اخبار اقليميهاخر الأخبارالرئيسية

مواجهات قاسية في إدلب وغرب حلب… انهيار الهدنة وقصف عنيف على الأحياء السكنية

 شهدت إدلب وأريافها وريف حلب الغربي أمس مواجهات قاسية وقصفاً متبادلاً بين مقاتلي المعارضة السورية وقوات النظام حيث قتل 39 عنصراً على الأقل من قوات النظام والفصائل المقاتلة في المعارك شمال غربي سوريا، وفق ما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس حسب الوكالة الفرنسية «أ ف ب»، رغم سريان وقف لإطلاق النار بموجب اتفاق روسي -تركي. وأفاد المرصد عن «اشتباكات اندلعت قرابة منتصف ليل الأربعاء الخميس جنوب مدينة معرة النعمان، تزامنت مع غارات كثيفة على رغم سريان الهدنة الروسية التركية». وتسبّبت المعارك والقصف في مقتل «22 عنصراً من الفصائل، غالبيتهم من هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) مقابل 17 عنصراً من قوات النظام والمجموعات الموالية لها»، وفق المرصد السوري.

ويتفاقم التصعيد في إدلب إلى مستوى يشكل تهديداً حقيقياً على المحافظة والأرياف القريبة منها شمال غربي سوريا، بعد اتفاق اردوغان – بوتين بخصوص إدلب، ووجود مؤشرات قوية على أن الطرفين لم يتوصلا إلى صيغة تؤمن مصالحهما وتسكن الهواجس الأمنية لدى كل طرف، وهو ما يدلل على مواصلة تصعيد النظام السوري، وزيادة تعبئة قواته والميليشيات المحلية والأجنبية المتعاونة معه، تأهباً «لمعركة حسم» تنطلق من ريف حلب.
تفاصيل الاتفاق الروسي – التركي لم تعلن، كما بقي جوهر اجتماع حقان – مملوك الأمني، كأول لقاء مباشر معلن، بين تركيا والنظام السوري، قيد الكتمان، ما يجعل طبيعة التحليلات حول تلك اللقاءات مستندة إلى الإطار العام لاتفاقية سوتشي ومسار أستانة، أي أنها ما زالت تتضمن إجراءات لم تنفذها تركيا وأهمها تأمين الطرق الدولية وحلّ مشكلة التنظيمات الجهادية، ومن هنا رأى الباحث السياسي «عرابي عرابي» أن روسيا تستغل عدم تحقّق هاتين النقطتين لتحقيق هدفها الاستراتيجي من القصف واستمرار المعارك وهو قضم أكبر قدر ممكن من المنطقة التي تسيطر عليها قوات المعارضة وتقليص مساحة التأثير والنفوذ لدى الجانب التركي.
أي أن روسيا في رأي المتحدث لـ «القدس العربي»، تهدف إلى توسيع مناطق نفوذها، معتبراً ان إطلاق الحملات العسكريّة مؤشر قويّ على أن الطرفين لم يتفقا على صيغة معيّنة إذ إن الحملة العسكرية تهدف بالحد الأوّلي لتحقيق مكاسب على حساب النفوذ التركي ورؤيته في شكل مستقبل المنطقة وتشكيل ضغوطٍ كبيرة على المصالح التركيّة بهدف دفع تركيا لتقديم تنازلات لقاء طمأنة مخاوفها الأمنية سواء من حيث ضمان عدم حدوث موجات كبيرة من اللجوء إلى داخل أراضيها أو تحقيق مكاسب أخرى في منطقة شرق الفرات.
ورغم ان الأطراف الفاعلة لم تعلن سقوط هدنة إدلب، وانتهاء فاعليتها، ، إلا ان ميدان المعركة يعكس غير ذلك، حيث قال وزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو حول وقف اطلاق النار في ادلب «هناك انتهاكات لوقف إطلاق النار، ولكن لا يمكننا القول إنه انهار، إذا استطعنا إيقاف هذه الانتهاكات في الفترة المقبلة يمكننا القول بأننا حققنا وقف اطلاق النار من جديد».

39 قتيلاً من قوات النظام والفصائل المعارضة في معارك شمال غربي سوريا

ويتواصل القصف الجوي على محافظة إدلب والريف الغربي لمحافظة حلب حيث ارتفع عدد الغارات التي شنتها الطائرات الروسية أمس الخميس إلى 27 غارة، استهدفت خلالها مناطق في مدينة معرة النعمان وقرى واقعة في ريفها وريف إدلب الشرقي، بالإضافة لعينجارة وكفرناها بريف حلب الغربي ومحوري خان طومان وخلصة جنوب حلب، كما استهدفت طائرات النظام الحربية بنحو 31 ضربة جوية، كلاً من حنتوتين وكفروما ومدينة معرة النعمان وقرى واقعة بريفها الشرقي بالإضافة لريف إدلب الشرقي، فيما ألقت مروحيات النظام 19 برميلاً متفجراً على مناطق في بينين وحنتوتين وكفروما وديرلوزة ودير سنبل وبابيلا ومدينة معرة النعمان وقرى وبلدات بريفها.
على صعيد متصل، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الاشتباكات مستمرة بين الفصائل ومجموعات جهادية من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر على محاور شرق بلدة سراقب وجنوب معرة النعمان، في حين صعدت قوات النظام من قصفها الصاروخي على ريف حلب الغربي مستهدفة كلاً من المنصورة وكفرداعل والراشدين وخان العسل وكفرناها، فيما رصد المرصد السوري حركة نزوح للمدنيين من كفرداعل والمنصورة غرب مدينة حلب، وسط مخاوف من بدء عملية عسكرية جديدة لقوات النظام في الريف الحلبي.
وشنت فصائل الجيش الوطني هجوماً معاكساً على مواقع قوات النظام والميليشيات التابعة له في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وسيطرت على إثره على قرية «أبو جريف» فيما لا تزال المعارك مستمرة في محيط القرية الأخرى.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات المعارضة شنت هجوماً على مواقع النظام في قريتَيْ «أبو جريف» و»تل خطرة» شرقي إدلب، بعد ساعات من تقدُّمهم إليهما، حيث قتلت أكثر من 10 جنود، واستحوذت على كميات من الأسلحة خلال الهجوم، بينها عربة من نوع شيلكا، وصواريخ مخصصة لاستهداف المدرعات.
وأعلنت «الجبهة الوطنية للتحرير» التابعة للجيش الوطني السوري تدمير سيارة لقوات النظام، وقتل جميع العناصر المتواجدين داخلها إثر استهدافها بصاروخ موجه على محور تل خطرة شرقي إدلب.
المواجهات العسكرية جاءت بعد يومٍ دامٍ، انتهت احصائيته بمقتل 21 مدنياً وإصابة 82 آخرين، جراء قصف الطائرات الحربية الروسية وطائرات الأسد ومروحياته قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي، وارتكابها مجزرتين في مدينة إدلب وأخرجت خلالهما مركزاً للدفاع المدني عن الخدمة.

القدس العربي»

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق