اقلام حرة

كتب الشاعر الاسير محمود التعمري ل همسة سماء الثقافة

 

حيــــن تصــير العظـــــــام وروداَ ….

كتبت إليه في الغربة رسالتها الأولى ، بيد تهشم بعض عظامها ، بفعل رصاصة أطلقها عليها مستعمر ذات يوم حين كانت تقتلع شوكة انغرست في قدمها عندما كانت تزرع الأرض بالورود ، الرسالة كانت بلون العلم ، وللعلم ألوان عربية جميلة ، هي لا تعرف في أي زمن جلست تكتب رسالتها ، فكل الأزمان صارت بالنسبة إليها رصاص وقتل وتشريد ، وأرض يستبيحها الأعداء ، وغربة قد لا يكون لها حدود .. كتبت ، بعض عظام الذراع غرستها في التراب ، وبعض الدماء روت الغرس ، فأينع أزهارا وورود ، وبعض الأرض ما زال، يسكنها الخوف ولوعة الغياب ، وأنا ما زالت تسكنني بعض همساتك وعذب الكلام .. وما زلنا كما أنت في الغربة ، سراب في سراب ..

حملت الرسالة ، نظرت إلى السماء ، فرأت غيمة مسرعة نحوها ، أشعلت النار في الرسالة وأرخت إليها العنان ثم قالت ، قد تحملك الغيمة ان ظل فيك الكلام .. وفد تكونين مثل الحياة في بلادنا .. حين نكون نحن ، بلا وطن .. !!!

مقالات ذات صلة

إغلاق