الرئيسية
“حملة ١٦ يومآ لمناهضة العنف ضد المرأة ، فليحيا العالم البرتقالي” / بشرى رجب
"اتحدوا_ قولوا لا " هكذا كان شعار حملة ١٦ يومآ لمناهضة العنف ضد المرأة في عام 2009
“اتحدوا_ قولوا لا ” هكذا كان شعار حملة ١٦ يومآ لمناهضة العنف ضد المرأة في عام 2009
لتعبئة المجتمع المدني والناشطين والحكومات ومنظومة الأمم المتحدة من أجل تقوية تأثير تقوية حملة الأمم المتحدة لإنهاء العنف الذي يحصل بحق المرأة في جميع أنحاء العالم. لربما عدت إلى زمنٍ بعيد نسبيآ لألجأ إلى فترةٍ كان العنف ضد المرأة فيها أقل بكثير من الأيام الحالية وخصيصآ أن المرأة “العربية” كانت تمشي على جسر العبور لنيل حريتها وحفظ استقلالها ولو بخطواتٍ بطيئةٍ ولكن في عالمٍ كان لا يغلي في الحروب. للأسف لازال الشعار نفسه وهو “قل لا ” يزين رأس الحملة المناهضة للعنف ضد المرأة ، ولكن هل هنالك تغيير ولو نسبي وبسيط في معاملة المرأة العربية؟ هل هي حقآ لم تعد تتعرض للعنف في مجتماعتنا؟ وأن نسبة الوعي والمسؤولية تزداد عند شركائنا في الحياة والمسؤوليات؟ للأسف الجواب هو : لا كيف يكون الجواب هو نعم ، ومنذ أيامٍ فقط كانت قد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بصور امراةٍ اردنيةٍ كان زوجها قد اقتلع لها عينيها ليحرمها من رؤية أطفالها يكبرون للأبد! مثالٌ مؤلم ولكنها ليست الوحيدة التي تتألم ، فهنالك المئات غيرها يتعرضن إلى تعنيفٍ أقسى يوميآ ولكن بصمت. -اليوم العالم برتقاليآ ! تحت شعار “اليوم العالم برتقاليآ” ، “جيل المساواة ضد جرائم الاغتصاب” نجد أن تركيز الحملة اليوم هو على قضايا “العنف الجنسي” بهدف التخلص منه بحلول عام 2030. تهدف حملة الأمم المتحدة إلى دعم المرأة وتوعية المجتمع على قضايا العنف الجنسي ، ومنها الاعتداء والتحرش وكذلك الاغتصاب الذي تتعرض له السيدات حول العالم في أيام السلم وأيام الحرب لا فرق ! لذلك دعت الأمم المتحدة وتحت هاشتاغ”العالم برتقاليآ” للتعامل مع القوانين التمييزية التي تتساهل مع الجناة، موضحةً أن هنالك ١٥ مليون فتاة في جميع أنحاء العالم تعاني من ممارسة الجنس القسري. وتم تخصيص اللون “البرتقالي” كشعارٍ دائمٍ للحملة لما يرمز إليه هذا اللون من إشراقٍ وتفاؤلٍ بمستقبل عالمٍ مسالمٍ خالٍ من العنف ضد النساء. _تعنيف المرأة ليس فقط بالضرب! إن قيل أمامنا لفظ “المرأة المعنفة” يتبادر إلى أذهاننا تلقائيآ بأنها قد تعرضت للضرب فقط ولكن الحقيقة هي عكس ذلك تمامآ فقد أدرجت الأمم المتحدة في قائمة حملتها اليوم عدة أشكالٍ من العنف الممارس ضد النساء أبرزها عنف العشير ” الضرب، الإساءة النفسية، الاغتصاب الزوجي، قتل النساء). -العنف والتحرش الجنسي:( الاغتصاب، الأفعال الجنسية القسرية،الاعتداء الجنسي على الأطفال، الزواج القسري، التحرش في الشوارع، الملاحقة، والمضايقة الالكترونية) عدى عن جرائم الإتجار بالبشر (العبودية والاستغلال الجنسي) والتي أثبتت تقارير للأمم المتحدة أن النسبة الساحقة الذين تعرضوا لجرائم الإتجار بالبشر هم من النساء والفتيات القاصرات. تشويه الأعضاء التناسلية للإناث. زواج الأطفال “القاصرات”. وصنفت العنف الذي تتعرض له المرأة ضمن قوائم محددة : العنف داخل الأسرة، العنف داخل المجتمع المحلي، العنف الواقع من الدولة وهنا تم عرض الممارسات التي تقع على عاتق المرأة من عنف جسدي، أو نفسي من قبل مندوبوا الدولة كأعضاء الهيئات التشريعية، التنفيذية والقضائية وقوات الأمن وتعذيب المرأة في السجون. وأخيرآ العنف في الصراع المسلح حيث تتعرض المرأة في المناطق التي تشوبها النزاعات والحروب للعنف في مختلف أشكاله فتتعرض للقتل العمد ، الاغتصاب، الزواج القسري، الاسترقاق والاختطاف وغيرها . -لماذا يجب علينا القضاء على العنف ضد المرأة؟ المرأة هي شريكة حياة والتي إذا عاشت وفقآ لمعايير خاصة تحترمها وتقدس وجودها ستكون قادرة على التفرد كانسان وإن العنف الذي يحصل ضد النساء والفتيات اليوم هو أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارآ وتدميرآ واستمرارآ في عالمنا اليوم. هنالك امرأة تتعرض للاغتصاب كل ٧ دقائق في فرنسا. *_وتتعرض واحدة من ثلاث نساء وفتيات للعنف الجسدي أو الجنسي خلال حياتهن ويكون في معظم الأحيان من طرف الزوج أو الشريك. *- 52 في المئة من النساء المتزوجات أو المرتبطات يتخذن بحرية قراراتهن بشأن العلاقة الجنسية واستخدام وسائل منع الحمل والرعاية الصحية. *-تزوج ما يقارب 750 الف امرأة وفتاة على قيد الحياة اليوم في جميع أنحاء العالم قبل بلوغهن الثامنة عشر. *- خضعت 200 مليون امرأة وفتاة لتشويه الأعضاء التناسلية للإناث (ختان الإناث). *-71في المئة من جميع ضحايا الإتجار بالبشر في العالم هم من النساء والفتيات. و 3 من أصل 4 من هؤلاء النساء والفتيات يتعرضن للاستغلال الجنسي. *-السرطان هو عنفٌ ضد المرأة وهو سبب جوهري للوفاة والعجز للنساء في سن الإنجاب ، وسبب أخطر يؤدي للعلّة مقارنةً مع حوادث السير والملاريا معآ. -قانون العنف الدوليّ ضد المرأة ، ووسائل التواصل الاجتماعي هي الحكم! وضع قانون العنف الدولي ضد المرأة منذ عام 1994 ويعد هذا القانون تشريعآ واضحآ حتى يستطيع “القضاء” توسيع نطاق مكافحته للعنف ضد المرأة ، إلغاء القوانين العنصرية ، بالإضافة إلى العمل على تحقيق أكبر قدرٍ من المساواة بين الجنسين ولكن وبعد مضي كل هذه السنوات يحقُّ لنا أن نتسائل هل ياترى أصبح بإمكان المرأة في جميع أنحاء العالم الحصول على حقوقها؟ وهل يتم حقآ الالتزام الفعليّ بقوانين دوليّة كانت قد وضعت لحمايتها؟ في الواقع الجواب المنطقي هو لا ،فالثورة التكنولوجية في العصر الحديث قد فضحت زيف العالم الوردي الذي صوره لنا الإعلام في السابق حيث أن المراة أصبحت حرّة مستقلة ، وأنها قادرة على العيش ككيانٍ مستقل في عالمٍ يخلو من الوحشية والعنف والاستغلال، وأن المرأة في العالم الحديث لا تعاني وأن النساء في دول ومن شعوب العالم الثالث هم الأسوأ حالآ ، ولكن الصور والمواضيع التي تعرض على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تظهر المرأة المعنفة بأدق حالاتها وأكثرها مأساوية أثبتت العكس.
المرأة إلى يومنا هذا لم تصبح قريبة إلى نيل حريتها وأخذ حقوقها كاملةً وخصيصآ في البلدان العربية لا زال العنف قائمآ ، ولازالت تصرخ مطالبة بالمساواة بين الجنسين، ولا زالت تناضل لإعطاء أبنائها حق الجنسية مثلآ، ولا زالت لا تستطيع أن تقود دول ، ولازالت القوانين تسلبها بشكل شرعي حقوقها لعلها تحصل على مبتغاها ويحدث في القريب العاجل ما تريد وتتمنى وتحمل الأيام وأن يصبح العالم برتقاليآ مسالمآ “بحق وحقيق”
رح ابعتلك صورة ياصديقي