الدين والشريعةالرئيسية

متأملون الآيات 65 – 70 من سورة ص تأمّل مغْزى آيات القرآن بمنظور اجتماعي .!

الشيخ صديق بن صالح فارسي

قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ ۖ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ * قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ * أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ * مَاكَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ * إِن يُوحَىٰ إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ )

من طبع المعاندين، ونهج الظالمين، وخُلق المفسدين، أنه إذا جاءهم من ينذرهم عاقبة إثمهم وطغيانهم فإنهم يعاجزونه بطلب ماليس له به علم، وما لايقدر عليه إلا الله

فهم بإعجازهم يريدون إحراجه، وبالتالي عدم الاستجابة لما يدعوهم إليه من الخير والإصلاح في الأرض، بعبادة الله الواحدالأحد، خالق الخلق ورازقهم ومدبر أمورهم العزيز الغفار، (وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ)

فهذا رسول الله عليه صلوات ربّي وسلامه، خير من دعا إلى سبيل ربّه وأنذر، يأمره ربّه بأن يُجيب أمثال هؤلاء المستكبرين بقوله: (إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ)، بأنه لا إله إلا الله، الواحد الذيليس له شريك ولا ند، وهو القاهر لكل شيء، فلا شيء يتعاظم عليه، ولا أحد يعلو عليه، لا في السماوات ولا في الأرض ولا ما بينهما من مخلوقات

كما أُنذركم بأن القرآن الكريم، هو نبأ عظيم من ربّ العالمين، (قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ)، أنتم في غفلة منه أيها المفسدون، منصرفون عنه لا تعملون به، ولا تصدّقون بما فيه من حجج الله وآياته، ولا تستفيدون بما فيه من خيري الدنيا والآخرة

ثم ينفي عن نفسه عليه الصلاة والسلام العلم بما لا يعلمه إلا الله، وأنه ليس له علم بما يجري في الملأ الأعلى، وما يتحدثون به من أمور الغيب، وأن علمه هو فيما أوحى الله تعالى به إليه، وبأنه النذير، (أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ)، أنذركم من العذاب، وأُبين لكم طريق الحق والخير

فإن كان هذا بحق الرسول، فكيف بمن سواه من الدعاة والمصلحين، (إِنَّكَ لَا تَهْدِيمَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق