في ظل سباق دولي محموم حول اكتشاف لقاح لمواجهة فيروس كورونا، وبعد نجاح أطباء وعلماء بيولوجيا في تحليل النموذج الجيني للبروتين الخاص بفيروس كورونا المستجد، واكتشاف البيانات الخاصة بالهيكل الجزيئي للفيروس، يترقب العالم بأسره نتائج تسابق عدد من دول العالم لاكتشاف لقاح لمواجهة فيروس كورونا، والقضاء على الوباء الذي وصفته منظمة الصحة العالمية، أمس، بأنه أسوأ أزمة صحية تواجه العالم.
دواء «بلانكيل».. نافذة أمل
وفيما اعتبرته منظمة الصحة العالمية «نافذة أمل» تنقذ العالم من وباء كورونا، أعلنت شركة الأدوية الفرنسية «سانوفي»، مساء أمس، عن طرح دواء يستخدم في علاج المصابين بالملاريا، لمعالجة مصابي فيروس كورونا.
وقالت الشركة إن «بلانكيل» الدواء المضاد للملاريا يمكن أن يكون علاجا ناجعا للشفاء من فيروس كورونا، مؤكدة أن هذا الدواء برهن على نتائج «واعدة»، وإنها مستعدة لتقديم ملايين الجرعات منه، وهي كمية كافية لمعالجة 300 ألف مريض.
وبحسب الدراسة، التي أجراها البروفسور ديدييه راؤول، مدير المعهد الاستشفائي الجامعي في مرسيليا، على 24 مريضا بفيروس كورونا المستجد، فقد اختفى الفيروس من أجسام ثلاثة أرباع هؤلا بعد 6 أيام على بدء تناولهم عقار«بلانكيل».
وأوضحت الشركة، أن الدواء أثبت نتائج «مبشرة للغاية» في علاج المصابين.
وما كشفت عنه الشركة الفرنسية الكبرى لصناعة الدواء ««سانوفي»، تلقفته الأوساط الطبية والعلمية، للتأكد من فاعليته، بعد أن أثبتت التجارب السريرية، قدرته على علاج مصابي فيروس كورونا.
ويؤكد البروفسور ديدييه راؤول، أنه أجرى تجربة سريرية أظهرت أن هذا العقار يمكن أن يُساهم في القضاء على فيروس كورونا المستجد.
و«بلاكنيل» عقار مكوّن من جزيئات «هيدروكسي كلوروكين»، ويستخدم منذ عقود في معالجة الملاريا وأمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة والتهاب المفاصل.
تجربة سريرية واعدة
وكانت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية، سيبيث ندياي، قالت في وقت سابق: إن هذه التجربة السريرية «واعدة»، وسيتم إجراء المزيد منها على عدد أكبر من المرضى.
وأضافت «ندياي»، في أعقاب اجتماع لمجلس الوزراء الفرنسي، إن التجارب السريرية المقبلة ستجري مع فريق مستقل عن البروفسور (ديدييه) راؤول.
ومن جهته، قال وزير الصحة الفرنسي، أوليفييه فيران: «لقد اطلعت على النتائج وأعطيت الإذن لكي تُجري فرق أخرى، في أسرع وقت، تجربة أشمل على عدد أكبر من المرضى».
وأعرب الوزير عن أمله في أن تؤكد هذه التجارب الجديدة النتائج المثيرة للاهتمام التي حصل عليها البروفسور راؤول.
«ثلاثاء الأمل»
الإعلان في فرنسا، أمس الثلاثاء، عن عقار لشفاء مصابي كورونا، تزامن مع إعلان الصين، أمس الثلاثاء أيضا، اختبار أول لقاح لفيروس كورونا، بحسب ما أفادت وسائل إعلام صينية رسمية، وهو اليوم الذي أطلقت عليه وسائل الإعلام العالمية «ثلاثاء الأمل»، في إطار السباق بين الدول على التوصل إلى لقاح يقضي على الوباء القاتل.
وأكملت الصين البحث السريري على عقار Favipiravir، وهو دواء مضاد للفيروسات أظهر فعالية سريرية جيدة ضد فيروس كورونا (COVID-19)، وفقا لما ذكره المسؤول الصيني، تشانغ شين مين، مدير المركز الوطني الصيني لتطوير التكنولوجيا الحيوية التابع لوزارة العلوم والتكنولوجيا
وأكد مين، أن «فافيبيرافير»، دواء الإنفلونزا الذي تمت الموافقة عليه للاستخدام السريري في اليابان عام 2014، لم يظهر أي ردود فعل سلبية واضحة في التجربة السريرية، بل جعل متلقيه أقل استجابة لفرص الإصابة بالفيروس.
دواء «فافيبيرافير».. نافذة أمل أخرى
وبحسب وكالة شينخوا الصينية الرسمية، شارك أكثر من 80 مريضا في التجربة السريرية في مستشفى الشعب الثالث في مدينة شنتشن بمقاطعة قوانغدونغ جنوب الصين، بما في ذلك 35 مريضا تناولوا «فافيبيرافير»، و45 مريضا في مجموعة مراقبة، وأظهرت النتائج أن المرضى الذين يتلقون علاج «فافيبيرافير» أصبحوا سلبيين للفيروس في وقت أقصر مقارنة بالمرضى في المجموعة الضابطة.
وكشفت دراسة سريرية عشوائية متعددة المراكز، أجرتها مستشفى Zhongnan بجامعة ووهان، أن التأثير العلاجي لـ Favipiravir أفضل بكثير من تأثير المجموعة الضابطة.
وقال المسؤول الصيني، تشانغ شين مين، إن عقار «فافيبيرافير يجب إدراجه في خطة التشخيص والعلاج لـCOVID-19 في أسرع وقت ممكن، موضحا أن إدارة المنتجات الطبية الصينية وافقت على شركة أدوية صينية لإنتاج الدواء بكميات كبيرة وضمان استقرار العرض
