الدين والشريعة
قال تعالى “مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً
الشاعر وحيد راغب
قال تعالى “مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) الجمعة
من الذى يقول فى فهم هذه الآية غير التقليد الغير واعى والتقليد المؤخِر
, والذى عانينا منه ونعانى الى الآن من أن بنى جلدتنا وديننا يحاربوننا من داخلنا وهم غارقون فى التقليد وعدم الفهم للآيات , بل والتأويل حسب الهوى لمن فهموا أو اجتهدوا فى زمانهم ومكانهم بما لا يتوافق مع فقه الواقع وفقه التحسين والعرف والعادات وفقه المستجدات التى بنى عليه الامام أبو حنيفة النعمان وهو امام أحد المذاهب الفقهية الاربعة فى الاسلام .والذى قال عنه فيلسوف باكستان المسلم محمد إقبال : أن منهج أبى حنيفة يعتمد على تربية شعب يستخدمه ليكون نواة لشريعة عالمية .
قال تعالى “مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) الجمعة
وهذا ما حدا بالفيلسوف الفرنسى المسلم المعاصر أن يقول : إن نهضة الاسلام ليست ممكنة الا اذا تحاشينا عقبة مزدوجة , أى تتمثل فى أمرين هما : تقليد الغرب , وتقليد الماضى : وهنا جارودى قصد بتقليد الغرب فى الناحية اللاأخلاقية وناحية الفردية والمادية البحتة دون الناحية الروحية , اى التحديث دون التغريب ,وقصد بتقليد الماضى بدون التمحيص والغربلة والتنقية وترك مالا يناسبنا ووواجبنا الاجتهاد حسب مقاصد الشريعة والاهتمام بالانسان المكرم من ربه
ونادى ابن باديس فى مجلته الشهاب :أن طريقة التدريس فى جامع الزيتونة بالنسبة لتفسير القرآن بالنحو والحرف دون فهم معانيه وعرضها للناس ,أنها طريقة لهدم القرآن , بينما يدعى أهلها أنهم يخدمونه .
ماذا قال معاذ بن جبل للنبى محمد”ص” عندما أرسله أميرا على اليمن وقاضيا بماذا تحكم يا معاذ؟ فكان رد معاذ : بكتاب الله وسنته وان لم يجد فيهما بغيته يجتهد برأيه ولا يألو, فوافقه النبى “ص” وهذا معنى حديث صحيح .
أبعد هذا أحبتى تتطلبون أن نكون حميرا تحمل أسفارا .
من كتابى تحت الطبع :قضايا يحق الوقوف عليها
الشاعر وحيد راغب