الرئيسية

تصويت الاتحاد الأوروبي لصالح فرض حظر على المبيدات القاتلة للنحل!!

امتدت هذه المواجهة على مدار سبع سنوات، ونحن فخورون للغاية بحراكنا الذي حاز على تغطية إعلامية واسعة، من خلال مئات المقالات التي نشرت خلال الأيام الأخيرة فقط، حيث وصفت وسائل الإعلام آفاز بأنها “العامل المحفز” الذي أدى إلى هذه النتيجة.

هذا إنجاز رائع، ليس لأنه نقطة تحول عالمية في معركة إنقاذ النحل وحسب، بل لأنه يتعلق بحظر استخدام مبيدات الحشرات الأكثر استخداماً في العالم، وبالضغط على قطاع الصناعات الكيميائية من أل تطوير نموذج جديد كلياً عن الزراعة غير السامة.

“تمكنّا أخيراً من النجاح في فرض حظر شامل على المبيدات القاتلة للنحل… لم يكن هذا الإنجاز ليتحقق لولاالمواطنين ومربي النحل والعلماء ومنظمات الحملات مثل آفاز. ويمكن اليوم لهذا القرار أن يشكل مثالاً يحتذى به في باقي دول العالم!”
— بافل بوك، نائب في البرلمان الأوروبي

لعب مجتمعنا دورا محورياً في معركة إنقاذ النحل، من خلال مواجهة قطاع الصناعات الكيميائية، والضغط على السياسيين لدفعهم على دعم قرار الحظر قبيل ساعات من جلسة التصويت. وإليكم قصة هذا الإنجاز العام الذي حققناه سوية:

أكبر عريضة من أجل إنقاذ النحل على الإطلاق

— جمعت حملة آفاز تواقيع أكثر من ٥ ملايين شخص. وقع أكثر من ٦٠٠ ألف منهم على العريضة خلال الأسبوع الماضي فقط، وحاز نشاطنا الاحتفالي بنتيجة التصويت على تغطية إعلامية عالمية واسعة!!

إغراق الوزراء المعنيين بالرسائل الموجهة إليهم من قبل ناخبيهم

طالب أعضاء مجتمعنا الوزراء المعنيين في حكومات بلدانهم بإنقاذ النحل على مدار سبع سنوات! وخلال الأسبوع الأخير فقط، قمنا بتكثيف ضغطنا بشدة لدرجة أن الوزراء في ألمانيا و السويد استجابوا لنا بشكل علني عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وفي قبرص رد الوزير هناك بشكل مباشر على نيكولا أحد أعضاء آفاز.

سيطرنا على الاستشارات العامة الرسمية التي أطلقها الاتحاد الأوروبي

كانت نسبة الاستجابة لهذه الاستشارات عند حدها الأدنى قبل مشاركة أعضاء آفاز بها، حيث ارتفع بعد ذلك عدد المشاركين من ٩ آلاف إلى ٦٦ ألف مشارك خلال ٤ أيام فقط. وكانت المشاركة كثيفة لدرجة أن الموقع توقف عن العمل في أحد الأيام نتيجة الإقبال الكثيف عليه، وقد كتب لنا أحد المسؤولين في المفوضية الأوروبية قائلاً: “شكراً جزيلاً لكم على بذل كل هذا الجهد والتفاني في سبيل هذه القضية!”

قمنا بتمويل دراسات علمية وقدمنا نتائجها مباشرة إلى صانعي القرار

للرد نتائج العديد من الدراسات الممولة من قبل شركات في قطاع الصناعات الكيميائية. حيث تبرع حوالي ١٥٠ ألف شخص من أعضاء آفاز بأكثر من مليونين ونصف المليون يورو من أجل تمويل حملات إنقاذ النحل والأبحاث العلمية المرتبطة بها! مولنا معاً دراسات مستقلة أجراها كبار الخبراء، وعملنا على ضمان وصول نتائجها إلى جميع اللاعبين الرئيسيين قبيل التصويت. وأعلنت هيئة سلامة الغذاء في الاتحاد الأوروبي أخيراً عن دعمها لقرار الحظر.

قال دايف غولسون، بروفيسور علم الأحياء في جامعة ساسكس: “كان تصويت يوم الجمعة انتصاراً رائعاً للعلم والبيئة، يجب على أعضاء آفاز أن يكونوا فخورين بالدور الذي لعبوه من أجل تحقيقه.”

 

أوصلنا أصوات المؤيدين لقرار الحظر إلى السياسيين.

إحدى نقاط الجدل كانت حول تأجيل التصويت بذريعة عدم وجود بدائل لدى المزارعين عن هذه المبيدات الكيميائية، ولذا فإن المزارعين يقفون ضد حظر المبيدات. لذا عمل فريق عمل آفاز على جمع المزارعين الداعمين للحظر، حيث قاموا بالتوقيع على رسالة مفتوحة تبين زيف هذا الادعاء، وقمنا بنشرها في مختلف الوسائل الإعلامية في أوروبا مثل جريدة La Libre في بلجيكا وصحيفة Dagens Nyheter في السويد. فضلاً عن انضمام أكبر نقابة للمزارعين في إيطاليا إلى الحملة.

قالت المزارعة أليسون ووه من اسكتلندا: “استمرار مسيرتي المهنية مرتبط بنجاة مهنة الزراعة بشكل عام، لكنها تعتمد بشكل خاص على نجاة حشرات النحل. ما فعلتموه كان عظيماً.

عملنا عن قرب مع المفوضية الأوروبية

كان الحفاظ على زخم المسؤولين في المفوضية مفتاح هذا الانجاز. لذا، عندما خرجت شائعات تفيد بأن جماعات الضغط التابعة لشركات السكر تعمل في سبيل عدم فرض الحظر، قمنا بتذكير رئيس المفوضية الأوروبية السيد يونكر بالوعد الذي قطعه سابقاً في أن يكون “رجل النحل“, وقمنا بتسليم العريضة إلى حكومة يونكر بشكل مباشر بينما ملأت هذه الإعلانات المواقع الإلكترونية العاملة في بروكسل. وبعد إعلان نتيجة التصويت، غرد المفوض نفسه على موقع تويتر محتفلاً مع آفاز بالنتيجة!

عملت آفاز في كل بلد على حدا للضغط باتجاه فرض هذا الحظر

فرنسا

بدأت الحملة في العام ٢٠١١ عندما قام مليون شخص من أعضاء آفاز بمطالبة فرنسا بلعب دور قيادي من أجل فرض حظر في أوروبا إنطلاقاً من حظر استخدام هذه المبيدات في فرنسا نفسها، واستمرت مطالبتنا للحكومات الفرنسية المتعاقبة إلى أن تمكنت آفاز من إيجاد شريك لها في فرنسا وهو وزير البيئة نيكولاس اولو، الذي لعب دوراً ريادياً خلال المراحل الأخيرة من هذه المعركة.

صرح الوزير نيكولا اولو بعد هذا التصويت: “إنها أخبار جيدة للنحل وللبشرية أيضاً. لقد تغير النموذج المعمول به حالياً وأود أن أشيد بعملية حشد المواطنين المكثفة من أجل الضغط في اتجاه هذا القرار :””

 

ألمانيا

مواجهتنا التالية كانت في ألمانيا، حيث عملت آفاز دون كلل لسنوات عدة، وقمنا بتسليم عريضتنا إلى ٣ وزراء تعاقبوا على تولي وزارة الزراعة. في إحدى المراحل اضطرت الوزارة إلى إنشاء بريد إلكتروني خاص نتيجة لكثافة الرسائل التي كانوا يتلقونها. في المرحلة الأخيرة، أجرينا استطلاعاً للرأي أظهر لوزيري الزراعة والبيئة في ألمانيا بأن الناخبين المسجلين لدى حزبيهما يدعمون فرض هذا الحظر، وقد نجحت خطتنا هذه. ألمانيا وأخيراً تنتقل إلى ضفة المؤيدين للحظر

بريطانيا

لسنوات مضت كانت بريطانيا من الدول المعرقلة لقرار الحظر، حتى أن وزير البيئة السابق وصف رسائل أعضاء آفاز بأنها “cyber attack – هجوم إلكتروني”. لكن موقفهم تغير في السنة الماضية، بعدما أطلقت آفاز وشركاءها حملة وطنية ضخمة ما دفع بحكومة بريطانيا نحو دعم الحظر والعمل على إنقاذ النحل! وأحد أسباب نجاحنا الرئيسية في بريطانيا، أنه ما من قضية أخرى تسببت في إرسال هذا الكم من الرسائل والتعليقات إلى النواب من قبل ناخبيهم مثلما حدث في هذه القضية.

ما أن حظي قرار الحظر بدعم أكبر ثلاث دول في أوروبا، انضمت الدول الأصغر مثل إيرلندا ولوكسمبورغ والنمسا وسلوفينيا إلى ضفة المؤيدين أيضاً. لكن ذلك لم يكن كافياً…

من أجل ضمان نتيجة التصويت كان لا بد لنا من كسب تأييد إسبانيا وإيطاليا

لذا قمنا خلال الأسابيع القليلة الماضية ببذل كل ما في وسعنا لتحقيق ذلك:

  • أجرينا استطلاعات للرأي أظهرت نتيجتها أن ٨٧٪ من الإسبانيين و٧٨٪ من الإيطاليين يدعمون حظر هذه المبيدات،
  • ونشرنا هذه النتائج في كبريات الصحف من خلال إعلانات ضخمة صحيفة إل موندو وصحيفة Il Sole
  • أرسلنا عدداً هائلاً من الرسائل الشخصية إلى الوزراء عبر فيسبوك وتويتر، وتأكدنا من سماعهم رأي الخبراء والمزارعين والعلماء
  • تحدثنا مع المسؤولين والسياسيين بشكل يومي منذ البداية وحتى صباح يوم التصويت. حيث نقل زميلنا في مدريد لأحد أعضاء الحكومة الاسبانية خبر تصويت إسبانيا لصالح حظر المبيدات — كنا متابعين عن كثب لما يجري لدرجة أننا نقلنا إليه الخبر قبل أن يصله من الحكومة نفسها.
قال النائب الإسباني خوان لوبيز دي أورالدي: “لم يكن ليتحقق هذا لولا حشد ملايين الأشخاص الذين وضعوا ضغطاً على الحكومات من أجل التصويت لصالح الحظر”

لكننا لم نتوقف عند هذا الحد، قمنا أيضاً بالعمل من أجل كسب تأييد هولندا واليونان وبولندا وغيرها من الدول الصغيرة…

هولندا

قبل أسابيع قليلة من موعد التصويت، أطلق ثلاثة هولنديين من أعضاء مجتمعنا عريضتهم الخاصة من أجل إنقاذ النحلوالتي انتشرت بسرعة كبيرة، ولاقت دعما من قبل عشرة من كبار العلماء في هولندا ومن قبل وزيرين سابقين للزراعة، حتى أن الأميرة نفسها دعمت هذه الحملة. أجرينا لاحقاً استطلاعاً للرأي أظهرت نتيجته دعم ما يقارب ٨٠٪ من الهولنديين لقرار الحظر — وقمنا بتسليم العريضة مباشرة إلى وزارة الزراعة الهولندية. وقام الوزير بأخد لوح التوقيع من أجل تعليقه في قاعة الوزارة.! لاحقاً وقبل يومين على موعد التصويت، أعلنت هولندا عن نيتها التصويت لصالح قرار الحظر!

اليونان

في اليونان، أرسلنا عريضتنا الضخمة إلى وزارة الزراعة مرفقة مع عسل طبيعي عضوي صنع في مسقط رأسه،وأرسل له آلاف الأعضاء إيميلات وتغريدات مباشرة. لاحقاً في اليوم السابق للتصويت، قمنا بنشر إعلان على الصفحة الأولى في أكثر صحيفة موالية للحكومة انتشاراً في البلاد، وطلبنا من جميع معارفنا ومن بينهم نائب الوزير بمساعدتنا على التحدث مع الوزير هاتفياً. في النهاية تمكنّا من التواصل معه قبل موعد التصويت بساعات أثناء نزوله من الطائرة، وعندما علم بأن نتيجة التصويت قد تتوقف على اليونان أعلن على الفور التزامه التصويت لصالح قرار الحظر.

“القلق الشعبي إزاء تأثير تناقص أعداد النحل في اليونان وأوروبا في أعلى مستوياته ولم يعد بالإمكان تجاهله.”
— فانجيليس أبوستولو، وزير الزراعة والغذاء اليوناني

 

“عريضة حراك آفاز العالمي وقع عليها ما يقارب ٥ ملايين شخص مطالبين بحظر المبيدات القاتلة للنحل، كانت حافزاً وسبباً في الوصول إلى هذا القرار”
— صحيفة Efsyn اليونانية

علمنا قبل دقائق من التصويت، أنا هناك ١٣ دولة ستصوت لصالح قرار الحظر، لكننا لم نكن متأكدين من إمكانية فوزنا بعد. عندما سمعنا أن جميع الدول التي استهدفناها قد صوتت لصالح الحظر خرج أعضاء آفاز في بروكسل للاحتفال نتيجة التصويت رفقة نحلتنا العملاقة برنيس التي يبلغ طولها ٥ أمتار، والتي سافرت حول العالم عند المحطات المفصلية في هذه المواجهة التي خضناها من أجل إنقاذ النحل.

بذلنا معاً جهداً كبيراً امتد لسنوات من أجل هذا الإنجاز. نحن وعدد من الشركاء مثل PAN ومنظمة غرينبيس ومنظمة أصدقاء الأرض ومجتمع SumOfUs، حيث عملنا جميعناً يداً بيد مع علماء مدهشين ومع مربي النحل ومع السياسيين والمسؤولين الداعمين للحظر حتى وصلنا إلى هذه النتيجة.

نحتفل اليوم معاً بهذا الإنجاز الذي نعتبره أول خطوة في طريق التحول الكبير من الزراعة القائمة على استخدام المبيدات بكثافة نحو نموذج جديد قائم على الزراعة البيئية، بحيث تتم عملية إنتاج الغذاء بتناغم ووئام مع الطبيعة، لا ضدها.

لكننا لا نستطيع العيش على أمجادنا الآن، بل علينا تكرار هذا الإنجاز في الولايات المتحدة وكندا خاصة بعد أن درستا فرض حظر مماثل خلال السنة الماضية. فضلاً عن وجوب توخينا الحذر في أوروبا، حيث تحاول شركة باير وشركة سينجينتا اللجوء إلى القضاء أمام محكمة العدل الأوروبية لعرقلة تنفيذ الحظر. علينا أن نستمر في هذه المواجهة في كل أنحاء العالم من أجل حماية الأرض من التصحر وحماية التنوع البيولوجي من الانهيار.

لكن حراكنا مصمَمٌ من أجل خوض مثل هذه المواجهات، وقد أكدت حملة إنقاذ النحل هذه أنه إن تحرك عدد كاف منّا بذكاء، فسوف نتمكن من دفع حكومات العالم على التحرك حماية للصالح العام. لذا نحن نتوجه بالشكر الجزيل إليكم. بانتظار مواجهتنا التالية التي سنخوضها معاً.

مع الحب والفرح،

أليس، أنتونيا، إيمّا، ريكن، ليزا، إيان، نيل، باسكال، نيكولا، كاميل، فرانشيسكو، دانييل، رينيه، لويس، أوسكار، سبيرو، جولي، ماري، أوليفيا، جوزيف، نِك، ميا وكامل فريق عمل آفاز.

حازت قصة إنقاذ النحل ودور آفاز في هذه المواجهة على تغطية إعلامية كثيفة. إليكم مختارات منها:

دول الاتحاد الأوروبي تدعم فرض حظر شبه شامل على المبيدات من طائفة نيونيكوتينويد – بي بي سي (باللغة الإنكليزية)
http://www.bbc.com/news/science-environment-43910536

الاتحاد الأوروبي يتحرك باتجاه فرض حظر على المبيدات المؤذية للنحل – نيويورك تايمز (باللغة الإنكليزية)
https://www.nytimes.com/aponline/2018/04/27/world/europe/ap-eu-europe-bees-.html

الاتحاد الأوروبي يوافق على حظر المبيدات المؤذية للنحل – الغارديان (باللغة الإنكليزية)
https://www.theguardian.com/environment/2018/apr/27/eu-agrees-total-ban-on-bee-harming-pesticides

الاتحاد الأوروبي يصوت لصالح حظر المبيدات المؤذية للنحل – الإندبندنت (باللغة الإنكليزية)
https://www.independent.co.uk/environment/bee-harming-pesticides-eu-ban-vote-environmental-threat-harm-latest-news-a8324981.html

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق