ثقافه وفكر حر

متى يعود الشعر الى موطنه

imageمتى يعود الشّعر إلى موطنه
ويعفّ اللّسان عن طنينه؟
1-ليس الشّعر وسيلة ارتزاق أو حرفة نمتهنها للحصول على هديّة والتمتّع بضيافة تسخر منها الأكواب والأطباق . أو كسب علامات إعجاب خاوية البريق، وهو ليس تمجيد كلام سطحيّ عابر واستحسان صوت لا يتقن العزف على أوتار الحناجر همّه كسب ودّ رجل سلطة جائر. ليس الشّعر إمارة أوتادها أنانيّة وغرور، سعفها حسد وشرور ، مجالسها جشع وتهافت وميدانها صراع وتناحر. سياستها مجاملات وصفقات. تتنافس لحيازتها قوافل هدفها الحصول على مراتب أولى تشترى وتباع حسب قانون العرض والطّلب . وأغلب القائمين على شؤون هذه الإمارة لا يجيدون أبسط قواعد اللّغة السّليمة ولا يمتلكون فصاحة لسان عربيّ مبين لا تشوبه رطانة ولا تلحين. فهل كلّ واحد يضرب على طبله يمكنه أن ينسب فحولة الشّعر إلى نفسه؟ متى سنجتمع بعد تجافينا؟ متى سيستعيد الذّوق ذائقته تأصيلا لمفوهم الجمال ، المتعة، الارتواء فنحيّي كلّ نصّ بديع ونفرح بكلّ خطاب فيه جماليّة شكّلتها قدرة قلم من فيض روح واحتفاء خيال ؟متى سنسعى سعي صوت صريح جريء حالم لنمارس شعريّة القول بفنّ راق ومهارة فذّة ، بجنون مذهل واقتدار جامح؟.

2-نحبّ الشّعر زمنا دائما يجعلنا نقيم في الكون على نحو شعريّ جماليّ فهو التزام ورؤيا, روح وفكرة ، إحساس وحوّاس، خيال ولحظة، موقف مخصوص من العالم. انّه عالم الفطرة والبدء والميلاد الذّي يجعلنا نبصر مخاض الموجودات والأحداث والأرواح وهي تستعيد عافية الانتماء إلى ذات خلاّقة تحلّق مبدعة ، تنهض أشدّ من الرّياح وأحلى من ماء زلال مصفّى . إضافة إلى أنّه تشكيل جديد للأشياء والتقاط ما هو عابر لإنشائه وفق تصوّر إبداعي وممارسة إنشائيّة لارتياد ما هو كونيّ جماليّ. كما هو زمن عجيب خارق يجعلنا ننحت في الصّخر جداول عطر ونحوّل الخراب إلى حلل قابضين على عظمة تشرّع للجمال ألف باب… .

مقالات ذات صلة

إغلاق