شعر وشعراء

الهدمُ بغيٌ / حسين جبارة

ما أسوأ القانونَ طعمًا مالحا

سلبَ العدالةَ قد أذلَّ الكادحا

وهو المُفرّقُ والمميّزُ عنصرًا

ولغايةٍ في النفسِ باتَ الجانحا

بئسَ العقولُ تؤولُ شرعًا ظالمًا

عصفًا يثورُ يهبُّ بردًا لافحا

بالعدلِ نادى في هتافِ خديعةٍ

ليمارسَ الهدمَ اللئيمَ الفادحا

الصوتُ يعقوبُ البريءُ بِفِطرةٍ

والكفُّ تُرسلُ للمدائنِ جارحا

تَبّتْ مرامي من يطيحُ بمسكنٍ

والطفلَ يرسلُ للمهانةِ نازحا

حيًّا يُزيلُ من الوجودِ بساعةٍ

ويظلُّ كبشًا مستفزًّا ناطحا

بئسَ المُنفّذُ ينتقي بتَعّمُّدٍ

مستثنيًا ذا حظوةٍ ومسامِحا

يُبقي رثيثَ الثوبِ جائعَ لقمةٍ

مترنّحًا تحتَ السلاسلِ رازحا

لا سقفَ يحمي حلمَ جيلٍ ناشئٍ

يا موطئَ المظلومِ يحضنُ كاسحا

بالروحِ يخلدُ صائمٌ متعبّدٌ

حُرِمَ الظلالَ فظلَّ عبدًا صالحا

بالقرِّ يحيا في ظلامٍ دامسٍ

بالحرِّ يصمدُ غاديًا أو رائحا

ما أسوأ القانونَ سَنَّتْ كثرةٌ

إن لم يكن مستوعبًا ومُصالحا

يا غالبيةَ حاكمٍ مستنسرِ

للغيرِ حقٌّ لا تُبيدي نائحا

قد ناحَ غيرٌ في زمانٍ غابرٍ

في أرضِ قهرٍ كانَ فيها الضابحا

البيتُ طُهرٌ باتَ خطًّا أحمرًا

والهدْمُ بغيٌ فاقَ ثورًا جامحا

الله يسطرُ في السماءِ خطيئةً

وعدالةُ الباغي تؤازرُ كاشحا

بالحرفِ أبْنى بيتَ شِعْرٍ خافقًا

بالحبِّ أرْفعُ بيتَ شَعْرٍ صادحا

حسين جبارة كانون ثان 2017

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق