الرئيسية

لجان العمل الصحي تحذر من نكبة جديدة تشطب الوجود والكينونة الفلسطينية وتدعو لتبني إستراتيجية كفاحية
سبعون عاماً على مأساة الشعب الفلسطيني منذ إقتلاعه من أرضه وإحلال آخرين مكانه بقوة السلاح ولا زال يعاني من تبعات هذا التحول الطاريء وفي ظرف غير طبيعي، فيما العالم الذي صدر العديد من القرارات وبموافقة أممية تؤكد على حق الفلسطينيين في وطنهم والعودة إلى ديارهم لم يتخذ خطوات عملية كفيله بتحقيق هذا الحق غير القابل للتفاوض أو النقاش، وفي المقابل لازال اللاجئون الفلسطينيون داخل فلسطين وفي مخيمات الشتات يصرون على حقهم بالعودة ويورثون ذلك للأبناء والأحفاد.
سبعون عاماً مرت على الشعب الفلسطيني ثقيله وتخللتها العديد من المآسي ذهب ضحيتها العديدون بسلاح الاحتلال الإسرائيلي الذي واصل مجازر العصابات الصهيونية التي وضعت اللبنة الأولى في مدماك بناء الكيان الصهيوني على أرض فلسطين.
وتحيي جماهير الشعب الفلسطيني هذا العام ذكرى النكبة في ظروف ومتغيرات محلية وإقليمية ودولية تصب في صالح الاحتلال وتغوله في سلب أراضي الفلسطينيين وتنفيذ مخططات تهجير جديدة بحقهم وبشكل صامت وبمباركة دولية وصمت عربي مطبق، فعلى المستوى الوطني بات الإنقسام أكثر تجذراً بين الفلسطينيين وهو أمر تستغله سلطات الاحتلال في تنفيذ مخططاتها ومطامعها في تهويد ما تبقى من أرض فلسطين وقد تكون الحفريات وعمليات الهدم المبرمج لمنازل الفلسطينيين في القدس بما تمثله من رمزية للوجود الفلسطيني خير دليل على ذلك، كما أن القرار الأمريكي الأخير بنقل سفارة واشنطن للمدينة المحتلة والإعتراف بها عاصمةً لدولة إسرائيل بمثابة شهادة أمريكية على شطب حق وتاريخ ووجود الشعب الفلسطيني وقضيته.
وفي ذات المشهد فإن تقليص موازنات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين تمهيداً لإنهاء وجودها خطوة خطرة لطالما جرى التحذير منها وهي ترمي للإلتفاف على قضية اللاجئين وتصفيتها، كما أن هرولة نظم عربية للتطبيع العلني والمكشوف مع الاحتلال وتبادل الزيارات وتناغم المواقف معه وصولاً إلى تقديم مقترحات لم يكن أعداء الشعب الفلسطيني يجرؤون على طرحها مسائل في غاية في الخطورة على وجود الشعب الفلسطيني وشطب لمآساته وتحايل على كينونته الوجودية.
وبلا أدنى شك فإن قضية اللجوء الفلسطيني وما حملته من آلام وعذابات للملايين المشردة قسراً خارج وطنهم تزداد اليوم وتزيدهم بؤساً وشقاءً ولا سيما في ظل ما يسمى “بالربيع العربي” الذي كان أول ضحاياه اللاجئون حيث لاحقتهم أدوات القتل والتشريد المتجدد وخاصةً في سوريا فيما تحاك مؤمرات أخرى وبرعاية الإمبريالية العالمية لتوطينهم في مناطق أخرى.
أما دولياً فقد تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية بسبب ما يمر به العالم من صراعات وحروب كلاسيكية وإقتصادية وهذا كله يصب في صالح الاحتلال ومشاريعه التصفوية لقضية فلسطين وشعبها.
وأمام هذا المشهد فإن الرهان يبقى على عزيمة الشعب الفلسطيني الذي تشير الإحصاءات إلى تخطيه عتبة 13 مليون فلسطيني في الوطن والشتات وقواه الحية في الحفاظ على الكينونة الفلسطينية من خلال نضاله المستمر والمتصاعد والتي تشكل مسيرات العودة حجراً أساسياً فيها للدفاع عن حقوق 5.87 مليون فلسطيني هم سلالة قرابة 800 ألف فلسطيني هجروا عام  1948 عن ديارهم بقوة السلاح وإرهاب المجازر التي نفذتها العصابات الصهيونية والتي جاوزت  سبعين مجزره راح ضحيتها 15 ألف شهيد وأسفرت عن محو 531 قرية ومدينة وقتها، وتجرعوا من بعدها مهانة الحياة وذلها في مخيمات اللجوء لا زالوا ينتظرون اليوم الذي تحملهم فيه حافلات وسيارات العودة للأرض التي ذاقوا العذاب من أجلها وقدموا الشهداء والجرحى والأسرى في سبيلها.
وبعد سبعين عاماً على نكبة الشعب الفلسطيني وفي الوقت الذي تحتفل فية دولة الاحتلال بذكرى إقامتها على أرضنا الفلسطينية فإن جماهير شعبنا ومؤسساته لتؤكد اليوم على:
-حق العودة حق مقدس فردي وجماعي لا يسقط بالتقادم ولا يجوز لأي كان التصرف فية والإنابة عنهم عليه.
-مطالبة الكل الفلسطيني بالتخلي عن المصالح والرؤى الفئوية والسياسية الضيقة لصالح الهم الجامع والحق الوطني في فلسطين أرض الأباء والأجداد ووقف كل مظاهر الإنقسام لمواجهة خطر محدق بالوجود الفلسطيني ككل.
-إدانة الهرولة العربية الرسمية والشعبية نحو التطبيع مع كيان الاحتلال والدعوة لتفعيل المقاطعة لإسرائيل ومن يطبع معها.
-على وسائل الإعلام الملتزمة بخط القضية الفلسطينية العمل على إبقاء النكبة بكل تجلياتها حاضرة في الذهن العربي والعالمي من خلال نتاجاتها الإعلامية المتنوعة.
-دعوة كل أحرار العالم ومحبي السلام والعدالة مناصرة القضية الفلسطينية في كل المحافل والوقوف إلى جانب نضالات الشعب الفلسطيني من أجل حريته وإستقلاله.
-رفض كل الإجراءات الصهيونية بحق الأرض الفلسطينية والمواطن الفلسطيني ورفض كل ما يترتب على نقل سفارة أمريكا للقدس والتحذير من أن تحذوا دول أخرى ذات التوجه ومقاطعة كل من يقدم على هذه الخطوة.
-مطالبة القيادة السياسية الرسمية بالكف عن الرهان على وهم السلام والرعاية الأمريكية للتفاوض على حقوق الشعب الفلسطيني والعمل على بناء إستراتيجية كفاحية وطنية.
-نكبة الشعب الفلسطيني لم تتوقف على أحداث عام 1948 بل تواصلت وتصاعدت بعد ذلك وما يجري اليوم في المناطق المصنفة “ج” نكبة أخرى يجب التصدي لها ووضع الخطط في مواجهتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق