أخبار عالميهنشاطات

بتنظيم من طبيب عربي (مؤتمر طبي حول أمراض الكلي ) بالعاصمة الايطالية روما

الاعلامي اكرامي هاشم

شهدت العاصمة الإيطالية روما يوم الخميس الماضي 12 أكتوبر مؤتمرا علميا طبيا حول أمراض الكلي ومضاعفاتها والآفاق القادمة للمرض وعلاجه .
أمراض الكلي والتي كشفت منظمة الصحة العالمية في تقريرا أخيرا لها أن نحو 850 مليون شخص حول العالم لديهم أعراض الإصابة بنوع من أنواع أمراض الكلي وأن قرابة 10% من سكان العالم مصابون فعلا بمرض القصور الكلوي .

أما عن إيطاليا التي إستضافت عاصمتها المؤتمر فتشير الإحصاءات أن بها ثلاثة من كل عشرة أشخاص مصاب بمرض من أمراض الكلي .
عقد المؤتمر بإحدي قاعات المؤتمرات التابعة لجامعة تورفيرجاتا إحدي أكبر الجامعات الايطالية وشارك فيه قرابة 130 طبيب وطبيبة من المتخصصين وطلاب كليات الطب المختلفة علاوة علي مشاركة عمداء ثلاث جامعات إيطالية كبري وهي جامعات تورفيرجاتا وروما تري وفور إيطاليا .
شهد المؤتمر مناقشات حول أسباب إنتشار أمراض الكلي ومعالجتها وكيفية الوقاية منها لتقليل حالات الإنتشار كما ناقش الأطباء المشاركين وضع المخارج العملية والعلمية من أجل تحسين أوضاع المصابين بالمرض وذلك من خلال تحسين نوع العلاج .

وتم أثناء المؤتمر عرض آخر ما تم من أبحاث علمية في مجال العلاج الدوائي والإكلينيكي والتي من شأنها تقليل المضاعفات التي يتعرض لها المصابون بالمرض جراء العلاجات التقليدية .
المؤتمر حظي بأهتمام بالغ من قبل الدوائر العلمية والطبية في إيطالية وتابعت نتائجه الجامعات والمراكز الطبية المتخصصة في المرض وأخذت نتائجه مأخذ الإهتمام .
وكان قد دعا إلي المؤتمر ونظمه البروفيسور حسن شمسان صبري الطبيب اليمني الأصل والمتخصص في أمراض الكلي والغسيل الكلوي والبروفيسيرة أناليزا نوتشي المتخصصة في أمراض الكلي أيضا.
والذان قد أفتتحا فاعليات المؤتمر بالترحيب بالمشاركين والتعريف بأهداف المؤتمر ومدي إنتشار أمراض الكلي في إيطاليا .

فمن هو البروفيسور العربي حسن صبري
طبيب من أصول يمنية هاجر إلي إيطاليا منذ أواخر الثمانينات بعد أن تلقي دراسة الطب في جامعات رومانيا فالتحق بالدراسات العليا التخصصية والأكاديمية بجامعة المعرفة بمدينة روما والتي حصل منها علي عدة شهادات جامعية متخصصة في أمراض الكلي وضغط الدم والتي لم يكتفي بها في مشواره البحثي بل واصل عمله البحثي العلمي علي أيدي كبار الأستاذة في مجاله أمثال البروفيسور جوليو شينوتي وساندرو ماتسه وفيرو ذي نيله نيكولا

الأمر الذي اهله ليصبح أحد أشهر المتخصصين في أمراض الكلي في إيطاليا ليصبح أيضا رئيسا لقسم أمراض الكلي بمستشفي فيلا سانده بمدينة روما ولمدة 25 عاما علاوة علي تكليفه بالتدريس في المدرسة التخصصية لأمراض الكلي بجامعة تورفيرجاتا أكبر وأشهر الجامعات الإيطالية .
ولكن لم ينتهي مشوار نجاح صبري بل واصل نشاطه العلمي بدأب حتي تقلد منصب منسق المدرسة التخصصية لإعداد المؤتمرات والندوات العلمية الطبية في إطار التجمع العلمي للمتخصصين الإكاديميين الإيطاليين .
وبرغم عمله العلمي في الأوساط الطبية الايطالية لم ينسيه ذلك إنتماءه العربي فشارك في تأسيس إتحاد الأطباء العرب في ايطاليا عام 2012 والذي يضم الأطباء من أصول عربية داخل إيطاليا رغبة منه في وجود كيان للأطباء العرب من كافة الجنسيات العربية والذي أهله ليكون ممثلا لإتحاد الأطباء العرب في أوروبا .

وعن مشواره وما وجده في طريق نجاحه من تحديات يتحدث صبري عن سنواته الأولي في المجتمع الجديد وكيف أن الطريق لم يكن ممهدا ولا مفروشا بالورود وأن الأمر تطلب منه الكثير من الصبر والمثابرة لتحقيق هدفه وأن أهم عوامل نجاحه كانت وضعه لهدف والعمل علي تحقيقه والسير علي كل الصعوبات وإيمانه بقدرة الإنسان العربي علي النجاح وعدم الالتفات إلي عوامل الإحباط وإستجماع عوامل الطاقة الإيجابية وأردف أنه كان يعتبر كل خطوة نجاح هي بداية لخطوة جديدة .

كل ذلك لم يشغله عن تفكيره الدائم في ورغبته في خدمة أبناء الجاليات العربية المقيمة في إيطاليا والعمل علي إندماجهم في المجتمع الإيطالي مع حفاظهم علي هويتهم العربية وتعريف المجتمع الإيطالي بالثقافة والحضارة العربية ذلك الهدف الذي طالما شغل تفكير صبري لسنوات حتي تبلورت إلي كيان علي أرض الواقع من خلال تأسيسه للجمعية الإيطالية العربية في العام 2016 والتي سرعان ما كسبت إحترام المجتمع الإيطالي والعربي في إيطاليا والتي يعمل من خلالها علي تجميع أبناء الجاليات العربية في إيطاليا في إطار ثقافي وحضاري والعمل جنبا إلي جنب مع الايطاليين من أجل أن يكون لأبناء العرب مكان في المجتمع الإيطالي .
وأصبح نشاطها وفاعلياتها حديث الشارع العربي في إيطاليا والتي كان آخرها الفاعلية الكبري التي أقامتها بمقر بلدية روما تحت عنوان يوم الثقافة العربية والتي نجحت في تعريف الإيطاليين بأهمية وتأثير الحضارة العربية عبر التاريخ والتي كسبت إحترام كل من شارك فيها .
البروفيسور صبري علي الرغم من كونه عالم وطبيب لكنه شخصية مجتمعية من الدرجة الأولي إستحق وبجدارة حب أبناء الجالية العربية في إيطاليا .

شخصية عربية مهاجرة حققت المعادلة الصعبة وهي الإندماج في المجتمع الغربي مع الحفاظ علي الهوية العربية فما إن شاهدته بين المجتمع الإيطالي لاتشك لحظة أنه إيطالي المولد وما إن تشاهده بين أبناء الجالية العربية تجد نفسك أمام شخصية عربية حتي النخاع وكأنه لم يغادر موطنه الأصلي اليمن السعيد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق