إنجاز فلسطين

رجل بغزة.. يعرض منزله للبيع لشراء نمر!

في حادثة غريبة عرض هاو فلسطيني منزله للبيع ليتمكن من شراء نمر استرالي من إحدى حدائق الحيوان الخاصة في جنوب قطاع غزة.

ويحاول سعد الجمل (55عاما) الذي يعمل موظفا في السلطة الفلسطينية جاهدا لتوفير مبلغ 23 ألف دولار ثمن نمر عرضته إحدى حدائق الحيوان الخاصة في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة للبيع بسبب معاناتها من أوضاع اقتصادية صعبة.

ومنذ عرض النمر للبيع يذهب الجمل كل يوم إلى حديقة الحيوان ويطعمه قطعا من اللحم على أمل أن يكون ملكا له في يوم من الأيام.

ويقول الجمل المولع بتربية الحيوانات المفترسة، إنه يهوى تربية تلك النوعية من الحيوانات وخوض المغامرة معها.

ويضيف وهو يقف أمام القفص الحديدي للنمر، إنه “متحمس لشرائه لأنه نوعية نادرة وغريبة، وهو الوحيد من فصيلته في قطاع غزة”.

ويتابع الرجل الذي يتمتع ببعض الجرأة لترويض تلك الحيوانات أنه “سبق وأن تعامل مع تربية الأسود، وبالتالي فإن تربية النمر وترويضه ليست أمرا صعبا بالنسبة له”.

ويشير الجمل إلى أنه “بعد اقتناء النمر وتوفير مكان مناسب له سيعمل على جلب أنثى له من أجل التزاوج والتكاثر”، لافتا إلى أن عائلته “لم تعارض شراء النمر واقتنائه وهم متحمسون أيضا لذلك”.

وسبق للجمل أن قام بتربية أسدين اشتراهما من إحدى حدائق الحيوان الخاصة في رفح جنوب قطاع غزة ووضعهما في منزله وبين أفراد عائلته إلى أن وصلا سن عشرة أشهر حيث نقلتهما منظمة (فور باوس) الدولية التي تعنى بالحيوانات إلى محمية طبيعية في الأردن.

وكان النمر تم إدخاله إلى قطاع غزة في يوليو عام 2007 عبر الأنفاق الأرضية بين القطاع ومصر وهو لا يتجاوز الشهرين من عمره وبوزن 2 كيلو جرام.

ويقول محمد عويضة القائم على حديقة الحيوان، إن والده تمكن من جلب النمر إلى غزة بعد رحلة سفر شاقة من استراليا ومن ثم السنغال إلى مصر وصولا لقطاع غزة كلفته آلاف الدولارات.

ويضيف عويضة، أن النمر أصبح الآن يزن 200 كيلو جرام، مشيرا إلى أنهم تلقوا عروضا في السابق لبيعه ولكنهم رفضوها.

ويشير إلى أن الأسباب التي أدت إلى لجوئهم لبيع النمر هو تردي الأوضاع الاقتصادية التي تعاني منها الحديقة وقلة روادها.

وأدت الأوضاع الاقتصادية الصعبة والحصار الاسرائيلي بالإضافة إلى عمليات القصف في محيط الحديقة، بحسب عويضة، إلى نفوق عشرات الحيوانات مما اضطره إلى تحنيطها وإبقاءها فيها .

ويقول عويضة، إن الحديقة المقامة على مساحة 12 دونما بتكلفة 2 مليون دولار كانت تحوي على 80 صنفا من الحيوانات والطيور ولكنها الآن لا تحتوى إلا على 10 أصناف.

ويضيف أن النمر يكلف الحديقة غذاء يومي بمبلغ 100 شيكل، وليس بمقدورها دفعه وبالتالي فإن بيعه هو أنسب الطرق للمحافظة على حياته.

ويدعو عويضة المؤسسات الدولية المعنية بالحيوانات إلى شراء الحيوانات الذي يمتلكها، أو مساعدته في إعادة تأهيل الحديقة، وإلا سيكون مصير الحيوانات الهلاك والموت.

وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007، وإلى جانب الحصار شنت إسرائيل ثلاث عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة الأولى نهاية العام 2008 وبداية عام 2009، والثانية في نوفمبر 2012 وصولا إلى الهجوم الأخير صيف عام 2014.

مقالات ذات صلة

إغلاق