اخبار العالم العربي

مركز التخطيط الفلسطيني ينظم ورشة عمل بعنوان “دور مجموعة بريكس في دعم القضية الفلسطينية”،

غزه-همسة سماء ألثقافه – يحي قاعود12782504_1714184668865568_443871562_n

نظم مركز التخطيط الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية ورشة عمل بعنوان  “دور مجموعة بريكس في دعم القضية الفلسطينية”، الأربعاء في مقر المركز بغزة.

قدم الاستاذ يحيى قاعود الباحث في الشؤون السياسية، ورقة عمل بعنوان “دور مجموعة بريكس السياسي في دعم القضية الفلسطينية”. وتطرق في ورقته للأسباب والدوافع التي أدت إلىإنشاء مجموعة بريكس التي كان لها أثر مباشر في الشؤون السياسية 12769382_1714184692198899_296045890_nوالاقتصادية على المستوى العالمي، وأكدت بأنها أكثر من مجرد أحرف، ما ينبئ بأننا نشهد ولادة قطب جديد في النظام الدولي- عالم متعدد الأقطاب. وتكتسب مجموعة بريكس أهميتها الدولية من عدة مؤشرات أهمها: عدد سكان هذه المجموعة يساوي 43% من عدد سكان العالم. ويقدر نصيبها من التجارة العالمية بحوالي 18%. وتشتمل مجموعة بريكس على دولتين لهما مقعد دائم العضوية في الأمم المتحدة. وتضم مجموعة بريكس ثلاث دول نووية. ومعظم دول المجموعة لها مصالح استراتيجية عليا في المنطقة العربية

وعرض مواقف مجموعة بريكس السياسية تجاه القضية الفلسطينية المؤيدة لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967م والتزامهم بتحقيق تسوية شاملة وعادلة ودائمة للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني وفق قرارات الشرعية الدولية، ورفض المجموعة البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 وذكر قاعود آليات تفعيل دور مجموعة بريكس لإنهاء الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، كما يلي: أولاً: تنشيط الدبلوماسية الفلسطينية مع دول مجموعة البريكس، وتحويل المواقف السياسية للمجموعة إلى أفعال سياسية. ثانياً: تعزيز دور مجموعة بريكس في إنهاء الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني فهي تمتلك قوة تؤهلها لأن تلعب دور مهم وبارز في إنهاء الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني إذا ما أرادت ذلك، وعلينا الضغط بهذا الاتجاه. ثالثاً: تفعيل العلاقات الثنائية بين السلطة ودول مجموعة بريكس، فتاريخ العلاقات الثنائية بين منظمة التحرير الفلسطينية ودول مجموعة بريكس خاصة روسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، كانت قوية جداً وتميزت بالدعم المادي والمعنوي للقضية الفلسطينية، وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي، وإقامة نظام عالمي جديد تميزت العلاقات الثنائية بالثبات. فيما أقامت إسرائيل علاقات دبلوماسية واقتصادية مع دول المجموعة، وهذا يستدعي منا إعادة تفعيل العلاقات الثنائية، من أجل كسب دعم مجموعة بريكس، وأن علاقات دول مجموعة بريكس الثنائية مع الجانبين تتيح لها فرصة تذيل العقبات وإعادة الطرفين لمسار التسوية السياسية. رابعاً:  وضوح الخطاب الفلسطيني الموحد والموجه لدول بريكس بالثقافة واللغة التي تفهمها، خاصة أن معظم دول المجموعة خضعت للاستعمار، فهي تتفهم بطش الاحتلال أكثر من غيرها من الدول. وتحديد ماذا نريد منهم؟، وكيف نريد ذلك؟، هل نريد دعم دولي والضغط على إسرائيل من أجل تنفيذ التزاماتها في عملية السلام، أو نذهب أبعد من ذلك بطلب من مجموعة بريكس والاتحاد الأوروبي بعقد مؤتمر دولي للسلام في إطار الأمم المتحدة من أجل انهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية. وهذا ما تحدده الدبلوماسية الفلسطينية، ومدى استجابة مجموعة بريكس للعب دور فاعل ومؤثر لإنهاء الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني.

وقدم الباحثان أ. رائد حلس وأ. محمود عيسى المتخصصان في الشؤون الاقتصادية، ورقة عمل بعنون: “دور مجموعة بريكس في دعم الاقتصاد الفلسطيني”. وتحدث الباحثان عن القوة الاقتصادية لدول مجموعة بريكس، حيث تشير البيانات الصادرة عن صندوق النقد الدولي أنّ دول البريكس تستحوذ على 30% من الناتج المحلّي الإجمالي العالمي، إلا أن هناك فوارق أساسية بين دول البريكس الخمسة من حيث مساهمتها في هذا الناتج, فالصين صاحبة الاقتصاد الأكبر في المجموعة, تساهم وحدها من 61.10% من الناتج المحلّي الإجمالي، يليها البرازيل بنسبة 13.85%, ثم الهند بنسبة 12.03%, وروسيا بنسبة 10.93%, بينما لا تتعدّى مساهمة جنوب أفريقيا فيه 2.06% فقط.

وتهدف دول البريكس: إلى تبني إستراتيجية للتعاون الاقتصادي حتى عام 2020 مع خلق 50 مشروعاً استثمارياً في دول المجموعة, والدعوة لإصلاح المؤسّسات الماليّة العالميّة, والسعي لخلق وكالة للتصنيف الائتماني خاصّة بدول البريكس، لتجنّب التسييس الذي طال خفض التصنيف الائتماني لروسيا إلى درجة أقل من المتوسط من قبل وكالات التصنيف العالمي, وإنشاء صندوق احتياطات نقديّة لدول البريكس, وبنك التنمية برأسمال إجمالي 200 مليار دولار, كقاعدة لتنسيق سياسة الاقتصاد الكلّي, ولعب دول المجموعة دوراً مهمّاً وحاسماً في الاقتصاد العالمي وهو ما سيتم تفعيله بتمويل بنك التنمية لأول مشروع في إبريل 2016.

وحول حجم التبادل التجاري الفلسطيني مع دول البريكس : من خلال رصد إحصاءات التجارة الخارجية المرصودة السلع والخدمات الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني للفترة 2014-2006, نلاحظ أن حجم التبادل التجاري الفلسطيني مع دول هذه المجموعة لا يزال محدوداً, وبلغة الأرقام فقد بلغ إجمالي الصادرات الفلسطينية إلى دول هذه المجموعة 3.613 مليون دولار وشكل ما نسبته 0.04% من إجمالي الصادرات بينما بلغت الواردات 2014.057 مليون دولار بنسبة 5.9% من إجمالي الواردات, وبذلك بلغ حجم التبادل التجاري الفلسطيني مع دول هذه المجموعة 2017.670 مليون دولار بنسبة 4.6% من إجمالي حجم التبادل التجاري مع كل دول العالم, في المقابل بلغ حجم التبادل التجاري الفلسطيني مع إسرائيل لوحدها 34667.91 مليون دولار وبنسبة 78.9% من حجم التبادل التجاري الفلسطيني الإجمالي خلال نفس الفترة.

ويعود سبب تدني حجم التبادل التجاري الفلسطيني مع دول البريكس إلى أن أداء قطاع التجارة الخارجية الفلسطينية خضع لإحكام السياسة التجارية الإسرائيلية نتيجة بروتوكول باريس الاقتصادي الذي عمق التبعية الاقتصادية لإسرائيل وباتت السياسة التجارية انعكاساً تلقائياً للسياسة التجارية الإسرائيلية وبالتالي أصبح اعتماد التجارة الفلسطينية على التجارة مع إسرائيل بشكل مباشر وقسري. وحول المساعدات الخارجية التي تقدمها دول البريكس إلى فلسطين: على الرغم من أن دول البريكس من أكثر الدول تعاطفاً مع القضية الفلسطينية, إلا أن المساعدات الخارجية التي تقدمها الدول لا يزال محدوداً ولا يرتقي مع مواقف هذه الدول الداعم والمساند للقضية الفلسطينية

وذكر المختصان في الشؤون الاقتصادية آليات تفعيل دور مجموعة البريكس لدعم الاقتصاد الفلسطيني: على المستوى الاقتصادي، تزخر دول البريكس بموارد جغرافية و بشرية هامة, لذلك لابد من استثمار مقدرات هذه المجموعة وتفعيل دورها الاقتصادي لدعم الاقتصاد الفلسطيني من خلال عقد اتفاقات تجارية لزيادة حجم التبادل التجاري مع دول المجموعة, واستثمار الموقف السياسي المتعاطف مع القضية الفلسطينية لزيادة حجم المساعدات التي تقدمها دول هذه المجموعة, وتكثيف وتنشيط حملات المقاطعة الإسرائيلية في دول هذه المجموعة.

مقالات ذات صلة

إغلاق