عالم المراة
الصحة النفسية الجيدة تقيكِ من الاكتئاب والتوتر والقلق… كيف تحمينها؟
القلق والتوتر والاكتئاب، من الأمراض النفسية الأكثر شيوعًا، لاسيما في العالم العربي. “سيدتي. نت” يطّلع من المشرفة على برنامج الصحّة النفسية في “منظّمة أطباء بلا حدود” في بيروت، دانا اللحّام، على سبل الحفاظ على الصحة النفسية للمرأة:
1- ماذا نعني بالصحة النفسيّة ؟
تعرّف منظّمة الصحة العالمية الصحة النفسية، “كحالة من العافية يستطيع فيها كل فرد إدراك إمكاناته الخاصة، والتكيّف مع حالات التوتّر العادية والعمل بشكل منتج ومفيد، والإسهام في مجتمعه المحلي”.
وتُعتبر الصحّة النفسيّة جزءًا لا يتجزّأ من صحّة الإنسان، حيث إنّه كما تظهر أعراض التعب على أجسامنا، قد تصاب أذهاننا بالتعب.
عندما يشكو شخص ما من تعب نفسي، يتأثر كل من تفكيره ومشاعره وسلوكه، ما يؤدّي في أغلب الأحيان إلى تغّيرات جذرية في حياته اليومية، وصعوبة في أداء المهام الحياتية.
وتتفاوت هذه المشاكل النفسيّة بدءًا من مشاكل طفيفة كالشعور بالقلق الشديد، وصولًا إلى مشاكل أكثر خطورةً مثل الاكتئاب الحادّ والذُهان.
2- هل هناك اختلاف بين الذكور والإناث؟
إجمالًا، تُعتبر معدّلات الإصابة بالإضرابات النفسيّة متساوية بين الرجال والنساء، ولكنّ الاختلاف قد يكون في نوع الاضطرابات النفسيّة والاستعدادية لطلب العلاج.
لا يمكننا أن ننكر أنّ الظروف الاجتماعية التي تحوط بالنساء في بعض المجتمعات، قد تجعلهم أكثر عرضةً للإصابة بمشاكل نفسيّة من الرجال. إلا أنّ استعداد النساء للتحدث عن مشاعرهنّ، بالإضافة إلى الشبكات الاجتماعية التي يبنونها حولهنّ، يمكن أن تساعدهنّ على تخطّي بعض هذه المشاكل.
ويُعتبر الاكتئاب من الاضطرابات النفسيّة الأكثر شيوعًا بين النساء، فقد تحتاج امرأة من بين كل 4 نساء إلى العلاج من الاكتئاب، كما تختبر النساء اضطرابات كالقلق والوسواس القهري بمعدّل أكبر من الرجال، بينما تتفاقم عند الرجال مشاكل الإدمان على المخدرات والكحول، كما تُظهر بعض الدراسات.
3- متى يجب أن يبدأ الاهتمام بالصحة النفسيّة؟
إنّ الاهتمام بالصحّة النفسية ضروري بقدر الاهتمام بالصحّة الجسدية. وبالتالي فإنَّ الاهتمام بالصحّة النفسية، يجب أن يبدأ منذ الطفولة ويبقى مهمًّا حتى السنوات المتقدّمة من عمر الإنسان.
4- ما دور الأهل بداية في الحفاظ وتنمية الصحة النفسيّة لدى أولادهم قبل أن يصبحوا في سن الرشد ويعتنوا بها بأنفسهم، ومن ثمَّ بأولادهم؟
-للأهل دور مهمّ في الحفاظ على صحة أطفالهم النفسية كما الجسدية، وذلك من خلال:
– تأمين بيئة سليمة وحاضنة ينمو فيها الطفل.
– الحضور الأبوي السليم من خلال لعب أدوار الأبوّة والأمومة بشكل صحيح.
– التنبّه لأيّ مؤشرات قد تدل على معاناة الطفل.
– عدم التردد أو تأجيل طلب المساعدة من اختصاصي عند الحاجة.
وذلك لتجنّب تطور أعراض نفسية حادّة قد تؤثّر على حياة الأطفال المستقبليّة.
ولا تقع المسؤولية على كاهل الأهل فقط، إنما للمدرسة دور أساسي أيضًا، ولهذا تقوم “منظّمة أطباء بلا حدود”، بتنفيذ برامج توعية في المدارس من خلال تدريبات تزيد من قدرة الجسم التربوي على التنبّه إلى المشاكل النفسيّة لدى التلاميذ، وتحويلهم إلى الجهات المختصّة.
ومن هنا التأكيد على الدور التكاملي بين الأهل والمدرسة للحفاظ على صحّة الطفل النفسيّة.
5- ما هي الخطوات التي يجب اعتمادها للحفاظ على الصحة النفسيّة لدى المرأة؟
على المرأة أن تقدّر قيمة نفسها وتولي أهميّة لما يسعدها لتنعم بصحّة نفسية سليمة.
من النصائح التي ندعو النساء إلى اتّباعها هي :
• الاهتمام بجسدها، من خلال اعتماد نمط حياة صحّي، أكل صحّي ، وتمارين رياضية.
• تجنّب ملامة الذات أو الشعور بالذنب والتقصير حيال واجباتها.
• بناء علاقات اجتماعية سليمة.
• تطوير مهارات التعامل مع الضغوط.
• وضع أهداف شخصيّة قابلة للتحقيق.
• طلب المساعدة من اختصاصي نفسي عند الحاجة.
6- هل تصبح المرأة بعد سن اليأس أكثر حاجة للاعتناء بصحتها النفسيّة؟
إنّ التغيّرات البيولوجيّة التي تطرأ على المرأة في مراحل متعددة من حياتها، تؤثّر بالطبع على صحتها النفسيّة، فكما هي الحال في مرحلة البلوغ، وخلال الحمل وما بعد الولادة، تُعتبر مرحلة انقطاع الطمث مرحلة حسّاسة، حيث يزيد شعور المرأة بالقلق من التقدّم بالعمر، وهذا تعبّر عنه من خلال مشاعر الإحباط واللجوء إلى العزلة، وخصوصًا عندما لا تحظى المرأة بالدعم والتفهّم من محيطها.
ولذلك، فإنَّ تحضير المرأة للتغيّرات البيولوجيّة والنفسيّة التي قد تتعرض لها في هذه المرحلة مهم جدًّا، قد يساهم في تجنّب وقوعها في دوّامة الكآبة.
المصدر : سيدتي