أخبار عالميه

هكذا استطاع ترامب التخلص من داعش

عندما تولى الرئيس دونالد ترامب الرئاسة رسميا في 20 كانون الثاني/يناير 2017 كان عدد مقاتلي تنظيم داعش في العراق وسورية يتجاوز 35 ألف مقاتل، وفي كانون الأول/ديسمبر من العام ذاته انخفض هذا العدد إلى أقل من ألف مقاتل يختبئون في الصحراء القاحلة، حسب مسؤولين أميركيين.

هزيمة داعش كانت واحدة من أولويات السياسة الخارجية للولايات المتحدة منذ انتخاب ترامب، الذي تعهد بعد أقل من أسبوع من تنصيبه بهزيمة التنظيم ووجه وزارة الدفاع بصياغة “استراتيجية شاملة” لتحقيق هذا الهدف.

اعتمدت سياسة ترامب في هذا الملف على زيادة الانخراط العسكري للولايات المتحدة في سورية من خلال تقديم التدريب والمشورة والدعم الجوي، من دون الانخراط المباشر في المعارك، وتجفيف منابع تمويل الإرهاب وتعطيل عمليات تجنيد مقاتلين.

وساهم منح الرئيس ترامب العسكريين على الأرض صلاحيات أكبر لاتخاذ قرارات ميدانية في تسريع العمليات.

القائد السابق للتحالف الدولي ضد داعش الجنرال ستيفن تاونسند، قال في مقابلة سابقة إن “العسكريين في أرض الميدان لا يطلب منهم الإبلاغ عن كل تحركاتهم دقيقة بدقيقة”، وهذا برأيه سمح بخوض حرب “أكثر هجومية”.

وحسب تقرير لموقع واشنطن إيغزامينر، فقد تم خلال 11 شهرا من تولي ترامب الرئاسة استعادة السيطرة على حوالي 40 ألف كيلومتر مربع من المواقع التي احتلها التنظيم، وتحرير 5.3 ملايين شخص.

وهذه أبرز المحطات في سياسة ترامب لمواجهة داعش:

العراق:

تمكنت القوات العراقية بدعم من قوات التحالف بقيادة واشنطن من تحرير الموصل، وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في 10 تموز/ يوليو النصر وانتهاء “دولة الخرافة والإرهاب الداعشي”.

ويرى الخبير في الشؤون الاستراتيجية العسكرية الجنرال المتقاعد وفيق السامرائي أن سياسة الضغط التي انتهجتها إدارة الرئيس ترامب على الدول التي دعمت داعش بشكل مباشر أو غير مباشر، ساعدت على تجفيف منابع دعم الإرهاب، وعززت فرص نجاح هزيمة داعش.

وبعد إعلان سقوط داعش في الموصل، تم تحرير مدن عراقية أخرى من سيطرة التنظيم مثل تلعفر والحويجة والقائم وراوه.

وفي التاسع من شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، أعلن العبادي انتهاء الحرب ضد داعش بعد سيطرة القوات العراقية على الحدود مع سورية بالكامل.

سقوط داعش في الموصل أدى إلى انهيار معنويات مقاتليه الذين فروا إلى الصحراء، لكن خروجه من مناطق تمركزه قوبل بحذر من مسؤولين ومراقبين.

الجنرال ستيفن تاونسند حذر من أن تدمير “خلافة داعش” لا يعني تدمير التنظيم، متوقعا تواجد ما يسمى “الخلافة الإلكترونية”، قائلا إن أتباعه سيحاولون إيجاد فروع لهم في أماكن أخرى حول العالم.

ويرى السامرائي أن المرحلة المقبلة لتعقب فلول داعش ستعتمد بالأساس على الجهد الاستخباراتي أكثر من العسكري، وقال إن “العراق يستطيع تطوير قدراته الاستخباراتية”.

سورية:

أولوية ترامب في سورية كانت هزيمة تنظيم داعش، وقد نشرت الولايات المتحدة حوالي 400 من عناصر سلاح مشاة البحرية (المارينز) ووحدات النخبة في الجيش “لتسريع هزيمة داعش” في الرقة.

تلقت “قوات سورية الديموقراطية” التي أطلقت حملة لتحرير الرقة، معقل داعش في سورية، دعما مستمرا بالغارات والمستشارين والسلاح من التحالف حتى تم تحرير المدينة بشكل كامل وإعلان ذلك في 20 من تشرين الأول/أكتوبر.

لكن لا يوجد جدول زمني حاليا لانسحاب القوات الأميركية من سورية، حسب مسؤولين أميركيين.

ورغم الإعلان عن مغادرة أكثر من 400 عنصر من قوات المارينز سورية، بعد انتهاء مهمتهم لدعم قوات سورية الديموقراطية، رفض إيريك باهون المتحدث باسم البنتاغون اعتبار ذلك بداية نهاية التواجد الأميركي فيها.

وقال إن تدمير داعش في سورية “لا يعني فقط قتل عناصره وإنما أيضا إقامة الظروف الخاصة بالاستقرار والأمن التي تمنع عودة داعش”.

وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ألمح مؤخرا أيضا إلى إمكانية بقاء القوات الأميركية في سورية بغية عدم إتاحة الفرصة لإيران وقوات النظام السوري لاحتلال المناطق التي تم تحريرها.

في هذا الإطار، أعلن التحالف أنه يعمل على تشكيل قوة أمنية يتم نشرها على طول الحدود بين العراق وسورية، موضحا أن هذه القوة ستركز على إلحاق الهزيمة النهائية بداعش وتقييد نطاق تحركاته والتضييق على تدفق المقاتلين الأجانب بين البلدين نحو تركيا وأوروبا وأماكن أخرى عبر العالم

المصدر : الحرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق