قال موقع أوريان 21 الفرنسي إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كشف النقاب عن خطته للسلام في مشهد بالغ الرمزية، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحده وغياب أصحاب المصلحة الرئيسيين من الفلسطينيين الذين تنتهك الخطة أبسط حقوقهم.
وقال الموقع إن الخطة -التي أعدها جاريد كوشنر صهر ترامب مع السفير الإسرائيلي في واشنطن رون ديرنر والتي كان من المفترض أن تجلب “سلاما شاملا” بين الإسرائيليين والفلسطينيين- لم تفاجئ أحدا، وقد صيغت -كما تقول هآرتس- “بحيث يرفضها الفلسطينيون، وربما كانت هذه هي الخطة بأكملها”.
وأظهرت قراءة الصحف الشعبية والاستماع إلى أجهزة الراديو الإسرائيلية أمس الأربعاء -حسب الموقع- أن المجتمع الإسرائيلي يمر بلحظة نشوة عارمة يرافقها شعور بالقوة المفرطة والإفلات من العقاب تشبه لحظة الانتصار العسكري في يونيو/حزيران 1967 عند احتلال الأراضي الفلسطينية والمصرية والسورية.
من يهتم؟
وقال مايكل كوبلو -وهو رئيس مركز أبحاث في منتدى السياسة الإسرائيلية- إن “خطة ترامب مسرحية عبثية” تمت بتعاون أميركي إسرائيلي لفرضها على الفلسطينيين ضد رغبتهم، وهي -حسب الموقع- تفي بشكل لا لبس فيه بكل مطالب معسكر الاحتلال الإسرائيلي المتمثلة في الإبقاء على ما لا يقل عن 230 مستوطنة في الأراضي المحتلة، وغياب دولة فلسطينية حقيقية، وتجاهل مستقبل غزة.
ويقول الموقع إنه وبما أن كل شيء في هذه الخطة يلبي طموحات إسرائيل وحدها فستبقى الأراضي الفلسطينية “مناطق معزولة” مصغرة تربط بينها جسور وأنفاق تحت السيطرة الإسرائيلية، مع إمكانية الضم الفوري لغور الأردن بالكامل وأجزاء أخرى من الضفة الغربية حول الكتل الاستيطانية الكبيرة كما يظهر بالفعل على الخرائط التي قدمتها إدارة ترامب.
أوريان 21: خطة ترامب جعلت المستوطنات جزءا من الأراضي الإسرائيلية (غيتي) |
وقدم الموقع تفاصيل كثيرة عن الخطة لتوضيح أنها تعطي إسرائيل كل شيء وتسلب من الفلسطينيين كل شيء.
تجسيد الخطة في الواقع
أما في إسرائيل فيدور الجدل منذ أسابيع عدة بشأن طرق ضم الأراضي الجديدة التي منحها ترامب، وربما يقوم نتنياهو بذلك قبل انتخابات الثاني من مارس/آذار المقبل، لأنه يعتقد أن ذلك سيكون مفيدا للغاية له على الجبهة الانتخابية، بالنظر إلى النشوة التي اجتاحت إسرائيل.
ويتخيل ترامب -حسب الموقع- أن الضغوط الأميركية القادرة على إجبار إيران على العودة للتفاوض على الصفقة النووية ستجعل الفلسطينيين -الذين لم يبدوا أي علامة على الاستسلام- يقبلون خطته التي تعتبر آخر مسمار في نعش اتفاقات أوسلو عام 1993.
وبدون رؤية للمستقبل فإن عددا متزايدا من الفلسطينيين لم يعودوا يؤمنون “بحل الدولتين” الذي يسمح بوجود دولة فلسطين القابلة للحياة، خاصة أنه بدا مع خطة ترامب إهانة وضعت السلطة الفلسطينية في موقف يائس، حيث لا تملك وسيلة لمقاومة السياسة الإسرائيلية التي تصادر الأراضي كل يوم وتشرد السكان وتبقيهم تحت سيطرة الاحتلال العسكري.
حل السلطة المستحيل
وتساءل الموقع: ماذا يمكن للسلطة الفلسطينية أن تفعل في انتظار تبلور سياسة فلسطينية جديدة؟ مشيرا إلى أن المتحدث باسم السلطة نبيل أبو ردينة اقترح أن تطالب إسرائيل بتحمل مسؤولياتها الكاملة كقوة محتلة إذا لم تلب الخطة مطالب الفلسطينيين الأساسية، فهل يعني ذلك حل السلطة نفسها لإجبار إسرائيل على استعادة إدارة الشؤون المدنية الفلسطينية كما كان الحال بين عامي 1967 و1994؟
وقال الموقع إن حل السلطة الفلسطينية سيضع إسرائيل في موقف صعب للغاية، ولكنه سيطرح أيضا مشكلات كبيرة للفلسطينيين، لأن وجود هذه السلطة يضفي الشرعية على الدعم المالي الدولي الذي يجعل من الممكن تمويل رواتب ومعاشات مئات الآلاف من الفلسطينيين.
المصدر : أوريان 21