اقلام حرةالرئيسية

“بصمة إنسانيّة / المحامي حسن عبادي

تعرّفت على الأسير سامر عصام المحروم عبر روايته “ليس حلمًا” التي أوصاني بقراءتها صديقي بسّام، زرته هذا الصباح في سجن النقب الصحراويّ –كتسيعوت- (أنصار 3) بعد لقائي بعاصم وهيثم.

أطلّ مكبّلًا بالسلاسل في رجليه، مبتسمًا، وكنت قد أفقت من الصدمة بلقاء أسير مكبّل الرجلين، فتحدّثنا عن الأمر، فقال إنّها محاولة إذلال وكسر معنويّات الأسير ولا علاقة لها بالأمن ومتطلّباته، فالإدارة تتحكّم بكلّ صغيرة وكبيرة.
تحدّثنا عن كتابه الأول “دائرة الألم” وعن روايته “ليس حلمًا” ودور المرأة، السجن علّمه احترام المرأة أكثر وأكثر نتاج الظلم التاريخي لها وأهميّة تحريرها لنتحرّر، علينا كسر تابوهات عديدة.
يحاول الاحتلال تدمير القِيَم وشيطنة الفلسطيني عامّة والأسير خاصّة، ولهذا يطمح بأن يعيش في وطن يشعر الإنسان فيه أنّه محترم.
تحدّثنا عن التعدديّة وأهميّة احترام المختلف وتقبّل الآخر، فيطمح في كتاباته أن يترك بصمة إنسانيّة في الحياة.
ميلاد ميلاد حلّق في فضاء اللقاء؛ حدّثني عن تفجير باب بيته ساعة اعتقاله ممّا أدّى لفقدان توأمه، أجنّة عمرها خمسة شهور، وها هو يحقّق حلمه وينتصر على سجّانه ليصير أبًا لياسمين وآدم رغم القضبان والزنازين، نتاج نطفتين مهربّتين.
رحلة صحراويّة رحلة صعبة، لقاء مع عاصم وهيثم وسامر…ثلاثة عوالم مختلفة تركت بصمات مميّزة.
لك عزيزي سامر أحلى التحيّات، الحريّة لك ولجميع رفاق دربك من أسرى الحريّة.

حيفا 4 شباط 2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق