اخبار اقليميه

أضواء على الصحافة الإسرائيلية 22-23 آذار 2019

مجلس حقوق الإنسان يتبنى تقرير يثير الاشتباه بارتكاب إسرائيل لجرائم حرب على حدود غزة

 

 

مجلس حقوق الإنسان يتبنى تقرير يثير الاشتباه بارتكاب إسرائيل لجرائم حرب على حدود غزة

نشر موقع “هآرتس” الإلكتروني، أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، تبنى، يوم الجمعة، تقرير لجنة التحقيق التي حددت أن إسرائيل أطلقت النار عمداً على الأطفال والصحفيين في جولة المواجهات الأخيرة على طول حدود قطاع غزة. كما حددت اللجنة أنها تشتبه بأن قوات الأمن الإسرائيلية ارتكبت جرائم حرب في الاشتباكات وأنه يتعين على المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في ذلك. وأيدت 23 دولة اعتماد التوصيات، مقابل معارضة ثمانية أعضاء وامتناع 15 عن التصويت.

وبعد التصويت قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن “مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة كرر اليوم (الجمعة) المراسم السخيفة والمنافقة بتشكيل لجنة تحقيق تتعامل باستثناء مع إسرائيل، تحديد نتائجها مسبقا ضد إسرائيل، ومن ثم تبنيها، وكل ذلك من خلال تجاهل الواقع على الأرض. لقد صوتت تسع دول ضد القرار المنحاز ومعظم الدول لم تؤيد القرار. في الواقع، هذا تصويت على حجب الثقة عن التقرير، ولن تتعاون إسرائيل مع المجلس في هذا الشأن”.

ويذكر أن أعضاء لجنة التحقيق قرروا، في اجتماع عُقد في نهاية الشهر الماضي في جنيف، أنه بناء على الفحص الذي أجروه، تبين أن معظم المتظاهرين الذين قُتلوا كانوا غير مسلحين. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في ذلك الوقت “إن المجلس يحدد رقما قياسيا جديدًا من النفاق والأكاذيب، وإسرائيل ترفض التقرير نهائيًا”.

وفقًا لنتائج اللجنة، قُتل 183 فلسطينيًا بنيران قوات الجيش الإسرائيلي خلال المظاهرات العنيفة منذ مارس وحتى ديسمبر 2018، بينهم 35 طفلاً وامرأة وصحفيان وثلاثة من المسعفين. ووجدت اللجنة أن 29 من القتلى كانوا مسلحين فلسطينيين منظمين. وخلال النقاش، سُئلت سارة حسين، عضو اللجنة، عما إذا كانت إسرائيل تطلق النار عمدًا على الأطفال والصحفيين، فأجابت: نعم، نعتقد أن إسرائيل تعرف أنهم أطفال وصحفيين وأطلقت عليهم النار رغم ذلك. وذكر أعضاء اللجنة أن خرق القانون الدولي ينطوي على عواقب جنائية شخصية على أفراد قوات الأمن الإسرائيلية. وأوصت اللجنة بنقل المواد لفحصها من قبل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي وأن تنظر الدول في فرض عقوبات شخصية على المتورطين.

ووجدت اللجنة أن الكثير من الأطفال قتلوا في تبادل لإطلاق النار، بعضهم بنيران مباشرة. وتمت الإشارة خلال الجلسة، إلى قتل شخص معاق يجلس على كرسي متحرك، كما تمت الإشارة إلى إطلاق النار مباشرة على الصحفيين الذين لم يكن هناك أي شك بكونهم رجال إعلام. وقالت عضو اللجنة سارة حسين: “لا يوجد مبرر لإطلاق النار على الأطفال والمعوقين الذين لا يشكلون خطرا”. كما ذكرت اللجنة الضرر الذي لحق بجنود الجيش الإسرائيلي في الاشتباكات الحدودية.

وزارة الصحة في غزة: استشهاد شابين بنيران الجيش الإسرائيلي على حدود القطاع

نشر موقع صحيفة “هآرتس” الإلكتروني، الجمعة، أن شابين فلسطينيين قتلا بنيران الجيش الإسرائيلي، خلال مظاهرات الجمعة على حدود غزة، فيما أصيب ثالث بجراح حرجة، وفقا لما أعلنته وزارة الصحة في غزة. ووفقا للتقرير فإن القتيلين هما: نضال عبد الكريم شتات (٢٩ عاما) من سكان قرية المغراقة، وسط القطاع، وجهاد منير حرارة (24 عاما) من حي الشجاعية شرقي مدينة غزة. وجاء في التقرير أن أحدهما أصيب بعيار في الصدر شرق مخيم البريج للاجئين. كما افأد بيان الوزارة أن ٦٢ فلسطينيا آخرين جرحوا برصاص قوات الجيش الإسرائيلي، خلال المواجهات.

من جهتها قالت اللجنة المنظمة للمظاهرات وحماس إنه سيجري تنظيم مظاهرة بمشاركة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، يوم الجمعة القادم، في الذكرى السنوية الأولى لمسيرات العودة.

من جهته قال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، خلال مشاركته في فعاليات مسيرة “العودة” شرق غزة، إن “مسيرات العودة هي أداة نضالية من أجل رفع الحصار عن القطاع”. وقال إن المسيرات تحقق أهدافها، وهدد أنها قد تتصاعد إذا لم تفهم إسرائيل الرسالة.

أبو مازن: “حماس ستصل إلى مزبلة التاريخ”

تكتب “يسرائيل هيوم” أن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، هاجم بشدة حركة حماس الإرهابية التي تسيطر على قطاع غزة. ففي أعقاب اعتداء رجال حماس على المتحدث باسم حركة فتح في غزة وإصابته الخطيرة، أعلن أبو مازن أن “حماس، التي قامت بانقلاب في غزة، ستصل إلى مزبلة التاريخ”. وخلال زيارته للمسؤول الكبير في فتح في مستشفى رام الله، أضاف رئيس السلطة الفلسطينية أن “الشعب الفلسطيني لن يغفر لحماس على أفعالها”.

دبابة إسرائيلية قصفت موقعا لحماس في جنوب القطاع

كتبت “هآرتس” أن دبابة إسرائيلية قصفت، مساء الخميس، موقعًا لحماس في جنوب قطاع غزة، ما أسفر عن إصابة سبعة أشخاص بجراح متفاوتة، حسب المصادر الفلسطينية. وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي ان القصف جاء ردًا على أعمال شغب عنيفة وإخلال بالنظام بشكل غير عادي، تضمن إطلاق بالونات حارقة ومتفجرة خلال اليوم.

وأعلن الجيش، مساء الخميس، انه اعتقل مشبوهين اجتازا السياج الحدودي في جنوب القطاع، وفي حوزتهما مفك. وتم تسليمهما للشاباك للتحقيق معهما.

ترامب ينوي الاعتراف “بالسيادة الإسرائيلية” على هضبة الجولان

ينشر موقع صحيفة “هآرتس” أن شبكة فوكس نيوز ذكرت، يوم الجمعة، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيوقع، الأسبوع المقبل، مرسوما رئاسيا يعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان. ووفقا للشبكة المعروفة بدعمها لترامب، فإن الرئيس سيوقع الأمر خلال زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لواشنطن. وادعى ترامب بعد النشر أنه لا يعمل لمساعدة نتنياهو في الحملة الانتخابية الإسرائيلية.

وكان ترامب قد نشر على حسابه في تويتر، يوم الخميس، أنه “بعد 52 عامًا، حان الوقت لأن تعترف الولايات المتحدة بشكل كامل، بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان، والتي لها أهمية استراتيجية وأمنية لدولة إسرائيل واستقرار المنطقة.” وخلال ساعات الليل، نفى ترامب أن يكون هذا البيان يهدف إلى مساعدة نتنياهو، وذلك ردا على تعريف وسائل إعلام أمريكية بارزة لهذا البيان بأنه “هدية انتخابية” لنتنياهو. وفي مقابلة مع قناة فوكس نيوز، قال ترامب: “لا أعرف عن ذلك على الإطلاق، أسمع أنه [نتنياهو] في وضع جيد، ليس رائعًا، ولكن جيد”. وأضاف ترامب أنه يعتقد بأنه “حتى أولئك الذين يخوضون الانتخابات ضد نتنياهو، الجانب الآخر، يدعمون ما فعلته”.

وتحدث نتنياهو، مساء الخميس، مع ترامب عبر الهاتف وشكره على بيانه. وقال نتنياهو في بيان مشترك مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو: “نشعر أن هذه هي معجزة عيد البوريم، لقد صنع الرئيس ترامب التاريخ اليوم”. ووفقًا لرئيس الوزراء، “لقد أقر ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان بينما تحاول إيران استخدامه كمنصة لتدمير إسرائيل”. وكتب مبعوث الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات في حسابه على تويتر، رداً على ذلك، “إنه قرار شجاع وتاريخي آخر من جانب رئيس الولايات المتحدة الذي يفهم إسرائيل واحتياجاتها الأمنية”.

وسيجتمع نتنياهو وترامب، يوم الاثنين المقبل، في واشنطن. وفي اليوم التالي، سيلقي نتنياهو خطابًا في المؤتمر السنوي للوبي المؤيد لإسرائيل “ايباك”، وسيجتمع بعد ذلك مع ترامب لتناول العشاء – وذلك قبل أسبوعين فقط من انتخابات الكنيست.

وكتب ديفيد أكسلرود، المستشار السياسي الرفيع لسلف ترامب في البيت الأبيض، براك أوباما، يوم الخميس، أن “ترامب يرمي لنتنياهو عجلة إنقاذ عشية الانتخابات”. واستنتج هارون ديفيد ميلر، الذي عمل مستشارًا للشرق الأوسط في خمس إدارات أمريكية وفي ظل رؤساء من الديمقراطيين والجمهوريين، إلى أن “خطوة ترامب هي سياسة بحتة، فهو يساعد نتنياهو على إعادة انتخابه، وهو أمر جيد لسياسة ترامب نفسه. لا توجد هنا مصلحة قومية للولايات المتحدة.”

وحظي ترامب بتأييد من أعضاء حزبه في مجلس الشيوخ، وكذلك من منظمة الإنجيليين “مسيحيون من أجل إسرائيل”.

في هذا السياق كتبت “يسرائيل هيوم” أن نتنياهو رحب بإعلان الرئيس الأميركي وأنه اتصل هاتفياً بالرئيس وشكره باسم مواطني إسرائيل. وأشار إلى أن ترامب كان اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وانسحب من الاتفاق النووي مع إيران، وها هو الآن يعترف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان.

ولفت رئيس الحكومة إلى أن فحوى الرسالة من إعلان ترامب هذا هو أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل.

من جانبه قال الوزير بومبيو إن الرئيس ترامب اتخذ قراراً جريئاً وأشار إلى أن المعارك التي خاضها الإسرائيليون في هضبة الجولان وسقوط المحاربين هناك لم يذهبا سدى.

وكتب نتنياهو في وقت سابق أمس (الخميس) في تغريدة نشرها في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أنه في وقت تسعى إيران لاستخدام سورية منصة لتدمير إسرائيل يعترف الرئيس ترامب بجرأة بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان.

ويشكل تصريح ترامب دعماً قوياً لنتنياهو الذي يطالب بهذا الاعتراف بشدة ويستغل علاقته المميزة بالرئيس الأميركي في حملته الانتخابية مُظهراً ما أنجزته كمكاسب شخصية في وجه خصومه.

يُذكر أن الولايات المتحدة صوتت في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر الفائت ولأول مرة ضد قرار أممي يعتبر ضم إسرائيل للجولان لاغياً وليس في محله. وكانت الدولة الوحيدة التي اتخذت هذا الموقف.

سوريا تعتبر تصريح ترامب غير مسؤول وروسيا تعتبره انتهاكًا لقرارات الأمم المتحدة

ويكتب موقع “هآرتس” في هذا الصدد، أيضا، أن وزارة الخارجية السورية شجبت تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقال مسؤول رفيع في الوزارة إن التصريح “غير مسؤول”. ووفقًا لتقرير نشرته وكالة الأنباء السورية سانا، فقد قال المسؤول الرفيع إن بلاده “تدين بشدة التصريحات غير المسؤولة للرئيس الأمريكي، والتي تثبت مرة أخرى انحياز الولايات المتحدة الأعمى للكيان الصهيوني ودعمها غير المشروط لعدوانه”.

ونقل عن المسؤول البارز قوله إن تصريح ترامب ينتهك بشكل صارخ قرارات مجلس الأمن الدولي، مضيفا “إن مرتفعات الجولان ستبقى تحت السيطرة السورية، بغض النظر عن تصريحات الرئيس الأمريكي. لا يزال الشعب السوري ملتزمًا بتحرير مرتفعات الجولان بأي وسيلة يمتلكها”.

وردا على تصريحات ترامب، أصدر الكرملين، يوم الجمعة، بيانا يدعم فيه تصريح المسؤول السوري بأن “تصريحات ترامب تضر بجهود تحقيق السلام في المنطقة”، وأن تصريحاته “تقوض بشكل خطير الوضع في الشرق الأوسط”. ونشرت وزارة الخارجية الروسية بيانا يعتبر تصريحات ترامب تشكل “انتهاكًا مباشرًا لقرار مجلس الأمن الدولي”. وذكرت وسائل الإعلام الروسية، الخميس، أن موسكو تعارض بشدة أي تغيير أحادي الجانب في وضع مرتفعات الجولان دون موافقة الأمم المتحدة.

وردا على سؤال من صحيفة هآرتس، قال الاتحاد الأوروبي، الجمعة، إن “موقف الأمم المتحدة لم يتغير. موقفنا، وفقًا للقانون الدولي، لا يعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان.” وأصدرت وزارة الخارجية الفرنسية بيانًا بعد ظهر الجمعة، أكد أن فرنسا “لا تعترف بالضم الإسرائيلي لمرتفعات الجولان وأن الاعتراف بكونها تحت السيادة الإسرائيلية يتعارض مع القانون الدولي”.

كما أوضحت الحكومة الألمانية أنه لا يوجد أي تغيير في موقفها من أن مرتفعات الجولان هي أرض سورية تحت السيطرة الإسرائيلية. وقال بيان للحكومة صدر الجمعة، إن “أي نية لتغيير الحدود يجب أن تنفذ بطريقة سلمية وبالتنسيق الكامل مع جميع المعنيين. الحكومة ترفض التدابير الأحادية الجانب”.

وفي خطاب ألقاه، الجمعة، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن إعلان ترامب “يؤدي إلى ظهور أزمة إقليمية جديدة”. كما أشار المسؤولون الإيرانيون إلى بيان الرئيس الأمريكي وقالوا إنه “غير قانوني وغير مقبول”. وذكرت وزارة الخارجية المصرية أن “الجولان أرض عربية محتلة وفقًا لقرارات المجتمع الدولي ومجلس الأمن، وعلى المجتمع الدولي احترام قراراته واتفاقياته الدولية بهدف منع السيطرة على الأراضي بالقوة”.

كما نددت الفصائل الفلسطينية بإعلان ترامب. وقالت حماس إن البيان “يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وقرارات المجتمع الدولي ويشكل شكلاً جديدًا من أشكال العدوان على الأمة العربية”. وقال الجهاد الإسلامي إن تصريحات الرئيس الأمريكي تأتي “تمشيا مع العدوان واحتلال الأراضي العربية من قبل الجانب الإسرائيلي، وتثبت مرة أخرى أن الولايات المتحدة منحازة تماما لصالح إسرائيل”. وقالت حركة فتح إن البيان “لا يغير حقيقة أن هذه أرض محتلة”.

وفي وقت سابق، هاجم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، قرار ترامب قائلاً: “لقد اعترف ترامب بالأمس بالقدس عاصمة لإسرائيل. واليوم يعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، مما سيؤدي إلى عدم الاستقرار وسفك الدماء في المنطقة”.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن تصريح ترامب لا معنى له ولا يمنح إسرائيل حقوقًا في المنطقة، مضيفا أن “مرتفعات الجولان هي أرض محتلة بموجب القانون الدولي، والجامعة العربية تؤيد تمامًا حق سوريا باستعادة المنطقة المحتلة من أراضيها”.

وقال المسؤولون الدروز في مرتفعات الجولان إن “هذا بيان مهووس لشخص مهووس”. ووفقا لهم، فإن “موقف الولايات المتحدة لا يغير شيئا بالنسبة لنا ولوضع هضبة الجولان وفقا للقانون الدولي. الجولان أرض محتلة وجزء لا يتجزأ من وطن الشعب السوري، كما هو الحال في القدس، لن يتغير شيء من وجهة نظر المجتمع الدولي. الإدارة تلبي الاحتياجات السياسية الداخلية لنتنياهو”.

كما هاجمت الأحزاب العربية في إسرائيل إعلان ترامب. وقال حزب التجمع في رده إن “تغريدات ترامب توضح نوايا ومكونات “صفقة القرن”، والتي تهدف إلى إدامة الاستيلاء الإسرائيلي على الأراضي المحتلة وفرض حل من جانب واحد. حكومة ترامب تدعم هذا الاحتلال وتتصرف ضد قرارات الأمم المتحدة”. ووفقًا لإعلان الحزب، يبدو أن “صفقة القرن” لترامب تغير وجه الشرق الأوسط على حساب سلامة سكانها، لصالح الاحتلال الإسرائيلي وسياسة حكومة ترامب، المعادية لحقوق الإنسان والشعوب.” وقال رئيس قائمة الجبهة – العربية للتغيير، عضو الكنيست أيمن عودة، إن “القرارات المتعلقة بالشرق الأوسط لا تتم من جانب واحد، وبالتأكيد ليس على تويتر”.

ورحب حزب “أزرق أبيض” بقيادة غانتس، بهذه الخطوة، وقال المرشح الثاني يئير لبيد في تغريدة نشرها باللغة الإنجليزية: “لقد بدأنا هذه الحملة [للاعتراف بالجولان] قبل عام، ووصلت قيادة “أزرق أبيض” إلى مرتفعات الجولان وطالبت بالاعتراف به، الرئيس ترامب أظهر مرة أخرى أنه صديق حقيقي لإسرائيل”.

المحكمة العليا: تشريع ترشيح بن آري كان سيضفي الشرعية على الخطاب العنصري في إسرائيل

تكتب “هآرتس” أن قضاة المحكمة العليا قاموا، وفي خطوة غير عادية، بنشر ملخص لقرارهم بشأن شطب ترشيح رئيس القوة اليهودية، ميخائيل بن آري من قائمة التحالف اليهودي. وجاء ذلك ردًا على الانتقادات الموجهة إليهم. وقال القضاة في القرار الذي وقعه أعضاء الهيئة الكاملة، تسعة قضاة، إنهم قرروا إقصاء بن آري “لأن المصادقة على ترشيحه في ظل هذه الظروف كان سيضفي الشرعية على الخطاب العنصري كخطاب شرعي في دولة إسرائيل.”

وقال القضاة إنهم قرروا تبني رأي المستشار القانوني أفيحاي مندلبليت، وأشاروا إلى توفر ادله مثبتة ومقنعة، كمًا ونوعًا، لبن آري، تشمل تصريحات لا لبس فيها وقاسية ومتكررة على مدار السنوات السابقة – وبشكل خاص في العامين الماضيين – ضد الجمهور العربي في إسرائيل”. وجاء في القرار أن “تراكم هذه التصريحات، والتي نشر بعضها على صفحة “القوة اليهودية” على Facebook، والبيانات التي أدلى بها بن آري بصوته، تنطوي، في نظر أغلبية القضاة، على تحريض على الكراهية وتأجيج العداء إلى حد الازدراء المنهجي والمتعمد للجمهور العربي في إسرائيل.”

ولاحظ القضاة أن بن آري لم يعرب عن أسفه ولم يتراجع عن التصريحات. ووفقا لهم، فقد تبين أن “أعماله وتصريحاته تنطوي على التحريض العنصري، كهدف سائد ومركزي في مذهبه”. من ناحية أخرى، حسب رأيهم، فيما يتعلق بترشيح إيتمار بن جفير، لم يكن هناك أي دليل أو أقوال بمستوى يبرر إلغاء ترشيحه بسبب التحريض على العنصرية. وقد صودق على قرار شطب بن آري بأغلبية ثمانية قضاة، فيما عارضه القاضي نعوم سولبرغ فقط.

أما بالنسبة لمرشح الجبهة، عوفر كسيف، الذي سُمح له بخوض الانتخابات، خلافا لقرار لجنة الانتخابات، فقد أوضح القضاة أنه تم طلب إلغاء ترشيحه لأسباب تختلف عن بن آري، وهو إنكار وجود دولة إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية أو دعم النضال المسلح ضد دولة إسرائيل. وأشار القضاة إلى أنهم قرروا تبني رأي المستشار القانوني الذي يؤكد عدم وجود أدلة كافية لإثبات هذا الادعاء. وكتب القضاة أن “المحكمة تتحفظ بشدة من التصريحات المنسوبة إلى الدكتور كسيف، ولا سيما التصريحات التي تنطوي على المقارنة بألمانيا النازية، ولكن هذه التصريحات الفاحشة والمستفزة، لا تعني، وفق رأي الأغلبية، دعم الكفاح المسلح ضد دولة إسرائيل”.

وبشأن قرار المحكمة رفض قرار لجنة الانتخابات بشأن شطب قائمة العربية الموحدة – التجمع، تقرر، بأغلبية ثمانية قضاة، أن “اغلبيه القضاة اخذوا في الاعتبار أن هذه قائمة مشتركة من حزبين، وأن شطبها يمكن أن يؤدي أيضًا إلى شطب العربية الموحدة، التي لم تطرح ضدها أية حجج ملموسة.  كما أشار القضاة إلى أن طلب الشطب اعتمد في الأساس على تصريحات أعضاء كنيست سابقين من التجمع، ليسوا من المرشحين للكنيست القادمة، “في حين أن المرشحين نيابةً عن الحزب حاليا، لا توجد أدلة بالمستوى المطلوب لمنع مشاركة الحزب في الانتخابات”.

استطلاع: “حزب “ازرق – ابيض” يضعف، وحزب جسر يجتاز نسبة الحسم”

 

 

 

 

 

كتبت “يسرائيل هيوم” ان “الليكود” و”ازرق – ابيض”، بذلا الكثير من الجهود، هذا الأسبوع، لمهاجمة خصومهم من خلال قضية اختراق هاتف بيني غانتس، وإحياء قضية الغواصات، ضد بنيامين نتنياهو. لكن استطلاع “يسرائيل هيوم” وقناة i24NEWS، الذي أجراه معهد “مأجار موحوت”، برئاسة البروفيسور إسحاق كاتس، يظهر أن التأثير على الجمهور كان ضئيلاً للغاية: فقضية الغواصات والمحاولة الجديدة لإلصاقها بنتنياهو تترك الليكود مع 26 مقعدًا، كما في الأسبوع الماضي، في حين أن حزب “ازرق – ابيض” لم ينجح بوقف التدهور، وحصل هذا الأسبوع على 30 مقعدًا مقابل 33 في الأسبوع الماضي.

وحسب الاستطلاع يرتفع حزب العمل إلى 9 مقاعد، ما يعني زيادة 3 مقاعد عن الأسبوع الماضي. بينما تتراجع ميرتس، بثلاثة مقاعد لتحصل على 6. أما الجبهة والعربية للتغيير، والتجمع والعربية الموحدة، فيحصلان معاً على 9 مقاعد (5 و4 على التوالي)، وهذا يعني ان معسكر يسار الوسط مع الكتل العربية يصل إلى حوالي 54 مقعدًا. وحتى لو انضم حزب جسر، الذي تجاوز لأول مرة العتبة الانتخابية وحصل على أربعة مقاعد، فغن هذا المعسكر سيحصل على 58 مقعدًا فقط.

لذلك، من المعقول الافتراض، وفقا لهذه النتائج، أن بنيامين نتنياهو سيحصل على تفويض لتشكيل الحكومة، مع حصول الكتلة اليمينية على 62 مقعدًا.

على الرغم من قرار المحكمة العليا إلغاء ترشيح ميخائيل بن آري في الانتخابات، فإن تحالف الأحزاب اليمينية يحصل على 7 مقاعد، فيما يحصل حزب بينت وشكيد “اليمين الجديد”، على 5 مقاعد (انخفاض بمقعد واحد عن الأسبوع الماضي)، في حين يواصل حزب هوية بقيادة موشيه فايغلين اكتساب الزخم ويحصل على 6 مقاعد.

كما فحص الاستطلاع موقف الجمهور من شطب ترشيح بن آري. وقال 54٪ إن المحكمة العليا كانت محقة في قرارها، بينما قال 46٪ إن القرار غير صحيح. وعلى الرغم من أن معظم المجيبين أيدوا قرار المحكمة العليا، إلا أن النسبة العالية من المعارضين للقرار يمكن أن تعلمنا شيئا عن ثقة الجمهور في المحكمة. وفحص الاستطلاع أيضًا الموقف بشأن قضية اختراق هاتف غانتس وتأثير ذلك على أدائه. باستثناء أولئك الذين أجابوا أنهم لا يعرفون (28 ٪ من الجمهور)، قال 68 ٪ إن هذه القضية لا تلحق الضرر بقدراته، بينما يعتقد 32٪ أنها تسبب له الضرر.

وقد أجري الاستطلاع بين 613 مواطنا يمثلون عينة تمثيلية من السكان البالغين، مع خطأ في أخذ العينات بنسبة 4 ٪.

 

مقالات

المدعي العسكري ليس مذنبًا

يكتب يسرائيل هرئيل، في هآرتس، انه في اليوم التالي للعملية التي قتل فيها الرقيب غال كايدان والحاخام أحيعاد اتنغر، زار وزير الأمن بنيامين نتنياهو موقع الحادثة. ورفض الوزير المسؤول التطرق إلى أداء القوات وقال، كما يقولون دائما في حالات محرجة “سنحقق وسنستخلص الدروس”. كما وقف الجنرال احتياط آفي مزراحي، الذي كان قائدا للمنطقة الوسطى، مدافعا عن الجيش. في مقابلة مع الإذاعة ردد مزراحي الشعار بأن الجيش الاسرائيلي هو جيش يفحص نفسه، ويستخلص الدروس ويحسّن أداءه. مزراحي عاد وقال إن الحادثة في اريئيل كانت “تكتيكية”. هذا يعني أنه لا توجد أهمية كبيرة للقتيلين والجريح، على المستوى الوطني الاستراتيجي.

​لو كانت هذه حادثة فردية لكان يمكن التسليم بتعريفها، حتى لو كان بأثر رجعي. ولكن أغلبية العمليات الأخيرة، مثل العمليات في اريئيل وعوفرا وبيت ايل ومفترق أساف (المسمى على اسم أساف هيركوفيتش، إبن عوفرا، الذي قتل في كمين للمخربين بعد شهرين من مقتل والده آريه في كمين مشابه)، كانت شبه متشابهة: مخرب يطعن جندي، يختطف سلاحه ويطلق النار ويقتل شهداء آخرين، يهرب من المكان ويستمر في عمليات القتل في منطقة مجاورة، وفي النهاية ينجح في الهرب. إذا ربطنا الأحداث التي لا يؤدي فيها جنود وضباط الوحدات الميدانية مهامهم في ضوء تحديات أساسية كهذه، فسنجد أمامنا ظاهرة مثيرة للقلق على المستوى الوطني. هل سيوافق الجنرال مزراحي على ما قلته بأن تراكم مثل هذه الإخفاقات “التكتيكية” يدل على ظاهرة جوهرية واستراتيجية؟

​في 8 كانون الثاني 2017 قامت وحدة من الجنود المتدربين من مدرسة التدريب رقم 1 بنزهة في متنزه حي المندوب السامي في القدس. وقد اندفع مخرب نحوهم بسيارته وقتل أربعة منهم وأصاب 13 آخرين. معظم زملائهم كانوا مسلحين ولم يستخدموا بنادقهم. وقام مواطن بتحييد المخرب بواسطة مسدسه. نموذج مثل هذا الأداء يكرر نفسه في عملية بعد عملية، وفي تحقيق بعد تحقيق، وفي “استخلاص للدروس” بعد “استخلاص للدروس”. إذا اندلعت حرب، لا سمح الله، فانه سيتم إرسال وحدات كهذه إلى ساحة المعركة. إذا لم يستطع جنودها التغلب على مخرب واحد فكيف سيقفون أمام جيوش مسلحة ومدربة مثل حزب الله وحماس وربما حتى جيوش دول؟

​نفتالي بينت، عائلة اتنغر الثكلى والكثيرين غيرهم، يعيدون هذه الإخفاقات غلى خوف الجنود من التورط مع الجهاز القضائي. أحقًا؟ جندي يجد نفسه في وضع يشبه ما حدث في اريئيل يعمل بصورة غريزية ويفكر كيف ينقذ حياته، وليس بالشرطة العسكرية المحققة أو اليؤور ازاريا. ليس المدعي العام الرئيسي هو المسؤول عن اكتشاف إخفاقات في الأداء في عدد غير قليل من الوحدات الميدانية. صحيح أنه لا يوجد دخان بدون نار، لكن تعليق طوق الإهمال على جهاز القضاء، هو أيضا هروب من الواقع.

​لجنة فينوغراد التي حققت في إخفاقات حرب لبنان الثانية وجدت أن أداء معظم القوات كان معيبا. في السنوات الأولى بعد هذه الحرب بشرتنا القيادة العليا مرة تلو الأخرى بأن الجيش يتدرب ويتسلح وأن العيوب تم إصلاحها، والمعنويات ارتفعت والجيش “عاد إلى نفسه”. جاءت سلسلة المعارك الفاشلة في غزة وأثبتت أن ازمه الأداء، غالبا أداء القيادة العليا، لم تنته.

​الجيش الاسرائيلي وخاصة سلاح البر يحتاج إلى هزة قوية. من اجل ذلك عليه الاعتراف بأن الإخفاقات في الأحداث الأخيرة هي جوهرية. إذا كان رئيس الأركان الحالي سيعتبرها إخفاقات صغيرة، محلية، أي تكتيكية، فان نتائج المعارك القادمة ستكون بالضرورة مثل نتائج حرب لبنان الأولى وحرب لبنان الثانية وعملية الرصاص المصبوب وعملية الجرف الصامد.

محور النفط: طريق الاعتراف الأمريكي بهضبة الجولان بدأت بمشروع طاقة في تكساس

يكتب رئيس تحرير “هآرتس”، ألوف بن، أن المسؤول الوحيد عن تغيير السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، والذي لم يحظ حتى الآن بالاعتراف المطلوب من زعماء إسرائيل، هو جورج ميتشل. لا، ليس السناتور السابق الذي حاول ذات مرة التوسط بين بنيامين نتنياهو ومحمود عباس وفشل، بل مهندس ورجل أعمال من تكساس، الذي أصبح ثرياً من حفر آبار النفط.

ميتشل صمم، وخلافاً للرأي الذي كان مقبولاً في حينه في الصناعة، أنه يمكن استخراج الطاقة من الصخور العميقة بتقنية التكسير الهيدروليكي، بسعر اقتصادي معقول. حاول مرة تلو الأخرى إلى أن حقق قبل عشرين سنة تقريباً اختراقا تكنولوجيا، أدى إلى استخراج تجاري للنفط والغاز الطبيعي بواسطة التكسير.

اكتشاف ميتشل حول في السنوات الأخيرة الولايات المتحدة إلى مستخرجة النفط الكبرى في العالم، ومنحها استقراراً في الطاقة وحررها من اعتمادها المخيف على السائل الأسود من الشرق الأوسط. لقد انتهى الخوف من نفاذ احتياطي النفط، وانتهت أزمة الطاقة وانتقلت من تقديرات الاستخبارات إلى كتب التاريخ، والأنباء السيئة استبدلت بأنباء متفائلة عن زيادة تصدير النفط الأمريكي. النتيجة تمثلت بسرعة في السياسة الخارجية. الميل لشن حروب وإرسال قوات إلى الشرق الأوسط استبدل بإعادة الجنود إلى البيت، والسياسة الأمريكية في المنطقة تحررت من القبضة القمعية السعودية، التي سيطرت على سوق النفط العالمي خلال عشرات السنين وحظيت بنفوذ كبير في واشنطن.

براك أوباما استغل هذه الفرصة من أجل التقرب من إيران على حساب السعودية وإسرائيل، لكنه لم ينجح في إحداث ثورة أساسية في العلاقة مع طهران، خلافاً للاتفاق على المشروع النووي. واختار دونالد ترامب أن يغامر من جديد مع إيران، وفوق كل ذلك، أن يقطع التوازن الذي سار فيه كل أسلافه منذ 1948 بين القوة الإسرائيلية والقوة السعودية في السياسة الأمريكية. ترامب قرر في السنة الماضية نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وأمس (الخميس) اعترف بسيادة إسرائيل في هضبة الجولان. في الحادثتين كسر الطابو الذي استمر سنوات كثيرة في السياسة الخارجية الأمريكية دون أن يخشى من ردود غاضبة من دول الخليج، والتهديد بالمقاطعة وإحراق العلم الأمريكي في العواصم العربية. هكذا وصفوا ذات يوم نتائج بوادر حسن النية الأمريكية لإسرائيل. ترامب لم يسارع إلى نشر خطته للسلام، وطرح تنازلات إسرائيلية على الفلسطينيين، أو تبني مبادرة السلام السعودية من العام 2002 مقابل الهبات التي يغدقها على رئيس الحكومة نتنياهو.

عند عودته إلى السلطة، قبل عقد، تحدث نتنياهو عن الأهمية السياسية لتقليص الاعتماد على النفط، وحتى أنه شجع أبحاثاً إسرائيلية لتطوير طاقة بديلة. لقد كان يأمل بأن الاستغناء عن النفط سيضعف القوة السياسية للعرب وتأثيرهم على الدول الغربية. تحليله الاستراتيجي تبين أنه دقيق، لكن تقديره التكنولوجي كان متشائماً. هو لم يتخيل ذلك، أن استقلال الطاقة الأمريكي كان ينتظره قريباً في الزاوية، وأنه حتى في ولايته ستتغير كثيراً السياسة العالمية. يجدر، وبسخرية تاريخية، أن يسمى الشارع الرئيسي الذي يخترق الجولان باسم “شارع النفط”.

ماذا سيحدث الآن؟ مثلما أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس لم يؤد إلى موجة دولية من نقل للسفارات، يمكن الافتراض أيضاً أن تغريدة الاعتراف لترامب بالجولان كجزء لا ينفصل من إسرائيل، كاسم الحملة لسكان الجولان بقيادة شمعون شباس، التي قادت إلى قانون الضم من قبل حكومة بيغن في 1981 ـ لن تجر خلفها الاتحاد الأوروبي ودول كبيرة أخرى لاعتراف مشابه. سيتمسكون بسياستهم القديمة، التي ترفض تطبيع الاحتلال الإسرائيلي في حرب الأيام الستة بدون موافقة الجانب العربي.

في الساحة الداخلية، في المقابل، سيكون للاعتراف الأمريكي بضم الجولان تداعيات هامة جداً. اليمين سيزيد ضغطه لفرض القانون الإسرائيلي على مناطق ج في الضفة الغربية التي توجد فيها كل المستوطنات والتي يوجد فيها عدد قليل من الفلسطينيين. نتنياهو وجهاز الأمن الذين رفضوا حتى الآن الضم الرسمي للمنطقة وفضلوا سيطرة إسرائيلية زاحفة، سيجدون صعوبة متزايدة في الادعاء بأن “العالم لن يسمح”. المستوطنون ومن يؤيدونهم سيسألون لماذا يعترف ترامب بكتسرين وعين زيفان ولا يعترف بأريئيل وبيت ايل.

ها هي إسرائيل في الجولان غيرت موقفها من تسوية جغرافية إلى ضم، وهذا نجح. حول ذلك سيجري النقاش السياسي في ولاية الحكومة القادمة. وإسرائيل ستواصل الغرق في تخليد النزاع مع جيرانها بدل البحث عن مخرج منه.

يرفض أن يكون بديلًا

تكتب “هآرتس” في افتتاحيتها الرئيسية، أن رئيس حزب “أزرق أبيض”، أجرى يوم الأربعاء، ثلاث مقابلات مع محطات تلفزيونية مركزية. ولقد كانت إجاباته على معظم الأسئلة موضوعية معتدلة ومعقولة. لكن غانتس فشل في موضوعين أساسيين لا يمكن التساهل بهما. الموضوع الأول هو تهرّبه في جميع مقابلاته من إعطاء رد واضح حول ما إذا كانت قائمته تؤيد حل الدولتين. من الصعب التصديق ألاّ يحظى سؤال أساسي كهذا بإجابة واضحة باستثناء كلام مراوغ وجبان.

لماذا لا يكون الشخص الذي يدّعي أنه يمثل البديل لحكم بنيامين نتنياهو، مستعداً للكشف عن موقفه من موضوع مصيري وهو حل المشكلة الفلسطينية؟ لماذا لا يجرؤ من يدّعي أنه البديل لنتنياهو وأنه أكثر اعتدالاً منه، على التعبير عن تأييده لحل أيّده حتى نتنياهو؟ إن البديل الوحيد لحل الدولتين هو حل الدولة الواحدة. وثمة شك في أن غانتس يتبناه. إن التهرب من تأييد الحل الوحيد المتبقي لا يثير أملاً كبيراً بالشجاعة السياسية لمن يدّعي أنه البديل.

الموضوع الثاني والأخطر هو موقف غانتس من الأحزاب العربية. فقد قال إنه لن يُجري أي حوار سياسي مع ممثلي الأحزاب العربية. “الزعامة السياسية للعرب في إسرائيل ارتكبت خطأ كبيراً. فهي تتحدث ضد دولة إسرائيل، لذلك لا أستطيع إجراء حوار سياسي معها”، قال للقناة 11. بذلك ينضم غانتس إلى اليمين الذي يعمل على نزع الشرعية عن التمثيل السياسي للمواطنين العرب في إسرائيل.

علاوة على ذلك، فإنه في رفضهم، أعلن غانتس في الواقع أنه يتنازل عن فرصة تشكيل حكومة بقيادته. هل يجب على المرء أن يستنتج من هذا أنه يتطلع إلى شغل منصب وزير الأمن في حكومة نتنياهو؟ ففي نهاية الأمر، لن تكون هناك في الواقع الحالي أي طريقة لمنع نتنياهو من تولي رئاسة الحكومة، دون إدراج أصوات الأحزاب العربية. إن رفضهم المسبق، كما لو كانوا مجذومين، يثير الشك في أن غانتس غير جاد في إسقاط نتنياهو.

غانتس هو الوحيد الذي يستطيع إسقاط نتنياهو. وكل شخص سئم من استمرار حكم الليكود يجب أن يقلقه هذا الموقف الانهزامي الذي يتخلى مسبقاً عن فرصة التغيير.

الأمر الخفي في أبواب البلدة القديمة يثير خيال الباحثين

يكتب نير حسون في “هآرتس”، أنه في نيسان 1969 وبعد ليلة ماطرة وصل الباحث الأمريكي جيمس فلمينغ لإجراء بحث حول البوابة المغلقة في سور البلدة القديمة في القدس، وهي الوحيدة التي تتجه مباشرة إلى الحرم. لقد سار بمحاذاة البوابة من الجانب الخارجي المتوجه إلى المقبرة الإسلامية. وفجأة انشقت الأرض تحت أقدامه وسقط في بئر كبيرة. “كنت مشوشاً، ولكنني لم أصب بأذى”، كتب في مقال نشره في مجلة “BAR”. “نهضت وحاولت تركيز نظري على الضوء الضبابي الذي انبثق من الفتحة الواقعة فوق رأسي. فجأة فهمت أنني أقف داخل كومة من العظام لـ 30 أو 40 شخصاً والذين تم، على ما يبدو، دفنهم في قبر جماعي. بعض العظام ما يزال مرتبطاً بغضاريف، الأمر الذي يشير إلى أنها دفنت في المئة سنة الأخيرة.”

لقد قدر فلمينغ أن العظام كانت مرتبطة بإحدى موجات العنف التي اجتاحت الشرق الأوسط في المئة سنة التي سبقت زيارته: الحرب العالمية الأولى، التمرد العربي أو حرب الاستقلال. في اليوم التالي عندما عاد إلى المكان كانت البئر مغلقة ثانية. ولكن قبل خروجه من البئر نظر مرة أخرى حوله ولاحظ قوساً قديماً، والذي، حسب تقديره، يرتبط بالبوابة السابقة التي كانت تقوم في المكان قبل بناء باب الرحمة، كما نعرفه اليوم. لغز الهياكل العظمية لم يحل حتى الآن، والقوس سيتحول إلى جزء من النقاش الواسع بين رجال آثار، باحثي الفنون ومؤرخين في أحد المباني التاريخية الغامضة جداً في البلدة القديمة ـ باب الرحمة.

باب الرحمة وبيت البوابة الملاصق له ـ المعروف مؤخراً باسمه العربي باب الرحمة ـ وصل إلى العناوين في أعقاب مواجهة بين الأوقاف وشرطة إسرائيل على بيت البوابة. فقد فتحت الأوقاف مبنى باب الرحمة في خطوة أحادية الجانب قبل شهر تقريباً، ومنذ ذلك الحين يتم استخدامه للصلاة. من جانبها اعتقلت الشرطة حراس الأوقاف وأبعدت عشرات الأشخاص عن الحرم وأصدرت أمر إغلاق للموقع. ويطالب أمناء جبل الهيكل ومنظمات يمينية الحكومة بإغلاق المبنى. ومن جهتهم يرفض المصلون المسلمون أي اقتراح للتسوية، وحكومة الأردن وحكومة إسرائيل تحاولان إيجاد حل متفق عليه للأزمة.

هذه المواجهة ليست المواجهة الأولى حول باب الرحمة. الباحثون لا ينجحون في التوصل إلى اتفاق بشأن أي مسألة من المسائل الهامة في تاريخ هذا المبنى: من قام ببنائه؟ متى؟ ولماذا هو مغلق؟ ولأي غرض استخدم طوال هذه السنين؟ عمليًا، فغن الضباب الذي يلف البوابة يرتبط أيضاً بالدور الذي أعد لها في الآخرة حسب الديانات الثلاث التوحيدية. ولكن بشكل خاص لليهودية والإسلام.

الصليب المقدس

المقاربة المقبولة على معظم الباحثين تربط بين البوابة وباقي المباني السابقة في الحرم، وتنسبها إلى نشاطات البناء للحكام الأمويين، الحكام المسلمين الكبار الذين بنوا القدس والمساجد في الحرم في نهاية القرن السابع. آخرون قالوا إن من بناها هو القيصر البيزنطي هرقل في بداية القرن نفسه. الادعاءات بشأن نسبها للفترة الإسلامية ترتكز على أنه حسب كل الدلائل، اهتم الحكام البيزنطيون جداً بالقدس، لكن ليس بالحرم. فإبقاء الحرم على خرابه كان جزءاً هاماً في العقيدة المسيحية للبيزنطيين لأن هذا يعتبر دلالة على انتصار المسيحية على اليهودية.

“الخراب هو دليل على الهزيمة وكانت لهم مصلحة في إبقاء الحرم مهجوراً”، قالت البروفيسور رينا تلغام من الجامعة العبرية، الباحثة في تاريخ الفن في الشرق الأوسط. حسب أقوالها “هناك فترتان كبيرتان في الحرم، الهيرودية والأموية. الأمويون يضللون أحياناً، لأنهم استخدموا عناصر هندسية معمارية بيزنطية بشكل ثانوي، ولكننا لا نرى هنا أي دليل على الاستخدام الثانوي. رؤوس الأعمدة ليست بيزنطية بل أموية قديمة تناسب القرن السابع”. هذا الموقف تؤيده أيضاً شولميت غارا التي كتبت رسالة الدكتوراه عن البوابة، وعالم الآثار مئير بن دوف ومعظم الباحثين الذين درسوا مباني الحرم يؤيدون ذلك أيضاً. حقيقة أن البيزنطيين لم يبنوا أي شيء في الحرم وتشابه البوابة مع المباني الأخرى في الحرم، تعزز مقاربة المعسكر الأموي في النقاش.

ولكن عالم الآثار، البروفيسور دان باهط، من أهم الباحثين في موضوع القدس، يقترح تفسيراً آخر يعطي أيضاً علاقة تاريخية محددة بالبوابة. الدليل الأول الذي يطرحه باهط، يتعلق بمكان البوابة، الذي يقع في مكان غير منطقي مقارنة ببقية مباني الحرم – فهو بعيد عن المحور الذي يؤدي إلى قبة الصخرة. لذلك، يعتقد باهط أنه من غير المعقول أن من بنى الحرم كان سيبني البوابة بالضبط في هذا المكان. في المقابل، بنظرة إلى الغرب نرى أن البوابة تقوم على محور واحد مع مبنى هام آخر في البلدة القديمة وهو كنيسة القيامة.

باب الرحمة، حسب باهط، بني على أيدي البيزنطيين الذين سبقوا الأمويين وقد فعلوا ذلك لهدف هام وهو أن يعيدوا إلى المدينة الصليب المقدس. في العام 614 احتل الفرس القدس ووقع الصليب المقدس ـ الذي تقول المعتقدات إنه تم صلب المسيح عليه ـ سبياً وتم نقله إلى بلاد الفرس. بعد 15 سنة، في 629، قاد القيصر هرقل الجيش البيزنطي إلى الانتصار على الفرس ووضع يده على الصليب. وقام هرقل، كما هو موثق في عدد كبير من الأيقونات المسيحية، بإعادة الصليب في مسيرة كبيرة إلى كنيسة القيامة في القدس.

ولكن باهط يريد التوضيح بأنه لم يفعل ذلك فوراً في نهاية المعارك: “في البداية أخذ الصليب في مسيرة كبيرة إلى القسطنطينية، وذلك في 14 أيلول 629 ـ وحتى الآن يعتبر هذا التاريخ هو يوم تمجيد الصليب. وفي آذار 630 فقط، أحضر الصليب إلى القدس. هذا يعني أنه كان لديه أكثر من نصف سنة لبناء البوابة. وربما لم يستكمل بناءها لكن من الواضح أنه بدأ في بنائها”. حسب المعتقدات، كان من المهم لهرقل، إدخال الصليب إلى القدس عبر بوابة شرقية، على غرار المسار الذي قطعه المسيح عندما دخل إلى المدينة عشية موته. هذا أيضاً يفسر لماذا تقع البوابة على محور مباشر مع الكنيسة. ويقول باهط: “المقاسات بيزنطية، النقوش بيزنطية، السبب الوحيد لبنائها هو بيزنطي، في كل الفترات الإسلامية كانت مغلقة، ولكن هل هي إسلامية؟ كيف يمكن أن يكون ذلك؟”

إغلاق الطريق

النقاش حول تأريخ البوابة يطرح سؤالاً آخر: ما هو هذا القوس الذي شاهده فلمينغ في اليوم الذي سقط فيه في حفرة العظام؟ حسب عدد من الباحثين، الأمر يتعلق ببقايا بوابة قديمة، ربما تعود حتى إلى عهد الهيكل الثاني. باهط يعتقد أن الأمر يتعلق بجزء من مبنى أساسات البوابة البيزنطية. سؤال آخر يحتاج إلى الإجابة وهو متى ولماذا أغلقت البوابة؟ إذا كانت حقاً بيزنطية، ربما أغلقها الأمويون كجزء من بناء مجمل الحرم في القرن السابع. وهناك تفسير آخر يقول إن المكان أصبح مقدسًا خلال العهد الإسلامي والمقبرة الواقعة في جانبه الخارجي، أصبحت شعبية، وبكل بساطة أغلقت القبور الطريق إلى البوابة إلى درجة أنه لم يكن هناك مبرر لفتحها.

وهناك تفسير ثالث يقول إن الحكام المسلمين أرادوا تعزيز المدينة الواقعة غرب الحرم، لذلك أغلقوا البوابة من أجل إجبار المؤمنين الذين جاؤوا للصلاة في المسجد الأقصى على المرور عبر المدينة في الطريق إلى المسجد. والتفسير الرابع الذي يطرحه باهط يرتبط بقرار الحاكم الملك المعظم عيسى، ابن شقيق صلاح الدين، هدم تحصينات القدس في 1227، لأنه خشي من عودة الصليبيين واحتلال المدينة وأراد منعهم من السيطرة عليها.

قبل ذلك، في يوم احتلال القدس من قبل الصليبيين في عام 1099، أحد أكثر الأيام دموية في تاريخ المدينة، تم فتح بوابة الرحمة. وفقا لمصادر الصليبيين، في نفس اليوم، امتنع قائد القوة المحتلة، غوتفريد مافوين، عن المشاركة في ذبح اليهود والمسلمين في المدينة. وبدلاً من ذلك، خلع درعه وارتدى ملابس نظيفة ودخل المدينة عبر بوابة الرحمة، على شاكلة تكرار رحلة يسوع. خلال الفترة الصليبية، تم فتح البوابة مرتين في السنة خلال الأعياد.

مع ذلك، بقيت البوابة مغلقة في أيام الصليبيين كما في غالبية الفترات التاريخية، إلا في الأعياد. ومما لا شك فيه أن إغلاق البوابة ساهم في دورها في أسطورة الآخرة التي تقول بأنها ستفتح لاستقبال المسيح، حسب اليهودية، أو استقبال المؤمنين المسلمين الذين سيسيرون على جسر ضيق من جبل الزيتون إلى الحرم، ستكون جهنم تحته. لقد التصق اسم باب الرحمة بهذا المكان بالعبرية والعربية في نهاية القرن العاشر. ويقول باهط: “ليس من الواضح من الذي نسخ الاسم عن الآخر”.

في النقاش الذي جرى في الأشهر الأخير حول البوابة طرح سؤال آخر: لأي غرض تم استخدام البوابة الكبيرة طوال السنين؟ أمناء جبل الهيكل وحركات اليمين يدعون مؤخراً بتشدد، أن المبنى لم يستخدم في أي يوم كمسجد. “في الـ 1400 سنة الأخيرة لم يكن أي مسجد هنا، والمسلمون لم يقولوا في أي يوم بأن هذه منطقة مقدسة سوى في الشهر الأخير»، قال يخين زيك، من حركة رجافيم، في فيلم قصير نشرته الحركة في هذا الأسبوع. وقد التمست هذه الحركة إلى المحكمة العليا مطالبة بإجبار الدولة على إغلاق المبنى. وفي الالتماس تكرر الادعاء بأن المبنى لم يستخدم كمسجد في أي يوم.

ولكن المصادر التاريخية تشير إلى واقع آخر. الباحث في الشؤون الإسلامية، البروفيسور عميكام العاد، قال إنه كان للبوابة مكانة هامة في التراث الإسلامي السابق المرتبط بالآخرة. جزء منها متأثر بالتراث اليهودي. كما توجد شهادات على وجود مدرسة إسلامية هامة جداً عملت في المكان في القرن الحادي عشر. بعد ذلك، في القرن الرابع عشر وصف عالم الجغرافيا شهاب الدين العمري، الذي زار القدس، مسجداً نشيطاً في المكان: “يبلغ طوله من الشرق إلى الغرب 30 ذراعاً وعرضه من الجنوب إلى الشمال 14.5 ذراع. ومحراب مساحته 3.25 ذراع ويصلي فيه إمام خاص بالمسجد. هذا المسجد يمتد على بوابتين تسميان باب الرحمة.”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق