مقالات

من ذاكرة السجن،،، أبو علي

منتصف السبعينيات من القرن الماضي،،كنا في القسم العام بسجن الرمله المركزي،،،والذي كان يعرف باسم الخزنه،،،
كنا عشرات الأسرى السياسيين من فلسطينيي الداخل،،،ومئات الأسرى الجنائيين من اليهود والعرب،،،واتسمت العلاقه بيننا بالتوتر،،،وكان هذا التوتر مرهونا بالوضع في الخارج،،،فحال حدوث عمليه فدائيه،،،ينعكس التوتر في العلاقة بيننا،،،وفي العام ١٩٧٦ قامت مجموعه من الفدائيين بخطف طائره على متنها عشرات الاسرائيليين،،،تم هبوطها بمطار عنتيبه باوغندا،،وتلخصت مطالب الفدائيين بالافراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين مقابل الافراج عن الطائره والركاب.
لم نكن هناك بالسجن نعلم ما يحدث في الخارج،،ولك نسمع عن الحدث،،،لكن شعرنا ان بالجو شيئا،،حيث اقدمت ادارة السجن،،على نقل عدد منا الى قسم العزل بدون سبب ظاهر،،،تبين لنا لاحقا اننا كنا كن قائمة المفروض الافراج عنهم في حال التوصل الى اتفاق،،،،
سارت الأمور بعكس هذا المسار،،،وبالتواطؤ من أوغندا تم اقتحام الطائره والأشتباك مع الفدائيين،،وقتل بالعمليه،،،يوني نتانياهو اخ بنيامين نتانياهو،،،بالمقابل وبالتوازي تم اعادتنا الى القسم العام…انتشر الخبر بين الأسرى وخيم الاحباط وخيبة الأمل مره أخرى علينا…لم يكن فشل المحاوله سبب سخطنا وغضبنا الوحيد،،،فقد قام احد السجناء الجنائيين العرب،،،بشراء البسكوت وتوزيعه على السجناء احتفالا بنجاح العمليه من ناحيته،،،ونكايه بنا من ناحيه أخرى،،لقد اثار عمله هذا حفيظتنا،،تداعينا وقررنا عقابه ايا كانت الظروف والنتائج،،،اوكلت مهمة العقاب لاثنين من عناصرنا المحكومين مدى الحياة،،،كان ذلك البائس الشقي يمشي مختالا بالمردوان،،حين انقض عليه الشباب وانهالوا عليه ضربا وطعنا،،،على صراخه وبكائه،،،لم يسعفه نفاقه ولا تذلله لادارة السجن ولا للسجناء اليهود،،،خر مضرجا بدمائه،،،قامت ادارة السجن بسحبه وكذا بسحب الشابين الى الحبس الانفرادي،،ولاحقا تم الحكم عليهما بسنوات اضافيه،،فيما تم نقل البائس الى المشفى،،،ومكث هناك فتره طويله،،،وبعد تحرره من السجن علمنا أن قريبا له قتله على خلفية ثأر عائلي قديم.
حدث هذا عندما كانت لنا كرامه وحميه وطنيه.
مجرد قصه من تلك الذاكره الجميله التي عشنا تفاصيلها.
مساء الخير يبوي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق