اخبار العالم العربيالرئيسية

عاصفة «التنين»… مقتل 3 مصريين وإغلاق طرق رئيسية وتوقف أحد خطوط قطارات الأنفاق

عاصفة «التنين»… مقتل 3 مصريين وإغلاق طرق رئيسية وتوقف أحد خطوط قطارات الأنفاق منذ ساعتين

تامر هنداوي

بدا بلد المئة مليون نسمة خاويا، أمس الخميس، في ظل موجة الطقس السيىء التي ضربت البلاد، وبعد التحذيرات التي أطلقتها الحكومة المصرية للمواطنين حيث طالبتهم فيها بالبقاء في المنازل وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى.
وضربت مصر موجة من الطقس السيىء عرفت بـ«منخفض التنين» تضمنت رياحا شديدة وهطول أمطار غزيرة، لم تشهدها مصر في هذا الوقت من العام منذ أكثر من 25 عاما، حسب هيئة الأرصاد الجوية المصرية.
وأسفرت العاصفة عن وفاة 3 أشخاص وإصابة آخرين، في وقت أغلق عدد من الطرق السريعة نتيجة هطول الأمطار، وغرقت بالمياه شوارع عدد من المدن الجديدة كالرحاب و6 أكتوبر والتجمع الخامس القريبة من القاهرة، فيما اضطرت هيئة قطارات الأنفاق إلى وقف تشغيل أحد خطوط مترو الأنفاق.
ولقي طفل مصرعه وأصيب 5 آخرون في انهيار أسقف منزلين في قرية الكرنك في محافظة قنا في صعيد مصر، بسبب حالة الطقس، حيث لقي محمد كرم حلمي ( 5 أعوام) حتفه، وأصيب شقيقه 3( أعوام)، ووالدته 35( عاما)، كما أصيبت دنيا مصطفى حافظ، عام ونصف، ووالدتها نادية إبراهيم، في انهيار سقف منزل آخر في القرية نفسها، وتم نقل الجثة والمصابين إلى المستشفى.
كما لقي عامل مصرعه متأثرًا بإصابته بكسور وجروح بالغة في أماكن متفرقة من الجسم، إثر انهيار سور بسبب سوء الأحوال الجوية، في محافظة سوهاج في صعيد مصر.
وأعلنت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، أن أحد العمال الفنين التابعين لشركة مصر الوسطى لتوزيع الكهرباء لقي مصرعه أمس، أثناء محاولة إصلاح عطل بأحد أعمدة الجهد المتوسط نتيجة سقوط الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة في محافظة الوادي الجديد.
وأعلنت الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الانفاق، عن توقف حركة القطارات بالخط الأول من محطة المرج الجديدة حتى محطة الشهداء، واستمرار تشغيله من محطة حلوان حتى الشهداء برمسيس، بسبب سوء وتقلب الأحوال الجوية حفاظا على سلامة المواطنين وسلامة القطارات
وأكدت الشركة في بيان أن القرار جاء حفاظا على أمن وسلامة المواطنين والقطارات، بعد تجمع المياه في المحطات السطحية.
وقالت هيئة الأرصاد الجوية في بيان إن الأمطار المتوقع سقوطها في القاهرة وباقي المحافظات، خلال موجة الطقس التي بدأت أمس الخميس وتستمر حتى غدا السبت، لم تسقط على مصر في شهر مارس/ آذار منذ عام 1994.
وزير الري المصري محمد عبد العاطي، قال إن البلاد «ستشهد هطول أمطار بكثافة تصل إلى 15 ملم، تتضاعف لتصل الى درجة السيول».
وتطرق إلى عدد من الاحتياطات التي قامت بها وزارة الري لمُواجهة تلك الظرُوف المناخية الطارئة، بينها «تقليل التصريفات من بحيرة ناصر لاستيعاب كميات الأمطار في مجرى نهر النيل، والترع، والمصارف، وتخفيض مُستوى البحيرات، وكذلك الاستفادة من السدود المقامة خلال السنوات الأربع الماضية، في شمال وجنوب سيناء، والبحر الأحمر، والصحراء الغربية للتعامل مع هذه الظاهرة».
وكان مجلس الوزراء، برئاسة مصطفى مدبولي، منح العاملين في المصالح الحكومية والقطاعين العام والخاص، وقطاع الأعمال العام، إجازة مدفوعة الأجر أمس، على أن يستثنى من ذلك العاملون فى المرافق الحيوية، التي تحددها السلطة المختصة، مثل خدمات مياه الشرب والصرف الصحي، والنقل، والإسعاف، والمستشفيات، والمطاحن والمخابز، والخدمات الشرطية
وقدمت وزارة الصحة والسكان عددا من النصائح للمواطنين، تضمنت تناول التطعيمات والأدوية المقوية لمناعة الجسم، للفئات الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض، وهم الأطفال الأقل من 5 سنوات، وأصحاب السن الأكبر من 65 عاماً، والحوامل، والمصابون بأمراض مزمنة، والابتعاد عن الروائح النفاذة مثل العطور ومعطرات الجو والأتربة وعوادم السيارات، والاهتمام بتناول المشروبات الدافئة، والإكثار من تناول المياه، وعدم الخروج من المنزل في الأيام التي تنتشر بها العواصف والأتربة إلا لظروف اضطرارية، على أن تتم تغطية الأنف وارتداء الملابس الثقيلة، والابتعاد عن الحيوانات الأليفة، خاصةً تلك التي تحتوي على شعر كثيف حيث أنها تؤدي إلى تهيج في الشعب الهوائية، وأهمية إقلاع مريض الأمراض الصدرية عن التدخين بكافة أنواعه إذا كان المريض مدخناً، أو الابتعاد عن الأماكن التي تكثر فيها أدخنة السجائر، لتجنب الإصابة بنوبات الربو الشعبي، وعدم تعرض مرضى الحساسية والأمراض الصدرية لتيارات الهواء الباردة بشكل مباشر، وتجنب الانتقال المفاجئ من الأجواء الدافئة إلى الباردة والعكس.

شوارع خاوية ونشطاء يدشنون هاشتاغ افتحوا المساجد والكنائس للمشردين
وأعلنت وزارة الطيران المدني حالة الطوارئ داخل المطارات خاصة مطار القاهرة الدولي، لمواجهة موجة الطقس السيئ التي ستضرب البلاد خلال الساعات المقبلة، وشهدت المطارات استعدادات مكثفة داخل صالات السفر والوصول ومهبط الطائرات للتعامل مع الأمطار الغزيرة والعواصف الترابية التي قد تتسبب في التأثير على الرؤية داخل مهبط الطائرات.
وجهزت المطارات معدات الشفط لسحب تجمعات المياه من على أرض المهبط تحسبًا للأمطار الغزيرة، حيث تم تجهيز لجنة للتدخل السريع والتعامل مع الموجات الطارئة، ويجري عمال المطارات عمليات تطهير للمصارف وتجهيز للمعدات لسحب المياه.
وأعلنت الإدارة العامة المصرية للمرور إغلاق عدد من الطرق نظرًا لسوء أحوال الطقس، خاصة في محافظات الصعيد، منها طريق طريق قنا – الأقصر، قنا- سوهاج، قنا- البحر الأحمر، قنا- نجع حمادي، لوجود رياح وانعدام الرؤية على الطرق.
كما تم غلق طريق أسيوط – الخارجة، والواحات البحرية – الفرافرة، لوجود رياح محملة بالأتربة وانعدام الرؤية.
ودشن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ «افتحوا المساجد والكنائس لمن لا ماوى لهم»، طالبوا فيه بإتاحة دور العبادة لحماية المشردين من موجة الطقس.
وقال إسحق غالي، سكرتير الأنبا بسنتي أسقف حلوان والمعصرة، إن الأسقف قرر استقبال كافة المواطنين الذين بلا مأوى منذ الأمس نظرا للظروف الجوية، كما شدد على جميع الخدام المتطوعين لمساعدة المواطنين على عدم التقاط أي صورة لهم.في حين أكدت دار الإفتاء المصرية أن «الكوارث الطبيعية والأوبئة تعتبر من الأعذار الشرعيَّة التي تبيح تجنب المواطنين حضور صلاة الجماعة والجمعة في المساجد والصلاة في بيوتهم أو أماكنهم التي يوجدون بها كرخصة شرعية وكإجراء احترازي للحد من تعرض الناس للمخاطر وانتشار الأمراض، خاصة كبار السن والأطفال».
وأضافت في بيان أمس أن «الشرع الشريف أجاز الصلاة في البيوت في حالة الكوارث الطبيعية كالسيول والعواصف وكذلك في حالة انتشار الأوبئة والأمراض المعدية، بل قد يكون واجبًا إذا قررت الجهات المختصة ذلك. «
وأوضحت الدار أن «النبي محمد أرسى مبادئ الحجر الصحي وقرر وجوب الأخذ بالإجراءات الوقائية في حالة تفشي الأوبئة وانتشار الأمراض العامة بقوله في الطاعون: «إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارًا منه».
ولفتت إلى أن «هذا الحديث يشمل الإجراءات الوقائية من ضرورة تجنب الأسباب المؤذية، والابتعاد عنها ما أمكن، والتحصين بالأدوية والأمصال الوقائية، وعدم مجاورة المرضى الذين قد أصيبوا بهذا المرض العام حتى لا تنتقل إليهم العدوى بمجاورتهم من جنس هذه الأمراض المنتشرة، بل أكدت أن ذلك كله ينبغي أن يكونَ مع التسليم لله تعالى والرضا بقضائه».

القاهرة ـ «القدس العربي»

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق