مقالات
وقفةٌ قصيرةٌ مع التاريخ * التزييف المُقدّس * رؤية * هذه السلسلة يكتبها د. محمد طلال بدران – مدير دار الإفتاء والبحوث الإسلامية * عنوان السلسلة: “لو قرأتَ التاريخَ… لما قبِلتَ بالهوان” * عنوان المقالة: “لو قرأت التاريخ، لرأيت كيف خُدع الناس باسم الدين” (10-11-12)

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين الصطفى وبعد:
* إن من أعظم المآسي التي واجهتها الأمة الإسلامية عبر قرونها الطويلة، أن يُستغل الدين – وهو أنقى ما في كيانها- ليُمرَّر به الباطل، وتُزيَّن به المظالم، ويُقمع باسمه الأحرار، وتُخمد به ثورات الإصلاح، ولو قرأنا التاريخ بعيونٍ فاحصة، لوجدنا نماذج لا تُعدّ ولا تُحصى لخداع الناس باسم الدين، حين اتخذ بعض الحكام والمنتفعين “العمامة” ستارًا لـ”السيف”، و”الفتوى” مطيّة لـ”الظلم”.
* الدين الحق لا يقبل التزييف
الإسلام دين عدل ورحمة وحرية وكرامة، ولا يمكن أن يكون أداة بيد الطغاة، وقد قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ﴾ (البقرة: 283)، وقال: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ (الأنعام: 164)، وأمر النبي ﷺ الأمة أن تقف في وجه الظالم، فقال: “انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا”، قالوا: يا رسول الله، هذا ننصره مظلومًا، فكيف ننصره ظالمًا؟ قال: “تأخذ فوق يديه” (البخاري، 6952).
لكن التاريخ يخبرنا أن بعض المنتسبين للعلم سخّروا النصوص تأويلاً أو تحريفًا لتبرير الاستبداد، وتحويل طاعة الله إلى طاعة للحاكم باسم “البيعة”، وتحويل السكوت عن الظلم إلى “ورَع” و”فتنة يجب تجنبها”!
* حين سكتت المنابر عن الظلم
في بعض عصور دولة الأسلام مرّ فيها من طغى وتجبر من الحُكّام، ولا يزالون إلى يومنا هذا، فكم من خطيب قرأ قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ﴾ (النحل: 90)، ثم دعا في الخطبة ذاتها للظالمين بالتأييد والتسديد؟! وكم من عالمٍ سوّغ للحاكم قتل خصومه السياسيين، بدعوى حماية الجماعة؟! هذا ابن كثير، يسرد في كتابه “البداية والنهاية”، مواقف مروعة لحكام قتلوا وأحرقوا وانتهكوا، ثم وجدوا من يبرر أفعالهم من أهل الفتوى والمصالح.
وفي عهد الحجاج بن يوسف الثقفي، الذي قال فيه الحسن البصري: “إن الحجاج عذاب الله، فلا تدفعوا عذاب الله بأيديكم، ولكن توبوا إليه يرفعه عنكم”، عُطلت العدالة، وقتل المئات، وبُنيت هيبة الدولة على الدم، وسط صمت كثير من العلماء، بل وتسويغ بعضهم.
* فقه الطاعة… أم فقه التواطؤ؟
التاريخ يُريك كيف تطورت “ثقافة الطاعة” من مفهوم شرعي منضبط إلى أداة سلطوية لتدجين الشعوب، فقد استُخرج من نصوص الطاعة المجملة مثل ﴿أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنكُمْ﴾ (النساء: 59) تبرير مطلق لطاعة الحاكم، حتى لو ظلم وجار، وبطش وسجن وسرق ونهب، مع أن الآية نفسها تدعو إلى الردّ إلى الله والرسول عند النزاع، لا إلى السلطان.
وقد قال الإمام ابن حجر الهيتمي: “ولا يجوز طاعة السلطان في معصية، ولا السكوت على منكر يفعله، فإن السكوت رضا، والرضا بالمنكر منكر” (الزواجر عن اقتراف الكبائر”، 1/143).
لكن بعض المحدثين، خصوصًا من التيارات المداخلة، أحيوا هذا المسلك بتشويه معنى السمع والطاعة، وتحويره إلى إذعان مُطلق، وحذّروا الناس من “الخروج على ولاة الأمور” ولو كانوا جائرين، ونزَّهوا الحاكم عن النقد كأنه ظل الله في الأرض! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
* علماء صدعوا بالحق… فدفعوا الثمن
وإذا كان في التاريخ علماء باعوا ضمائرهم، ففيه أيضًا منارات عزّ رفضت بيع الدين بالدنيا، ورفضت خداع الناس باسم الشريعة، فهذا الإمام أحمد بن حنبل رفض القول بخَلْق القرآن، رغم أن الخليفة المعتصم تبناه وأمر به، فقُيّد وضُرب، لكنه ثبت، -كنت قد كتب حول ذلك فيما مضى- وقال كلمته الشهيرة: “بيننا وبينكم يوم الجنائز”، في إشارة إلى الفرق بين العالم الصادق والموالي المداهن.
وفي العصر الحديث، وقف الشيخ محمد الغزالي، والشيخ عبد الحميد بن باديس، والإمام حسن البنا، ومؤخرًا الشيخ سلمان العودة والشيخ..، وغيرهم، أمام محاولات تزييف الدين لصالح الاستبداد، ودفعوا أثمانًا باهظة من حريتهم وأرواحهم.
* قراءة التاريخ فريضة وعي
إن الذي لا يقرأ التاريخ، يُلدغ كل مرة من ذات الجحر، ويُخدع بذات الشعارات، والتاريخ يقول لنا: لا تغتر بمن يُزيّن الباطل بلباس الدين، ولا بمن يقدّمك قربانًا على مذبح “المصلحة الشرعية”، بينما هو يسْمَن من عوائد القُرب من السلطان.
قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: “إن أخوف ما أخاف عليكم رجلٌ قرأ القرآن، حتى إذا رُئي عليه بهجته، وكان رداؤه الإسلام، انسلخ منه، ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسيف، ورماه بالشرك”، (نهج البلاغة).
فلا تكن ممن يُغَشّون باسم الدين، بل ممن يفتحون أعينهم على نور الحقيقة، ويَزِنُون كل دعوى بمِيزان الوحي والعقل والتاريخ… ولكم مني التحية والمحبة والسلام.
*عنوان مقالة الغد بمشيئة الله: “لو قرأت التاريخ، لأيقنت أن النصر حليف الوعي”
* اللهم الطُف بعبادك المؤمنين المستضعفين يا رب العالمين، اللهمّ فرجًا قريبًا من عندك يا الله.
* مقالة رقم: (2041)
* 09 . صفَر .1447 هـ
* الأحد . 03.08.2025 م
باحترام: د. محمد طلال بدران (أبو صهيب)
*******************
* وقفةٌ قصيرةٌ مع التاريخ
* الوعي مقدمة النّصر
* رؤية
* هذه السلسلة يكتبها د. محمد طلال بدران – مدير دار الإفتاء والبحوث الإسلامية
* عنوان السلسلة: “لو قرأتَ التاريخَ… لما قبِلتَ بالهوان”
* عنوان المقالة: “لو قرأت التاريخ، لأيقنت أن النصر حليف الوعي” (11)
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين الصطفى وبعد:
* النصر ليس صُدفة… بل وعيٌ يُصنع
حين نقرأ التاريخ بعين البصيرة، لا بعين الرغبة؛ نكتشف أن الأمة لم تنتصر يومًا بالعدد أو العُدّة فحسب، بل كانت تُفلح حين يتحول الوعي إلى سلاحٍ في العقول، قبل أن يُشحذ على السيوف، النصر، في حقيقته، ليس رمية من رامي، ولا أمنية عابرة، بل ثمرةُ وعيٍ يُدرك الواقع، ويعي سنن الله، ويصنع القرار.
– الوعي هو الذي يجعل الشعوب ترى أعداءها بوضوح، وتفهم أدوات الهيمنة، وتكشف زيف الشعارات وتضليل الإعلام، حين يمتلك الناس هذا الوعي، يُصبحون أقدر على صناعة مصيرهم، وفرض كلمتهم، والدفاع عن هويتهم.
* وعيُنا… مِفصلُ النّصر أو الهزيمة
يخبرنا القرآن عن لحظة اهتزاز في صفوف المسلمين في “أُحد”، مع أنهم كانوا في ظاهر الأمر مؤمنين مقاتلين، لكنّ الخلل كان في وعي تقدير الموقف، ﴿وَعَصَوْا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاهُم مَّا يُحِبُّونَ﴾. (آل عمران: 152) فكانت النكسة، وكانت الحكمة: “الوعي أهم من الحماسة”.
وفي المقابل، في يوم “بدر”، حين لم يكن معهم إلا القليل، نزل النصر لأنّ الوعي كان يقِظًا؛ عرفوا من هم، وماذا يريدون، وعلى ماذا يقاتلون. ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ﴾ (آل عمران: 123)
* التاريخ لا يكذب: وعيُ الأمّة هو بوابة نهضتها
حين وعى صلاح الدين خطورة التشرذم، وحجم المؤامرة الصليبية، لم ينشغل فقط بتجييش الجيوش، بل بدأ بتوحيد الصف، وتربية العقول، وإحياء الروح الإسلامية في الأمة، ثم كانت حطين شاهدًا على نصرٍ هندسهُ الوعي، قبل أن يخوضه السيف.
وحين أيقظ عمر المختار وعي شعبه الليبي بأن العدو ليس قدَرًا، بل مشروعًا استعماريًا، قاوم الاستعمار الإيطالي وهو يعلم أن المعركة طويلة، لكنه زرع الوعي، ليحصد الأجيال القادمة ثمرة النصر.
وفي الجزائر، كم لبث الشعب في ظلمات الاستعمار الفرنسي؟ 132 عامًا، لكن حين استفاق الوعي الجمعي، وانفجرت شرارة الإدراك بضرورة التحرر، اشتعلت ثورة المليون شهيد، وكان النصر قريبًا.
وها هو التاريخ يُعيد دروسه، في محيطنا اليوم، إذ تُثبت الشعوب الواعية أن الكلمة والموقف والمقاطعة والتضامن، يمكن أن تهزّ عروش المُحتَلّ، وتربك منظومات الزيف الإعلامي والسياسي.
* هل نملك الوعي اليوم؟
نعم، بشرط أن لا نغرق في التغريب، ولا نُفتن بالبريق الكاذب، ولا نُخدَّر بشاشات الصخب الفارغ، لدينا النص، والعقل، والتجربة، وسُنة الله التي لا تتبدل: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ (الرعد: 11)
الوعي اليوم أن نفهم من نحن، وماذا نريد، ومَن عدونا، وما هي أدواته، وما الذي يُراد لنا ولأبنائنا، الوعي أن لا نُستَدرَج إلى معارك جانبية، بينما تُنهَب أوطاننا وتُمحى هوياتنا.
الوعي اليوم هو أن لا نستهلك فقط، بل نُنتج فكرًا وبدائل؛ أن لا نلهث وراء الموضات الفكرية والسطحية، بل ننشغل بالمهم: كيف نصوغ مشروعًا نهضويًا يليق بنا؟ وكيف ننتقل من الشكوى إلى البناء، ومن الشتات إلى الهدف؟
* كن صاحب وعي… تكن جندي نصر
ليس بالضرورة أن تحمل سيفًا، أو تخطب منبرًا، أو تقود جيشًا، يكفي أن تزرع الوعي في ابنك، وتُنير زميلك، وتكتب بصدق، وتنهض بأمتك من حيث أنت، فكل نقطة ضوء تساهم في تبديد ظلام الجهل، وكل عقل مستنير هو لبِنة في صرح النصر القادم.
إزرع في بيتك وعيًا، يكن بيتك منارة، ازرع في تلاميذك وعيًا، يكن جيلك طليعة، ازرع في مقالك وعيًا، تكن الكلمة سهمًا في صدر التزوير أو التزييف.
* وفي الختام: النصر قادم… لأن الوعي يولد من جديد
نعم، لو قرأت التاريخ، لأيقنت أن كل نصرٍ كان خلفه وعيٌ نقيّ، وكل سقوطٍ كان نتيجة غفلة.
ثق أن القادم ليس سُباتًا طويلًا، ولا خريفًا أبديًا… بل فجرًا تصنعه عقولٌ استيقظت، وقلوبٌ وعت، وهممٌ ارتفعت.
فلا تيأس، ولا تتراخَ… كن من حملة الوعي… تكن من صُنّاع النصر… ولكم مني التحية والمحبة والسلام.
*عنوان المقالة الأخيرة في هذه السلسلة، صبيحة الغد بمشيئة الله: “لو قرأت التاريخ، لأدركت أنك لست عاجزًا، بل مُعطلًا”
* اللهم الطُف بعبادك المؤمنين المستضعفين يا رب العالمين، اللهمّ فرجًا قريبًا من عندك يا الله.
* مقالة رقم: (2042)
* 10 . صفَر .1447 هـ
* الأثنين . 04.08.2025 م
باحترام: د. محمد طلال بدران (أبو صهيب)
********************
* وقفةٌ قصيرةٌ مع التاريخ
* الوعيُ المُعطّل
* رؤية
* هذه السلسلة يكتبها د. محمد طلال بدران – مدير دار الإفتاء والبحوث الإسلامية
* عنوان السلسلة: “لو قرأتَ التاريخَ… لما قبِلتَ بالهوان”
* عنوان المقالة: “لو قرأت التاريخ، لأدركت أنك لست عاجزًا، بل مُعطلًا” (12)
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين الصطفى وبعد:
* لو قرأت التاريخ، لأدركت أنك لست عاجزًا، بل مُعطلًا
حين ينظر الإنسان في مرآة التاريخ، لا يرى ملامح عجزه، بل خيوطًا كثيفة من التعطيل المُمنهج، والعوائق المصنوعة بعناية، وأغلالًا فكرية أُلبست له باسم الطاعة، وباسم الخوف، وباسم “الواقع” الذي لا مفر منه، لو قرأت التاريخ جيدًا، لما قبلت أن تصدّق أنك ولدت ضعيفًا، وأنك عاجز بطبعك، وأن الاستسلام قدَر، بل لأدركت أن فيك طاقات أُممٍ، لكنها عُطلت طويلًا، ليس عن عجز، بل عن قصد.
في كل حقبة من تاريخ هذه الأمة، وُجد رجل أو جماعة أشعلوا الروح في جسدٍ قيل عنه إنه ميت، عمر بن عبد العزيز جاء في زمنٍ خمدت فيه العزائم، فبعث روح العدل في شهور، الإمام الشافعي، في زمن الاضطراب، أنشأ مذهبًا، وأسس منهجًا علميًا لا يزال يُتبع، صلاح الدين الأيوبي، حين تاهت الأمة بين ملوك الطوائف، لم يندب الحظ، بل فكك التعطيل، وجمع الصفوف، وحرر الأرض، كلهم لم يكونوا أعجوبة الزمان، لكنهم عرفوا أن العجز كذبة كبرى.
– العجز، كما صوّره القرآن، لم يكن يومًا سببًا للسقوط، بل التثبيط هو العدو الأكبر، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ (آل عمران: 175)، فالخوف المصنوع هو ما يُعطّل لا العجز الحقيقي، إن تعطيل الأمة اليوم لا يكمُن في قلة العلم أو قلة العدد، بل في افتقاد الثقة بالنفس، في تصديق خرافة الاستحالة، وفي الإغراق في انتظار الخلاص من خارج الذات.
– تأمل كيف تعامل النبي ﷺ مع هذا المفهوم. حين جاءه خباب بن الأرت يشكو شدة التعذيب، لم يقل له: أنتم ضعفاء، انتظروا حتى تقوى شوكتكم، بل قال: «والله لَيُتِمَّنَّ اللهُ هذا الأمر، حتى يسيرَ الراكبُ من صنعاءَ إلى حضرموتَ لا يخافُ إلا اللهَ، والذئبَ على غنمِه، ولكنَّكم تستعجلونَ» (رواه البخاري). النبي لم يعترف بعجز أصحابه، بل وبّخ استعجالهم، وكأن اليقين مع التعطيل هو المرض الأكبر.
– في لحظات التحول الكبرى، لم تكن الأمة تمتلك كل الوسائل، لكنها امتلكت العزيمة، والأمم التي تنتصر ليست تلك التي تملك كل شيء، بل التي تُحرر ما تملك من حالة التعطيل، اليوم، نملك الجامعات، المراكز، الثروات، الإعلام، لكننا لا نملك إرادة الفعل، فالعجز ليس غياب القوة، بل غياب التفعيل.
– إقرأ التاريخ، ستجد أن الهوان يبدأ من العقل، من لحظة تصديق أن الطريق مغلق، وأن الأمة مهزومة في داخلها، قال ابن خلدون: “الاستعباد الطويل يُنتج شخصية تُحب العجز وتتآلف مع الضعف”، والقرآن يرسم لنا صورة نقيضة: ﴿وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ (الذاريات: 21)، أي أن الطاقات فيك، ولكنك لم تبصرها بعد!
– أيها القارئ، لعل كل ما تحتاجه الأمة اليوم هو أن تُزاح عنها طبقات العجز المتوهم، وأن تُزال الأقفال التي وضعها الإعلام المغرِضُ الموجّه، وبعض الخطاب الديني المُهادن، وبعض الساسة الذين يُقننون الإحباط، لعل ما نحتاجه ليس قائدًا خارقًا، بل تحريك هذا السكون العام، وبعث الهمة من تحت الركام.
– ولأنها المقالة الأخيرة في هذه السلسلة، فاسمح لي أخي القارئ أختي القارئة أن أقول:
” لو قرأت التاريخ حقًا، لعرفت أنك قوي، ولست بحاجة إلا إلى أن تنهض، أن تزيل الغبار، أن تتوقف عن تصديق أنك بلا حول ولا قوّة، حينها فقط، ستدرك أن الهوان لم يكن قدرك، بل اختيارًا فُرض عليك، وساعة الوعي به… لحظة تحرر حقيقية… ولكم مني التحية والمحبة والسلام.
* ترقبوا الجديد بمشيئة الله
* اللهم الطُف بعبادك المؤمنين المستضعفين يا رب العالمين، اللهمّ فرجًا قريبًا من عندك يا الله.
* مقالة رقم: (2043)
* 11 . صفَر .1447 هـ
* الثلاثاء . 05.08.2025 م
باحترام: د. محمد طلال بدران (أبو صهيب)
*******************

