الرئيسيةمقالات

العنوسة / وحيد راغب

:
تغنى تأخر سن الزو اج عما هو دارج عند الناس، وقد تستمر العنوسة أى اللازواج طول العمر، ولكن أقول أن هناك عنوسة معنوية، وأخرى مستترة.
فالعنوسة المعنوية هى ناتجة عن بعض الأفكار التى يظن حامليها أنها صواب، ومنها بعض أصحاب الفنون تحت إدعاء التفرغ والإجادة، بل وبعض المتنسكين الزاهدين، وهى أيضا التفرغ للعبادة وفكرة أن كبت الشهوات حتى ولو كانت حلال وفى محلها، إعتقادا أن ذلك قربة إلى الله بترك الحلال، فهى منزلة أكبر عند الله، وفعل ذلك الكهنة والقسيسون بما يدعى الرهبنة فى المسيحية، والرهبنة لم تفرض عليهم من الله بل هم فرضوها على أنفسهم ٠
وفعل ذلك بعض زهاد الإسلام كالمتصوفة؛ إعتقادا أن العزلة خير من الإختلاط بالناس٠
أما العنوسة المستترة تكون مع الزواج، نتيجة لسوء العلاقة بين الرجل والمرأة رغم الزواج، فلا يوجد علاقة زوجية للنفرة؛ او سوء الأخلاق، وهذه أشد أنواع العنوسة، لأنها تؤدى إلى العلاقات المحرمة، والى تفكك الأسر؛، وعدم استقرارها٠
ونخلص أن العنوسة إما عن اعتقاد، وإما عن خلل فى المجتمعات نتيجة، البطالة، وعدم توفر مؤنة الزواج من تكاليف وأعباء كالمهر وتوفير سكن الزوجية،بل ودخل ثابت للمعيشة، وايضا ارتفاع التكاليف وشروط الآباء من الغنى الفاحش فى الزوج ولا ضير من أين، ولا يهم الخلوق المتدين، فنتج عن هذه الأنواع من الزواجات طلاقات باكرة، وفساد أسرى أصبح ظاهرة ٠
والعنوسة المعنوية الناتجة عن الفكر غير الفطرى سواء دينى او مادى لانتشار فكرة الخدانة والصداقة بلا زواج وممارسة الجنس، فنجد من يتزوج فى الكنيسة رسميا يكون معه من الخدانة اولاد كبيرة، وما زواج لاعب الكرة مارادونا ببعيد ٠
أما العنوسة نتيجة الاعتقاد الدينى بالرهبنة والزهد فناتج إلى الإرتكان إلى أن ممارسة الجنس شهوة والطريق إلى الله ليس به شهوات؛ رغم ان الله حلل الزواج، وإفراغ الرغبات الجسدية فى مكانها : الفطرة وحلها بعيدا عن الكبت والأمراض النفسية٠وهم يميلون أن العزلة خير من الإختلاط، فالإختلاط بالناس مجلبة الوقوع فيما حرمه الله، وهذا غير صحيح لأن المؤمن القوى خير من الضعيف، والمؤمن القوى يسبطر على رغباته ولا يكون عبدا لها. الإختلاط يعنى التزاوج. وعمارة الكون كنا طلب منا ربنا ٠
اذن الأمور الفطرية يجب أن تنفذ فى حلها، ويجب أن نوفر لهاالسبل من مؤنة وإبعاد البطالة والأفكار الهدامة
عن الفطرة والدين واستعمار الكون٠
فالعنوسة شر، وتحويل الشباب الى ناقم على الأوطان، وكبت للفطرة، ولهذا كان التعدد للزواجات فى الإسلام بشروطه أى العدل والمؤنة والأسباب الحقيقة المسموح بها، وليس الشهوانية البهيمة ٠
الشاعر وحيد راغب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق