مقالات

مقال : عن علاقة النضال الوطني الفلسطيني بالواقع السياسي العربي

بقلم محمد جبر الريفي

تبرز دائما مسألة العلاقة بين النضال الفلسطيني والواقع العربي فمن وراء التذرع بمنطق السيادة القطرية التي حصلت عليها معظم الدول العربية خاصة المجاورة لفلسطين بالحصول على الاستقلال السياسي من دول الاستعمار الغربي جرى إحباط النضال الوطني الفلسطيني بكافة أساليب القمع السياسية والأمنية فقامت الأنظمة العربية بالتآمر عليه وذلك بانتزاع حق المقاومة في الانطلاق من الساحات العربية المواجهة مع الكيان الصهيوني حصل ذلك في الأردن بما أطلق عليه في تلك المرحلة من التآمر العربي الرسمي باحداث أيلول الأسود التي على أثرها فقدت الثورة الفلسطينية قاعدة انطلاقها الرئيسي في أطول حدود برية مع الكيان وبعد ذلك في لبنان بالتواطىء بين النظام الطائفي اللبناني وقوى المارونية المسيحية الانعزالية مع الكيان الصهيوني فيما عرف في عام يونيو 82 من القرن الماضي بالغزو الصهيوني الذي تم به محاصرة اول عاصمة عربية بيروت وقد أسفر ذلك الغزو بقيادة وزير الحرب الصهيوني المجرم شارون عن إخراج مقاتلي الثورة الفلسطينية وتوزعهم على عدة دول عربية في ظل تخاذل عربي رسمي وباخراحهم تم استباحة بعد ذلك بأيام مخيمي صبرا وشاتيلا وارتكاب المجازر الوحشية بحق اللاجئين الفلسطينيين المدنيين وتتكرر التجارب الآن ولكن ليس بأسلوب الاقتتال والتصفية الأمنية والجسدية حيث لم يعد للثورة الفلسطينية وجود قوات في الخارج فقد تحولت إلى سلطة وطنية مدنية ذات حكم ذاتي للضفة والقطاع وذلك بناء على توقيع اتفاقية اوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة الكيان الصهيوني ولكن يتم التآمر الرجعي العربي الرسمي الآن بأشكال مختلفة فتهرع الكثير من الدولة العربية خاصة دول الخليج العربية بنسج علاقة تطبيع تحت مسميات وعناوين وسياسات مختلفة وفي وقت لم يقدم الكيان الصهيوني العنصري أي بادرة أمل في مغادرة موقع التعنت والصلف بل يزداد شراسة في عملية القمع ضد الشعب الفلسطيني وتهويد مقدساته وتعميق طبيعته العنصرية التي أقرها الكنيست الإسرائيلي بإصدار قانون القومية التي يصادر الهوية الوطنية والقومية للأقلية العربية الفلسطينية في أراضي 48 وبذلك تنسجم السياسات العربية الرسمية في مجملها مع المخطط الصهيوني العنصري المعادي الذي يحكمه تناقض رئيسي مع كل مقومات الوجود القومي العربي في تهميش القضية الفلسطينية وجعلها قضية غير رئيسية يمكن التعايش مع قضاياها لأجيال عديدة دون حل عادل ينهي ماساتها السياسية والإنسانية . ..ولكن هذه السياسات العربية الرسمية التامرية رغم ما حدث من تبدل في المصالح العربية والاقليمية والدولية لن تستطع أضعاف الإرادة الوطنية في استكمال مسيرة المقاومة بكافة أشكالها واساليبها و النضال الوطني الفلسطيني على الرغم من مرور سبعين عاما على النكبة باغتصاب فلسطين وإقامة الكيان الصهيوني على أنقاض شعبها سوف لن يتوقف وسوف يستمر الشعب الفلسطيني رغم الصعاب والعراقيل والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية المعيشية الطاحنة التي يعاني منها خاصة في القطاع المحاصر و التي يحاول المخطط الأمريكي الصهيوني الرجعي توظيفها تحت ادعاء توفير الحلول الإنسانية لطمس طابع القضية الفلسطينية عن كونها قضية وطنية سياسية تحررية سوف يستمر الشعب الفلسطيني رغم ذلك متمسكا بحقوقه الوطنية العادلة التي أقرتها الشرعية الدولية ومحافظا على هويته الوطنية والقومية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق