نشاطات
الأندبندنت” تكتفِي بالنِّت .. هل هي بداية نهاية الصحف الورقية؟
في ظل الانتشار الواسع لوسائل التواصل الإلكترونية، يتوقع كثيرون أن تختفي الصحف الورقية، وهو التوقع الذي بدأ يتعزز بنماذج ملموسة، إذ فضلت مجموعة من الصحف الاستغناء عن نسخها الورقية لتحافظ على النسخ الإلكترونية. آخرها صحيفة “الإندبندنت”، التي تعتبر من أعرق الصحف البريطانية.
“الإندبندنت”، التي انطلقت عام 1986، أعلنت أنها ستنهي نسختها الورقية في 26 مارس المقبل، بعد أن عرفت تراجعا كبيرا في المبيعات، مؤكدة أنها ستقتصر فقط على النسخة الإلكترونية ابتداء من التاريخ المذكور.
في هذا الإطار، قال عبد الوهاب الرامي، أستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، إن انحسار الصحافة الورقية بدأ منذ فترة، مشيرا إلى أنها تعيش أزمة، وأن انخفاض مبيعاتها بدأ قبل ظهور الصحافة الإلكترونية.
الرامي أوضح، في تصريح لهسبريس، أن الصحافة الورقيّة لم تستطع تخطي الأزمة على الرغم من محاولاتها التشبع بالتكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال، لأنها مرتبطة بالدرجة الأولى بالقارئ.
وأشار المتحدث إلى أن كل الباحثين يجمعون على أن الصحافة الورقية مهددة بالاندثار في يوم ما، وما تزايد عدد الجرائد التي تحولت من الصيغة الورقية إلى الصيغة الإلكترونية إلا مؤشرا على ذلك.
الأستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال تساءل عن الطريقة التي سيتم من خلالها تحول الصحف من ورقية إلى رقمية، “هل سيكون سلسا، بحيث لا يعصف بمؤسسات إعلامية كانت مهيكلة بشكل يمنح للصحافة الورقية تميز التأني والتحليل؟”، منبها إلى أن الصحافة حينما تلج الشبكة العنكبوتية “تصبح لها هواجس تواصلية على أساس التنافسية الشديدة بين الصحف الإلكترونية”، بحسب قوله.
وذهب المتحدث إلى أبعد من ذلك، مبرزا أنه حتى التلفزيون، في صيغته الحالية، من الممكن أن يندثر، ذلك لأن “القنوات التلفزيونية، في القريب جدا، سيتم خلقها على الشبكة العنكبوتية”.
وزاد الرامي قائلا: “العالم الافتراضي يكتسح المعيش اليومي للأفراد عبر العالم، ولا شك أن الصحافة لن تخرج عن هذا الإطار”، يتعبير الأكاديمي المغربيّ