الرئيسيةمقالات

دكتور حاتم كناعنة، اول طبيب في عرابة البطوف، من اوائل اطباء الجليل .

علموا اولادكم عن تميز وعطاء وتواضع الرعيل الاول...

خريج كلية الطب جامعة هارفرد في الولايات المتحدة.
شغل د. كناعنة منصب طبيب مِنطقة عكا (1971-1991)، وهو مؤسّس وأوّل رئيس لجمعيّة الجليل للأبحاث والخدمات الصحّيّة (1981-1995).
د. كناعنة عضو في المنظمة العالميّة لحماية الطفل، وعضو المجلس الدوليّ للأبحاث والتطوير الصحّيّ في جنيڤ.
مؤسس مركز الرازي للتأهيل
شخصية ملهمة جدا .
طلب بشكل مختصر عن سيرته الذاتية فكتب :

“ولدت سنة ١٩٣٧ في اوج الثورة الفلسطينية لعائلة قروية من عرابه اعتاشت من ارضها في سهل البطوف ومن زيتونها في محيط القرية الجبلي. انهيت دراستي في مدرسة عرابه الابتدائية وثم في مدرسة الناصرة الثانوية البلدية. كان اخي المرحوم الاديب والمؤرخ محمود كناعنه، الأخ الثالث من بين خمسة اخوة واربع اخوات، من الرعيل الأول من القرية والذين اموا هذه المدرسة وتلاه اخي البروفسور شريف كناعنه وثم تبعتهم انا. هذا الامر كان عبئا اثقل كاهل والدنا ماديا واضطره ان يبيع ارضه في البطوف قطعة تلو الأخرى لفلاحين اكثر منه استغلالا للأرض. في سنة ١٩٦٠ وبعد ان عملت معلما لفترة سنتين، تسنى لي تحقيق حلم السفر الى أمريكا للدراسة مما اضطر والدي لبيع اخر قطعة ارض كان يملكها في سهل البطوف لشراء تذكرة الطيران اضافة ل٥٠٠ دولار ‘بالسوق السودا’.

في سنة ١٩٧٠عدت الى عرابه مع شهادة الطب ومع اختصاص في الطب الجماهيري (Public Health) وكلاهما من جامعة هارفارد، ومع سيارة باص من نوعVW استغليتها بدور سيارة اسعاف عند الحاجه، ومع زوجة من جزر هوائي وباشرت العمل في مكتب وزارة الصحة في عكا. لكنني بحكم الحاجة اضطررت ان اعمل ايضا كأول طبيب في القرية في ساعات المساء. اول انجازاتي الاقتصادية كان ان اشتريت قطعة ارض في سهل البطوف بنفس المساحة التي باعها والدي لتمويل سفري، وما زلت املك هذا الكنز حتى اليوم.

بعد ان عملت في وزارة الصحة كطبيب لواء عكا لفترة عشر سنوات حاولت خلالها جاهدا ان استغل مركزي هذا لتحسين المستوى الصحي في قرى الجليل ودون ان احدث التغيير الجوهري الذي كنت اصبو اليه، وصلت الى قناعة كاملة ان العقبة الأساسية التي تقف دون ذلك هي سياسة النظام الحكومي نفسه الذي حاولت استغلاله لإحداث التغيير. من هنا جاءت فكرة اتخاذ خطوة جماهيرية مستقلة تجسمت في سنة ١٩٨١ في تسجيل جمعية غير حكومية، الا وهي جمعية الجليل للبحوث والخدمات الصحية التي اسسناها انا والزملاء أنور عوض وشكري عطالله ورونا مكاي، والتي اثراها لاحقا انضمام العديد من الزميلات والزملاء في حين استمريت انا في اشعال منصب مديرها لمتفرغ لأول عقد ونصف. جمعية الجليل تشغل اليوم حيزا جماهيريا مميزا في الأبحاث العلمية الميدانية والمخبرية المتعلقة بمجتمعنا. وقد تخطت بنجاح طور الانتقال من حيث القيادة من الرعيل الأول الى الخلف الشبابي البارز. هذا، حسب رائيي، هو أكبر انجاز مهني لي ولزملائي المذكورين.

وفي سنة ١٩٩٨ شاركت في انشاء مركز الرازي لتأهيل الأطفال في عرابه والذي قدت نشاطاته لفترة التأسيس. وهنا أيضا نجحنا في توسيع حلقة العمل مهنيا وجغرافيا بقيادة شبابية متخصصة وبنظرة جماهيرية طامحة تجعلني انظر اليوم من موقعي الجانبي المتنحي بعين الرضى الى هذا الإنجاز المهني الإضافي.

كنت في فترة نشاطي المهني قد نشرت العديد من المقالات والأبحاث التي شاركت بها، غالبا باللغة الإنكليزية، وفي مجلات دولية. الان، ومنذ ان تقاعدت سنة ٢٠٠٥ من عملي في مجال الطب، امارس الكتابة بهدف اطلاع العالم الاوسع على معاناة وانجازات ومكانة الأقلية الفلسطينية مواطني إسرائيل. لهذا فقد نشرت وانشر عددا من المقالات في مواقع على الانترنت حول احداث ذات اهميه في مجتمعنا. كما ونشرت حتى الان كتابين، الأول صدر في لندن سنة ٢٠٠٨ بعنوان “طبيب في الجليل” وهو مذكرات من فترة نشاطي المهني، والثاني صدر في احدى ضواحي واشنطن سنة ٢٠١٥ بعنوان “الشكوى الأساس” وهو مجموعة ‘نهفات’ مما كان يدور بيني وبين مرضاي في عيادتي. وانا الان بصدد ترجمة الكتاب الأخير الى العربية.

لام طي ولي وريثان، روضه وطي، وقد استقلا وانجبا لنا خمسة احفاد نقضي بينهم في امريكا نصف وقتنا ونعود في النصف الاخر الى عرابة البطوف، عادة مع حلول موسم الصبر والتين”.

نعتز ونفتخر بك دكتور حاتم ودمت لنا قدوة ومثال يحتذى به مع دوام العطاء والصحة والسعادة .

والشكر العميق للبروفيسور رياض اغبارية على جمع المواد ونشرها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق