بيان “حماس” : قراءة أولية
بيان حركة حماس جاء لتبرير عمليات القمع الوحشي لشباب الحراك السلمي، واعتقال وتعذيب واذلال مناضلين شرفاء أمضوا معظم حياتهم في سجون الاحتلال، والاعتداء البربري على الصحفيين والعاملين في المنظمات الحقوقية، وحملات الاقتحام للبيوت والاعتداء المادي واللفظي على الأطفال والنساء، تحت مبررات “إحباط المؤامرة” التي تقف وراءها أجهزة أمن رام الله.
وهو يتحدث بلغة الأسف ، لا الاعتذار “عن أي ضرر… اصاب احد”، ويطالب الأجهزة الامنية، التي نكلت بأبناء شعبنا وتعدت على حقهم في التجمع السلمي والاحتجاج، “باعادة الحقوق”، بدلا من إعلان تشكيل لجنة تحقيق للكشف عن المسؤولين عن هذه الممارسات المخالفة للقانون ومحاسبتهم.
ايضا هي تحمل المسئولية عن الأوضاع الكارثية لقطاع غزة لاطراف خارحية، اي للحصار الإسرائيلي والدولي وحكومة رام الله، وهذا صحيح، ولكنها تتنصل من أي مسئولية تتحملها هي ، بحكم حكمها المنفرد لغزة، وتشاركها في المسئولية عن الانقسام الكارثي، واقامتها لنظام حكم زبائني وإدارتها الاقتصادية الفاشلة لشئون القطاع وإرهاق المواطنين بالضرائب والجباية، وقمع الحريات، و اصرارها على التمسك بالسلطة في غزة باي ثمن.
لذلك فإن المطلوب من حماس، من أجل تجاوز حالة الاحتقان الداخلي وتهيئة المناخ لاستعادة الوحدة الميدانية في مواجهة التحديات التي يواجهها شعبنا، الاستجابة لنداءات القوى السياسية والمدنية من خلال :
– إعلان صريح بالاعتذار لشعبنا المحاصر الصامد والمقاوم عن كل عمليات القمع والتنكيل والإساءة.
– الإفراج الفوري عن كافة المعتقلين في سجون أجهزة حماس على خلفية المشاركة في الحراك.
– تشكيل لجنة تحقيق وطنية للكشف عن المسؤولين عن عمليات القمع والتنكيل المخالفة للقانون ومحاسبة كل المتورطين بالمسئولية عنها.
– إتخاذ قرارات وإجراءات عاجلة من أجل تخفيف الأعباء عن سكان غزة المحاصرين.
– إعلان صريح بالاستعداد للتخلي الفعلي عن حكم قطاع غزة المنفرد، بما يهيئ المناخ لاستعادة الوحدة الوطنية على أسس الشراكة الكاملة في تحمل المسئولية عن معانيات شعبنا في كل مكان، وبرنامج لمواجهة التحديات الكبرى التي تتهدد حقوق شعبنا وقضيته الوطنية بالتصفية.
من جهة اخرى، مطلوب من حركة فتح وحكومتها في رام الله الكف عن التعامل الاستخدامي المقيت لمعانيات أهالي غزة، التي تتحمل هي جزء كبير من المسئولية عنها من خلال العقوبات وسياسة قطع واقتطاع الرواتب، والتوقف ايضا عن توظيف ما يجري في غزة في إطار صراعها مع حماس على السلطة، والاستجابة لجهود المصالحة الوطنية على أسس الشراكة الكاملة، دون إقصاء لأحد او تفرد في صنع القرار.