أخبار عالميهاخبار اقليميهاخر الأخبارالرئيسية

روسيا وأميركا تشهران السلاح في سوريا.. و”قسد” تتدخل

التنافس الروسي الأميركي في سوريا على بسط النفوذ في تلك البلاد التي دمرتها الحرب منذ أعوام خلت لم يعد يخفى على أحد، إلا أن المخفي حتى الآن هو الوصول للمواجهة المسلحة المباشرة بين القوتين التي على ما يبدو ليست بالمستبعدة.

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد، بدخول رتل عسكري تركي جديد إلى الأراضي السورية عبر معبر “كفرلوسين” الحدودي.وأضاف…

أرتال عسكرية تركية تدخل سوريا.. والوجهة إدلب وحلبأرتال عسكرية تركية تدخل سوريا.. والوجهة إدلب وحلبسوريا

الجديد هذه الأيام فصل جديد من فصول التوتر بين الروس والأميركيين في سوريا ظهر قريباً بعد أن رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان شمال شرقي البلاد، الاثنين، تحليق 3 مروحيات روسية فوق مدينة “تل تمر” في حين أقلعت مروحيات أميركية من قاعدة “قسرك” لإبعاد نظيرتها الروسية عن المنطقة، حيث لاحقتها حتى وصولها أجواء رأس العين بريف الحسكة.

والتفت عربات روسية على حاجز أميركي مؤلف من 10 عربات، كانت تتمركز لمنع الدوريات الروسية من السير على طريق “M4″، حيث سلكت طريقاً ترابياً وتجاوزت الحاجز الأميركي لتحلق مروحيات أميركية أطلقت تحذيرات وإشارات دخانية للعربات الروسية قبل أن تعود أدراجها، دون صدام هذه المرة.

قوات من الشرطة العسكرية الروسية في سورياقوات من الشرطة العسكرية الروسية في سوريا
“قسد” تتدخل

فقد مرت احتكاكات أمس دون تهديد بمواجهة مباشرة، مثلما حدث منذ أيام وتحديداً في في 29 يناير/كانون الثاني الماضي، حين أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، خروج رتل للقوات الروسية من مدينة تل تمر باتجاه الحسكة قبل أن تعترضه دورية أميركية كانت بانتظاره عند استراحة الوزير التي تستضيف قاعدة أميركية، ومنعته من التقدم باتجاه الحسكة، حيث وقعت مشادات كلامية بين تلك القوات تطورت إلى إشهار السلاح، لتدخل قوات سوريا الديمقراطية وسيط حل بينهما.

قوات من سوريا الديمقراطيةقوات من سوريا الديمقراطية

وأفاد المرصد أيضا بتوجه رتل روسي إلى قرية الخريطة الواقعة على طريق الحسكة باتجاه جبل قزوزانة، لتعترض الرتل قوات أميركية مجبرة إياه على الخروج من القرية. فيما قالت مصادر حينها إن الروس جاؤوا إلى القرية لإنشاء قاعدة عسكرية في إحدى المدارس.

مشاحنات متكررة واستقدام قوات

وفي 21 يناير/كانون الثاني الماضي، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان باستقدام القوات الروسية منظومات صواريخ دفاع جوي متطورة وحديثة، إلى مطار القامشلي أقصى شمال شرقي سوريا، في ظل التوتر المتصاعد بين القوات الروسية ونظيرتها الأميركية ضمن منطقة شمال شرقي سوريا، في إطار محاولة كل طرف بسط نفوذه على المنطقة، لا سيما أوتوستراد الحسكة – حلب الاستراتيجي.

عنصر من قوات سوريا الديمقراطية إلى جانب آلية أميركية شمال سوريا(فرانس برس)عنصر من قوات سوريا الديمقراطية إلى جانب آلية أميركية شمال سوريا(فرانس برس)

وتصاعد هذا التوتر في الآونة الأخيرة بشكل كبير، حيث باتت المنطقة تشهد مشاحنات يومية بين الجانبين، بالإضافة لعرقلة القوات الأميركية مرور آليات روسية من مناطق عدة.

إلى ذلك انتشرت القوات الأميركية على مداخل ومخارج بلدة تل تمر الاستراتيجية التي تعد عقدة وصل بين الحسكة – القامشلي – حلب، إضافة لانتشارها عند مدخل أبو رأسين (زركان) ومفرق قرية غيبش، فضلاً عن تسييرها دوريات مكثفة على أوتوستراد حلب – الحسكة المعروف بالـM4، في محاولة منها لتحجيم الدور الروسي هناك، ومنع استخدام القوات الروسية للأوتوستراد في المنطقة سوى باتجاه المناطق الحدودية مع تركيا.

قوات أميركية في سورياقوات أميركية في سوريا
تركيا تدخل خط الخلاف

أما أنقرة التي تقيم 12 نقطة مراقبة شمال سوريا بموجب اتفاق خفض التصعيد مع روسيا، فهي موجودة أيضا على خط الخلاف الأميركي الروسي، حيث تعيش مناطقها منذ ديسمبر/كانون الثاني الماضي تصعيداً عسكرياً لقوات النظام وروسيا، بهدف السيطرة على تلك المنطقة التي يعيش فيها 3 ملايين شخص نصفهم تقريباً من النازحين.

قوات تركية في شمال شرق سورياقوات تركية في شمال شرق سوريا
قوات تركية في شمال شرق سورياقوات تركية في شمال شرق سوريا

آخر التطورات وقع، الاثنين، حين اصطدمت قوات نظام الأسد مع الجيش التركي شمال سوريا وقتلت 4 من عناصره، ما دفع الرئيس التركي لإطلاق تحذيرات بأنه سيرد بالمثل على أي هجوم على قواته.

روسيا بالتأكيد لن تقف مكتوفة أمام تحذير أردوغان، فأعلنت وزارة الدفاع أن جيش أردوغان استهدف لأنه لم يخطر موسكو بشأن عملياته في منطقة إدلب بشمال غربي سوريا.

فرد أردوغان متفاديا الروس: “أريد خصوصا أن أبلغ السلطات الروسية أن محاورنا هنا ليس أنتم بل النظام السوري، ولا تحاولوا عرقلة عملنا”.

وأضاف “لا يمكننا أن نقف صامتين بينما جنودنا يقتلون. سنواصل المطالبة بالمحاسبة”.

واشنطن تستفز الروس: تركيا تدافع عن نفسها

إلى أن جاء الرد الأميركي، حيث أدانت الولايات المتحدة بشدة الاعتداء المستمر وغير المبرر والقاسي من قبل نظام الأسد وحلفائه الروس وغيرهم على السكان في إدلب.

كما أفاد مسؤول في الخارجية الأميركية لوسيلة إعلامية بأن تلك الهجمات أدت إلى مقتل العديد من الأتراك العاملين في مراكز المراقبة في إدلب التي تستخدم للتنسيق ووقف التصعيد، معلناً وقوف الولايات المتحدة إلى جانب تركيا من أجل الدفاع عن النفس.

منافسة ومحطات بين الروس والأميركان

مرت المنافسة المحتدمة بين موسكو وواشنطن على أرض سوريا بمحطات كثيرة، حاولت خلالها القوتان توسيع نفوذهما بشتى الطرق، حيث احتدمت المعارك في مدينة حلب شمال سوريا، ذات الموقع الاستراتيجي الهام، بين قوات النظام السوري والمعارضة السورية، بشهر يوليو/تموز 2012، وعلى الرغم من قوة هجوم المعارضة، فإن النظام حينها استطاع مسنوداً بالطيران تدمير المدينة كمرحلة أولى، ومن ثم أرسل قوات برية أنهت المعادلة.

قوات روسية في سورياقوات روسية في سوريا

وفي آب/أغسطس من عام 2013، ضربت قوات النظام “الغوطة” في ريف دمشق بالغاز السام، مرتكبة مجزرة أسفرت عن مقتل المئات، ما جعل الولايات المتحدة أكثر حماسة لتوجيه ضربات جوية لجيش النظام السوري، إلا أن الروس سرعان ما تدخلوا وحموا حليفهم، حيث منعوا مجلس الأمن الدولي من إدانة النظام السوري، وطرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اقتراحا بتشكيل لجنة دولية للإشراف على مخزونات الأسلحة الكيمياوية لدى حكومة الأسد تجنباً للضربات الجوية.

وجهاً لوجه شرق الفرات

بالمقابل، حصلت المعارضة على دعم غربي، حيث قدمت الجماعات المدعومة من جانب واشنطن مقاتلين بأعداد متواضعة تميزوا بالفعالية العالية.

إلا أن ظهور تنظيم داعش الإرهابي في سوريا بشكل منظم، غير استراتيجية المعارك، وأجبر أميركا على تعديل الخطط، حيث وجهت واشنطن في عام 2014 استراتيجيتها لمحاربة “داعش”، وتشكيل تحالف يضم 70 دولة، كذلك عملت بقوة على الملف الإيراني، بعد تحذيرات للإدارة الأميركية بتعاظم النفوذ الإيراني في سوريا.

قوات أميركية في سورياقوات أميركية في سوريا

ومع توسع العمليات القتالية لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركيا، وسط قلق الأتراك، الذين اتهموا واشنطن بدعم “إرهابيين” مرتبطين بتنظيم حزب العمال الكردستاني، وانتهاء نفوذ داعش بمقتل البغدادي، ومن ثم إعلان ترمب الانسحاب الأميركي من سوريا، أصبحت القوات الأميركية والروسية وجهاً لوجه شرق نهر الفرات بالقرب من دير الزور.

وحتى اليوم، مازال الصراع قائماً بين القوتين على الأراضي السورية، دون بريق أمل يذكر ليكشف إلى أي جهة ستميل كفة الميزان في ذلك البلد الغارق بالحرب منذ سنوات باتت طويلة.

المصدر:  – العربية.نت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق