السائح المترو نزولًا من تقسيم، إلى منطقة تسمى “كاباطاش”، ثم يركب “الترام” الذي يصل بين كاباطاش وزيتونبورنو.

ويعد ميناء إمينونو من أشهر موانئ العبّارات في إسطنبول، وتركيا، فعبّاراته تصل إلى العديد من الوجهات في الجانب الآسيوي من المدينة، كما تخرج من هذا الميناء عبارات ورحلات خاصة إلى مضيق البوسفور.

وتتوفر فيه مراكب خاصة، يمكن استئجارها من ميناء إمينونو، للقيام بجولات في مضيق البسفور، وأماكن اخرى في بحر مرمرة، حيث تقوم بعض المكاتب السياحية في المدينة، بالتنسيق مع أصحاب هذه المراكب، من أجل تأجيرها للمجموعات السياحية، أو العائلات الكبيرة التي تبحث عن الخصوصية.

أسواق إمينونو الشعبية

تتميز إمينونو بوجود أسواق شعبية، ذات أسعار زهيدة، وتوجد أسفل محطة ترام امينونو، أي تحت الأرض، ويتم النزول لها بدرج خاص، وهي مثالية لشراء الهدايا، خصوصًا الأحذية، والساعات، والألبسة.

توسعت إسطنبول لتصبح مدينة ضخمة، مع مركز للأعمال والسياحة، إلا أنه ما يزال “إمينونو” حافلًا بالنشاط والحركة، توجد فيه أكثر مرافئ العبارات اكتظاظًا، التي تعبر مضيق البوسفور وبحر مرمرة، وفيه سفن الدحرجة الوحيدة التي تقطع مضيق البوسفور.

لذلك تعد “إمينونو” من أشهر مناطق إسطنبول على الإطلاق، وتعتبر مركزًا استراتيجيًا، كونها من أكثر المناطق ازدحامًا وحيوية في إسطنبول الأوروبية، فهي لا تهدأ على مدار الأسبوع، وتعد همزة وصل بين جانبي المدينة الأوروبي والآسيوي.

مقالات ذات صلة

إغلاق