الرئيسيةشعر وشعراء

تدور فينا بأقدار دوائرنا حسن إبراهيم حسن الأفندي

غصّتْ صدور لها من نازف ألمُ

حتى أتيت لها والشعر يضطرمُُُ

نسيت أنا بآلام تمزقنا

فجئت أسعى ويسعى بيننا رحم

رحماه مهلا فذا جرح نكابده

لا تنكأن جروحا حلوها سقم

ما كل من عاش فينا مسه ولغ

ولا أصاب له في أذنه صمم

لكنما حالها الدنيا لنا قلبت

كل الموازين فاختلت بنا القيم

يا شاعرا ما له في الشعر من سبقوا

مهلا وهوّن عليك الذل ينصرم

تدور فينا بأقدارٍ دوائرنا

وربما غسلت من عارنا همم

كل المعايير بعد الذل ترهقنا

وهما نعيش مع التاريخ نصطدم

وليس يبدو مع الأيام عنترة

ولا أتانا مع النكبات معتصم

قد قلتها يوم بغداد بنا ذبحوا

خانوا الحسين وخانوا العرْب كلهمُ

حادثت حينا (قريطا1) يوم كربتنا

وكم أنادي لعمرٍ2 حينما انهزموا

وليس تجدي مع الخذلان ملحمة

ولا وجدت لسيف هبَّ ينتقم

فأين من قدس يا (فاروق) هيبته

قد ناله ما أساء الحُرَّ يحتطم

وجاء شعري تباكى بعد غفوتنا

يحرّك الجرح بالتقريع يحتدم

قد قال والحرف واتى طوع أنمله

ما قال عن صدق من جدّوا ومن حزموا

لولا ظروف بها أحيا مرارتها

والعمر يمتد في علل لها سأم

( أعيذها نظرات منك صادقة

أن تحسب الشحم في من شحمه ورم )

أتيت أسعى بضِعف من خرائدكم

وقلت ما لم يقل من سابق أمم

لكنما وجدت معنى وقافية

نفسي بشعري فانجابت به ظُلَم

وتلك حيلة من قد بات ماتهبا

بها الخلود وفيها الخير والنِعم

عذرا فإني منهك ثمل

وروعة الشعر تُعيي قلب من علموا

وتأسر اللب لا ينفك في طرب

حتى وإن كانت الأحزان تنتظم

ــــــــ
1) قريط شاعر عربي معروف ببيت شعر مشهور المعنى والقيمة
2) المقصود عمرو بن كلثوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق