تحولت جميع أنحاء السودان إلى ساحة احتجاجية رفضاً لبيان قيادة الجيش الذي أعلن فيه تشكيل مجلس عسكري انتقالي يحل محل الرئيس عمر البشير.
حيث بدأ المتظاهرون بالتنديد بقرار الجيش وبدأ الحشود بالهتاف “تسقط تاني” وذلك إشارة إلى ضرورة إسقاط كل رموز الحكم السابقة.
وأعرب المتظاهرين عن غضبهم واستنكارهم إزاء بيان القيادة العامة للجيش السوداني الذي نص على تعطيل الدستور وإعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر، وتشكيل مجلس عسكري لإدارة شؤون البلاد، وبدء مرحلة انتقالية تستمر عامين وفي نهايتها إجراء الانتخابات الديمقراطية.
من جانبه، رفض تجمع المهنيين السودانيين الذين قاموا بدور بارز في تنظيم الاحتجاجات الشعبية، بيان الجيش الذي ألقاه وزير الدفاع، داعين الجميع إلى مواصلة التظاهر حتى تحقيق التغيير الشامل.
وأعلن تجمع المهنيين السودانيين الذي يعد كياناً نقابياً مستقلاً أن سلطات النظام نفذت “انقلاباً عسكرياً تعيد به إنتاج ذات الوجوه والمؤسسات التي ثار الشعب السوداني عليها”.
وأضاف البيان أن “من دمروا البلاد وقتلوا شعبها يسعون لسرقة كل قطرة دم وعرق سكبها الشعب السوداني العظيم في ثورته التي زلزلت عرش الطغيان”.
ودعا السودانيون إلى المحافظة على اعتصامهم أمام مباني القيادة العامة للقوات المسلحة وفي بقية الأقاليم والبقاء في الشوارع في كل مدن السودان إلى حين تسليم السلطة إلى حكومة انتقالية مدنية تعبر عن قوى الثورة، وفقا للبيان.
أما ردود الأفعال على صعيد القوى السياسية، قال رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير، إن بيان وزير الدفاع مرفوض جملةً وتفصيلاً ويمثل محاولةً لإعادة إنتاج نظام البشير، مطالباً “بإسقاط النظام بكامل أجهزته ورموزه”.
وأضاف الدقير أن قوى إعلان الحرية والتغيير تدعو إلى مواصلة الاعتصامات في كافة مناطق البلاد لحين تلبية كافة مطالب المتظاهرين، وفقاً لقناة “الجزيرة”.
من جهته، قال القيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي فتح الرحمن البدوي، إن الحزب يرفض بيان الجيش جملة وتفصيلا، مؤكداً رفض تولي أي من قادة الجيش الذين اعتبرهم جزءً من النظام السابقين.
وفي السياق نفسه، اعتبرت القيادية في حزب الأمة القومي مريم الصادق المهدي، بيان الجيش بأنه مهين للجيش السوداني ولكرامة الشعب.
ودعت المهدي، جميع السودانيين إلى مواصلة التظاهر في جميع الميادين حتي تحقيق جميع المطالب المنشودة.
وكان التلفزيون السوداني قد بث البيان الأول للجيش، اليوم الخميس، الذي قرأه وزير الدفاع عوض بن عوف معلنا فيه “اقتلاع النظام والتحفظ على رأسه بعد اعتقاله في مكان آمن” في إشارة إلى عمر البشير.
