نشاطات

أنا خائفة

أناخائفة

بقلم/ الكاتبة منى حسن….
مصر

 

العربيةاتصلت علي

صديقتي تريدني أن أزورها ضروري.. فقلقت عليها

 

وذهبت إليها

سريعا..

طرقت بابها واستقبلتني بلهفة وبعد السلامات

المعتادة

 

سألتها عن حالها فقالت إني متعبه نفسيا… إني خائفة واستطردت: لطالما انتابني هذا الشعور بالخوف والاضطراب ليس بالضرورة لأني أعمل شيء خطأ، ولكن أحيانا إني أعمل شيء صح…
لا أعرف مسمى لهذا الذي يضعفني ويضعف قراراتي حتى يؤثر

عل

ى مشاعري تجاه الأشياء….. هو اضطراب نفسي ليس له مبرر، ولكن أعتقد أنه نتيجة لأزمة ما أو موقف ما تعرضت له في صغري أو شبابي لا أكاد أتذكره، ولكن أثره باق داخلي.. فهو يلاحقني إلى الآن وقد تجاوزت سن الشباب ومع ذلك لازلت أخاف…. واعلم تتساءلين صديقتي ما الذي ذكرني به الآن؟… اليوم اهداني أبنائي هديه غاليه بمناسبة عيد الأم…. فرحت بها ليس لغلو ثمنها، ولكن لاهتمامهم بي وتعبهم وتكلفتهم من أجل إسعادي….. أرى نظرة الاستغراب في عينيك، ولكن ستعلمين سبب خوفي….. اعترض زوجي على شرائهم هديه ثمينة في وقت عصيب كهذا من ارتفاع أسعار وغلو فاحش غير مبرر…
ربما وجدته على حق….. أحسست بخوف داخلي ينهشني وتبدلت سعادتي وأخذت أحاسب نفسي أني تسببت في تكبد أبنائي ال هم أولى به… هو نفس الشعور الذي كنت أتعرض له في شبابي عندما اشتري شيء لي أو افعل شيء لا يروق والدتي واستعرض لوابل من اللوم وربما الإهانة كنت أشعر بهذا الخوف….. وأشعر به إذا طلبت إذن زوجي للخروج لأمر ما ويعترض أولا كعادته ثم يوافق فاشعر بهذا الخوف واني غير مرتاحة…. على الرغم من أني إذا طاوعته فلن أخرج من المنزل إلا لشراء ضروريات البيت من السوق فقط….
وهو نفس الشعور إذا خصصت كوب معين أو أي شيء قلت إنه لي فلا يروق زوجي أن يكون هناك خصوصيه لي…. أحاول أن أسيطر على هذا الشعور وأن أتشبث برأيي ولا ألتفت لأهواء الآخرين ورغبتهم وقد أنجح، ولكن لا تشعر بالسعادة… هنا صمتت صديقتي وأصابني الألم لأجلها ولأنها عشرة عمري وأعرفها منذ طفولتنا ومررنا بجميع المراحل معا، ولكن دائما هناك سر مخبوء لا يعرفه عنا الكثير وأغلب ظني أن صديقتي أرهقت نفسيا وتريد تفسير مني لحالها نظرا لدراستي لعلم النفس….. فنظرت إليها…. حبيبتي قد أرهقك تصرف الآخرين معك وأردت التقاط بعض الأنفاس… نعم إنك تتعرضين منذ زمن لضغوط لا مبرر لها ولأنك مطيعه ومسلمه وحساسة فتتأثرين بهم… فأوقفتني قائله حرت في نفسي وضن الفرحان يدخل قلبي…. فبادرتها انت مصابه برهاب الفرح (شير وفوبيا) ودائما تشعرين بأن السعادة يليها حدث سلبي يفسدها… وكذلك عندما تتعرضين للعلوم تفقدي السيطرة على نفسك وتضطربي داخليا، حتى لو حاولت التمرد على الآخرين وفرض رأييك عليهم…… كما أن النقد والتوبيخ يؤثر بك تأثير قوي وتشعرين دائما أنك مخطئه وتفقدي ثقتك بنفسك فيعاودك الشعور بالخوف الذي أصبح متلازمه معك….. فتنهدت صديقتي وقالت الخوف لا أستطيع محاربته انا فقط اوقفه عند حده حتى لا يسلبني حلاوة العيش أكثر….. فهونت عليها ونصحتها بأن تهتم بنفسها وتثق بها والا تتخلى عن حياتها وخصوصياتها….. وتركتها، ولكن كلي ألم فأصحاب النفوس الحساسة يتعبون كثيرا بمخالطة متحجري القلوب.
منى حسن

01223090472

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق