الرئيسيةمقالات

العمل التطوعي / الدكتور سلطان الخضور/الأردن

‎ يعتبر العمل التطوعي ركيزة أساسية من الركائز التي يتكأ عليها المجتمع في تقديم الخدمة لمن يحتاجها من الفقراء والمحتاجين أو المعوقين أو كبار السن وغيرهم من ذوي الحاجة، ويعرف على أنه أي جهد معنوي أو مادي يقدمه المتطوع طوعا دون إكراه، نتيجة لشعوره بواجب الإلتزام الآيجابي نحو المجتمع
‎ والمتطوع فرد من أفراد المجتمع، يشعر أن لديه الوقت أو المال أو القدرة أو الفكر الكافي الذي يستطيع من خلاله بطريقة فردية أو عن طريق الجماعة تقديم الخدمة لفرد أو لمجموعة من أفراد من مجتمعة دون أجر
‎ والمتطوعون بشكل عام أناس نذروا أنفسهم وجزءاً من وقتهم وجزءاً من أموالهم ومن قدراتهم ومن أفكارهم بغية تقديم الخدمة دون مقابل، وكثيرا ما يكون ذلك على حساب جهدهم ووقتهم ومالهم وأسرهم .
‎ إلى هنا الأمر طبيعي، فهؤلاء لولا عمق إنتمائهم تجاه مجتمعهم ووطنهم وأمتهم ووجود بذرة الخير لديهم , وحبهم لمن حولهم، وشعورهم بالواجب لما قدموا كل هذا الجهد أو المال ولما صرفوا كل هذا الوقت لخدمة أناس على الغالب لا يرتبطون بهم برابط قربى أو رابط جوار. بل يحكمهم في كثير من الأحيان رابط المواطنة التي يدرك المتطوعون معانيها ومراميها أكثر من غيرهم .
‎ لكن هؤلاء المتطوعين ليسوا ملائكة فهم يجتهدون، يصيبون ويخطئون، يعملون ويتعبون، ولولا أنهم يعملون لما أخطئوا، فالذي لا يخطيء هو الذي لا يعمل، وكثيرا ما تكون أخطاؤهم غير مقصودة، فالعمل التطوعي والتصدي للعمل العام ليس مفروشا بالورود، ففي كثير من الأحيان يواجهون صعوبات تحول دون تحقيق أهدافهم التي يفترض فيها أن تكون نبيلة، فيعجزون عن تنفيذ خططهم لسبب أو لآخر، وقد تعود أسباب الإعاقة وعدم تحقيق جزءاً من الأهداف مادية، أو عائدة الى بيروقراطية القوانين والأنظمة السائدة في المجتمع، وهنا يجب التماس العذر لهم ومساعدتهم على تخطي الظروف للوصول إلى بر الأمان وتحقيق الهدف المنشود .
‎ وما يعكر صفو العمل التطوعي، ويحبط همم المتطوعين، أولئك النفر من المتنطعين والمتنطحين، في الجلسات العامة الذي يبادرون دائما بالسؤال عن الفائدة التي يمكن أن يجنوها من هذا العمل التطوعي أو ذاك، والذين لا يمكن أن يسألوا عن حاجات المؤسسات التطوعية أو المصاعب التي تواجهها ليسهموا في حلها،لهؤلاء نقول أن من أدبيات العمل التطوعي العمل بصمت وبعيداً عن الإعلام ليكون العمل خالصا لله، هذا من جهة ومن جهة أخرى أنه ليس من الشرط أن ينتفع الكل من العمل التطوعي بشكل مباشر، فالفائدة التي تعود على شريحة معينة من شرائح المجتمع، هي فائدة للكل بشكل غير مباشر، فإن لم تكن أنت المنتفع فهو أخوك، وإن لم يكن أخوك فهو قريبك، وإن لم يكن فهو جارك، وإن لم يكن فهو واحد من أبناء الوطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق