الرئيسية
أضواء على الصحافة الإسرائيلية 29 نيسان 2018
أضواء على الصحافة الإسرائيلية 29 نيسان 2018
حماس تزعم أن خلية مرتبطة بجهاز مخابرات السلطة الفلسطينية وقفت وراء محاولة اغتيال رئيس الحكومة رامي الحمد الله
تكتب صحيفة “هآرتس” أن التوتر تصاعد بين حماس والسلطة الفلسطينية، أمس السبت، بعد أن أعلنت وزارة الداخلية التابعة لحماس أن خلية مرتبطة بجهاز الاستخبارات في السلطة الفلسطينية، كانت وراء محاولة اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله. ووفقاً للإعلان الرسمي الذي أصدره الناطق باسم الوزارة، إياد البزم، فقد كشف التحقيق أن خلية تابعة للجناح السلفي-الجهادي في قطاع غزة والناشطة في شمال سيناء وقفت وراء محاولة الاغتيال، وأن أفراد من المخابرات الفلسطينية في رام الله يقومون بتشغيل هذه الخلية.
وقد ازداد سقف التوتر بين حماس والسلطة الفلسطينية منذ محاولة الاغتيال في آذار. وفي حين اتهمت حماس منذ البداية المخابرات الفلسطينية، ادعت السلطة الفلسطينية أن شخصيات بارزة في حماس كانت وراء الحادث، وأن المستهدف بالذات كان رئيس جهاز الاستخبارات ماجد فرج. وقبل أسبوعين فقط، تم الإبلاغ عن رحلة غير مقررة مسبقا لفرج إلى القاهرة، لعقد اجتماعات مع كبار مسؤولي الاستخبارات المصرية. ووفقا للتقديرات، فقد وصل فرج إلى العاصمة المصرية لدحض الادعاءات ضد رجاله وتقديم تفاصيل حول من وقف وراء محاولة الاغتيال.
وأوضح البزم في المؤتمر الصحفي، أن استنتاجات التحقيق تأتي بعد استجواب العديد من أعضاء الخلية الذين اعتقلوا بعد الانفجار الذي وقع بالقرب من موكب السيارات. وفقا له، كان الهدف هو زعزعة الجهاز الأمني في قطاع غزة من أجل الإظهار بأن أجهزة حماس غير قادرة على السيطرة على الوضع. كما زعم أن أعضاء الخلية كانوا يخططون لمهاجمة وفود أجنبية في قطاع غزة، وكذلك الوفد المصري الذي يراقب تنفيذ اتفاق المصالحة. وأضاف المتحدث أنه لم يكن من قبيل المصادفة أن فرج لم يكن في سيارته، بل في سيارة الحمد الله. وقال إن الانفجار وقع على مسافة آمنة، لكيلا يتضرر لا الحمد الله ولا فرج.
وفي أعقاب بيان وزارة الداخلية، قال خليل الحيّة، أحد كبار قادة حماس في قطاع غزة، إن “مسؤولين كبار وشخصيات مؤثرة في المخابرات الفلسطينية في رام الله ومن الدوائر المقربة من ماجد فرج وقفت وراء تفعيل خلايا تمس بالأمن والنظام العام في قطاع غزة وشمال سيناء”. وقد عقد الحيّة مؤتمراً صحفياً خاصاً به عقب إعلان الوزارة.
وجاء إعلان وزارة الداخلية بعد تصريحات كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية، بما في ذلك الحمد الله، أنهم لا ينوون العودة إلى غزة دون تسلم السيطرة الكاملة، بما في ذلك الجهاز الأمني وأن كل منشورات حماس حول التحقيق في محاولة الاغتيال هي تمثيلية كبيرة. ويرمز توقيت النشر إلى عمق أزمة الثقة بين حماس والسلطة الفلسطينية.
وفي ظل هذه البيانات، من المتوقع أن ينعقد اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني في رام الله يوم الاثنين. ويصر الرئيس الفلسطيني محمود عباس منذ أسابيع على عقد هذا الاجتماع في رام الله، ولكن بعض الفصائل الكبيرة مثل حماس والجهاد الإسلامي، وكذلك الجبهة الشعبية أعلنت بأنها لن تشارك طالما يسعى عباس لعقد مؤتمر بهدف انتخاب لجنة تنفيذية جديدة.
وهناك إجماع في الساحة الفلسطينية، على أن المؤتمر مثير للجدل، ومن المشكوك فيه ما إذا كان سيحقق هدفه. ويرجع هذا إلى الخلاف في الآراء، وغياب الفصائل الرئيسية، واستيلاء فتح – خاصة عباس والمقربين منه – على آلية اتخاذ القرار. ويدعي المقربون من عباس أن الاجتماع يهدف إلى “ضخ دم جديد” في اللجنة التنفيذية وتجديد الولاية للقيادة الفلسطينية.
ثلاثة آلاف متظاهر في تل أبيب ضد قانون تقييد صلاحيات المحكمة العليا
تكتب صحيفة “هآرتس” أن ثلاثة آلاف شخص وصلوا إلى ساحة “هبيما” في تل أبيب، مساء أمس السبت، حيث جرت المظاهرة الأسبوعية ضد الفساد الحكومي. وركزت المظاهرة على نية الائتلاف تمرير قوانين تحد من سلطة المحكمة العليا. ورفع المتظاهرون لافتات مثل “بيبي ارفع يدك عن المحكمة العليا” و “نتنياهو للمحاكمة”.
وقالت رئيسة حركة “ميرتس” النائب تمار زاندبرغ في كلمتها خلال المظاهرة، إن “من يعتقد انه يمكنه بجرة قلم القضاء على الديمقراطية الإسرائيلية، سيجد أمامه جمهورا إسرائيليا مفعما بالحيوية ومستعدا للقتال من اجل دولة إسرائيل كما يعرفها.” وأضافت “إن قانون شطب المحكمة العليا لن يمر، وسنواصل بذل كل جهد لضمان ذلك”.
وستجتمع رئيسة المحكمة العليا استر حيوت اليوم، مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في مكتبه، لتبليغه معارضتها لهذه المبادرة القانونية ولكل المبادرات التي ستسمح للكنيست بإعادة سن القوانين التي ألغتها المحكمة. وستحضر الاجتماع وزيرة القضاء اييلت شكيد ونائب رئيسة المحكمة القاضي حنان ميلتسر.
جريمة كراهية أخرى قرب نابلس: قطع أشجار زيتون في كرم مجاور لقرية عوريف
تكتب صحيفة “هآرتس” أن عصابة بطاقة الثمن نفذت جريمة كراهية ثانية خلال يومين في قرية عوريف، في منطقة نابلس. فبعد ثقب إطارات سيارات في القرية، أمس الأول، تم ليلة أمس قطع 15 شجرة زيتون في منطقة قريبة من القرية، وفقا لما ذكرته مصادر فلسطينية مساء أمس السبت. وكان المعتدون قد قاموا، أمس الأول، بكتابة شعارات عنصرية وثقب إطارات شاحنة وسيارة في منطقة مفتوحة بين عوريف وعصيرة القبلية. وكتبوا في الشعارات العبرية “حاربوا العدو” و”بطاقة الثمن”.
ويأتي هذا الاعتداء مكملا لسلسلة من الجرائم المماثلة التي وقعت في الأسبوعين الماضيين في الضفة الغربية. وفي الأسبوع الماضي، تم كتابة شعارات في بلدتي دير عمار وجالود في الضفة الغربية وإحراق مركبتين في قرية إكسال في الجليل. وكتب المعتدون إلى جانب السيارتين: “أيها اليهود، دعونا ننتصر”. وفي دير عمار، تم كتابة شعارات على السيارات والجدران، جاء فيها “سوف نأخذ مصيرنا إلى أيادينا.” وقد فتحت الشرطة تحقيقاً لكنها لم تعتقل بعد أي مشتبه بتنفيذ جرائم الكراهية.
ووفقا لمعطيات الشاباك فقد ازداد عدد حوادث العنف ضد الفلسطينيين منذ بداية العام بشكل يتجاوز عددها خلال العام الماضي كله. وفي أحد الاعتداءات تم وللمرة الأولى منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، إحراق مسجد أيضا في قرية عقربا، جنوب شرق نابلس.
أربعة شهداء وأكثر من 800 جريح في الجمعة الخامسة من تظاهرات العودة على حدود غزة
تكتب صحيفة “هآرتس” أن وزارة الصحة الفلسطينية، في قطاع غزة، أعلنت صباح أمس السبت، عن وفاة فتى (15 عاما) متأثرا بجراح أصيب بها خلال مظاهرات الجمعة الخامسة من مسيرات العودة على حدود قطاع غزة. وجاء من غزة أن الفتى عزام هلال عويضة، أصيب بعيار ناري أطلقه قناص إسرائيلي خلال مظاهرات الجمعة قرب خانيونس، وبذلك يرتفع عدد شهداء الجمعة الخامسة إلى أربعة، ويصل عدد الشهداء منذ بداية المسيرات إلى 44 شهيدا.
ووفقاً للمعطيات الواردة من غزة، فقد أصيب في مواجهات أمس الأول الجمعة، 174 متظاهراً بنيران حية من بين 884 مصابا.
وقال الجيش الإسرائيلي إن جنود الجيش الإسرائيلي منعوا محاولة للتسلل إلى الأراضي الإسرائيلية قرب معبر كارني. وقال الناطق العسكري أن “المئات من مثيري الشغب العنيفين حاولوا اقتحام الحدود الإسرائيلية وإحراق السياج. وقد اقترب المشاغبون من السياج وألقوا العبوات والقنابل اليدوية وقنابل المولوتوف، ورشقوا الحجارة وحاولوا إشعال السياج”. والضحايا الآخرون هم عبد السلام بكر، 29 عاماً. محمد أمين المقيد، 21 سنة؛ وخليل نعيم عطا الله، 22 عاما.
وقال المتحدث باسم حماس، فوزي برهوم: “إن جرائم الاحتلال ضد المتظاهرين زادت من محفزات الشباب على مواصلة الكفاح الشعبي حتى يتم كسر الحصار”. وقال زعيم حماس يحيى سنوار أيضا، إن “المسيرات ستتواصل حتى تتحقق الأهداف في تطبيق حق العودة وكسر الحصار والعيش بكرامة”. وقال منظمو المسيرة إن الآلاف شاركوا في المسيرات التي تجري تحت شعار “الشبان المتمردون” وسيحافظ المتظاهرون على الاحتجاج الشعبي غير العنيف.
سلاح الجو يقصف مجمع القوات البحرية
إلى ذلك، تكتب “هآرتس”، أن سلاح الجو الإسرائيلي قصف، مساء الجمعة، ستة أهداف تابعة لقوات البحرية في قطاع غزة. وقال الجيش الإسرائيلي أن هذا القصف جاء ردا على “عمليات الإرهاب ومحاولة التسلل الواسعة إلى إسرائيل في وقت سابق من يوم الجمعة”. وأشارت وسائل الإعلام الفلسطينية إلى إصابة أربعة أشخاص في الهجوم.
وقال فوزي برهوم، المتحدث باسم حماس، إن “إسرائيل مسؤولة عن التصعيد المستمر في قطاع غزة وعواقبه وعن إصابة قوارب ومواقع الشرطة البحرية. هذه القوارب كانت تهدف إلى كسر الحصار ونقل الجرحى والطلاب. إسرائيل لا تستوعب بعد تداعيات هذا التصعيد وستبقى قوى المقاومة دائما السور الواقي للشعب الفلسطيني”.
ووفقاً لتقرير فلسطيني، فقد أطلقت طائرة إسرائيلية صاروخين على موقع قوات البحرية في قطاع غزة. وأفاد موقع “الرسالة” التابع لحماس أن الهجوم استهدف قاربين تابعين للمنظمة. وقال الموقع إن عناصر من حماس كانت ستبحر في هذه القوارب لمقابلة الأسطول المتجه إلى قطاع غزة لكسر الحصار الإسرائيلي. وقالت وزارة الصحة في غزة إنها لم تكن على علم بأي إصابات.
في هذا السياق تكتب “يديعوت أحرونوت” أن الجيش الإسرائيلي قرر تغيير نموذج العمل في مواجهة التظاهرات، ومنذ الآن، سيرد على كل مظاهرة عنيفة، بقصف منشآت نوعية لحماس في أعماق غزة.
وبينما كان يجري الرد على المظاهرات العنيفة في السابق بإطلاق نيران الدبابات على مواقع الحراسة الفارغة لحركة حماس، بدأ الجيش، يوم الجمعة، طابع عمل جديد، وهاجم في ساعات المساء ستة أهداف تابعة للشرطة البحرية والكوماندوس البحري في غزة.
وحسب “يسرائيل هيوم” فإن حماس تشهد نقاشا داخليا عميقا حول فاعلية مسيرات العودة الأسبوعية، وان رام الله انتقدت حماس بشدة “لأنه يرسل الجموع لكي تصاب في التظاهرات كل أسبوع.” وقال محمود الهباش، المقرب من أبو مازن، خلال خطبة الجمعة، إن “حماس تغامر بحياة أولادنا وأبناؤنا الذين ترسلهم لمواجهة جنود الاحتلال على السياج كل أسبوع، فيدفعون دمهم ثمنا لمصالح حماس”.
ترامب: “قد أصل لتدشين السفارة في القدس – أنا أفخر بذلك”
تسأل صحيفة “يسرائيل هيوم” عما إذا كان رئيس الولايات المتحدة سيصل إلى إسرائيل بعد أسبوعين لحضور حفل تدشين السفارة الأمريكية الجديدة في القدس، وتكتب أنه تم سؤال دونالد ترامب يوم الجمعة عن ذلك، ففاجأ الصحفيين عندما أعلن أنه من الممكن أن يصل لحضور الحدث الاحتفالي.
وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في البيت الأبيض: “قد أحضر، أنا فخور جدا بذلك”. بالطبع، لم يصدر أي تصريح رسمي بعد، وليس من الواضح ما إذا كانت هناك فرصة لوصول الرئيس. وحتى الآن، كانت الحكومة تتحدث عن مسؤولين كبار في البيت الأبيض سيحضرون الاحتفال، ولكن ليس ترامب نفسه. وفي غضون ذلك، ذكرت شبكة CNN الأسبوع الماضي أن صهر الرئيس جارد كوشنر، وهو أيضا مستشار بارز في البيت الأبيض، من المتوقع أن يصل إلى إسرائيل لحضور حفل التدشين. وفي الأسابيع الأخيرة، ذكرت التقارير أن كوشنر وزوجته، إيفانكا ترامب، يعتزمان حضور هذا الحدث.
في غضون ذلك، أعلن رئيس باراجواي، هوراسيو كيرتس، في نهاية الأسبوع أنه ينوي نقل سفارة بلاده إلى القدس قبل انتهاء فترة رئاسته في حزيران. وقال ذلك خلال الاحتفال بمناسبة الذكرى السبعين لاستقلال إسرائيل، الذي أقيم في العاصمة أسونسيون.
مقالات
ولكن لماذا لم يبلغ الفتى سن العشرين؟
تحت هذا العنوان يكتب جدعون ليفي، أنه لم يبق أي إسرائيلي غير مبال إزاء موت الفتيات التسع والصبي من “أبناء صهيون” في الفيضان. هناك مجتمعات تتعامل مع مثل هذه الكارثة بضبط النفس، أما إسرائيل فقد ردت بحزن تظاهري وإعلامي، من خلال تقديس الموت. هذا هو طريقها، وهذا حقها.
كما أن وسائل الإعلام، التي لا مثيل لها في تحديد مشاعر المستهلكين، وكذلك تأجيجها، قد أدت دورها: طبعات مكتظة، وعشرات الصفحات، صور وعناوين ضخمة، من المفترض أن تحرك القلوب: “في زهرة الشباب”، “ملح الأرض”، “كيف سنشرح لهم؟”، “وادي الموت”، “رحلة قاتلة”، “لماذا؟” وبالطبع قصص حياة الموتى، جميعهم من الطلاب المتميزين، من الأطفال المذهلين، أجمل الزهور. كما أن السياسيين لم يفوتوا الفرصة، وغردوا أن قلوبهم تحطمت.
هناك شيء مؤثر في مجتمع يعبر عن هذا التضامن مع الحزانى. ربما لا يوجد شيء خاطئ، أيضا، في وسائل الإعلام التي تغذي هذه المشاعر للحظة. لكن من مجتمع يقدس موتاه إلى هذا الحد، يرثيهم ويتوحد في مواجهة الكارثة، ويضخم صورهم، ويبكي على موتهم، يمكن للمرء أن يتوقع بعض المشاعر الإنسانية أمام الموتى الآخرين، أبناء البلاد نفسها، الذين يُقتلون بأعداد مرعبة بأيدي هذا المجتمع.
بالتأكيد لا يمكن أن نتوقع مشاعر متساوية إزاء الأبناء والجيران، الأحباء والأعداء – ولكن يمكن أن نتوقع على الأقل قدرا ضئيلا من التعاطف مع الآخرين. لكن هذا لا يحدث هنا أبداً. في بعض الأحيان يبدو أن إسرائيل تعرب عن حزنها على موتاها بجرعات كثيرة، إلى حد عدم بقاء ولو ذرة واحدة من المشاعر الإنسانية إزاء قتلى الشعب الثاني، الذين سقطوا بأيديها.
في الأسابيع الأخيرة، قُتل عشرات الشبان، من نفس جيل الذين قتلوا في وادي “تسافيت”. هم أيضا، قُتلوا على التربة الرملية في جنوب البلاد، وعلى مسافة ساعتين فقط بالسيارة بين موقعي الموت. في وادي تسافيت، قُتل الشبان في كارثة طبيعية، وعلى الحدود مع غزة، يقتلون بيد الإنسان. قوة قاهرة في الوادي العاصف، السلطة العليا للدولة التي تسيطر على السياج.
ضحايا غزة، أيضا، كانوا طاهرين وأنقياء – كيف يمكن لفتى يبلغ من العمر 15 عاما، مثل عزام عويضة، الذي قتل برصاص قناص في رأسه، ألا يكون طاهرا ونقيا – ويمكن القول عنهم، أيضا، إنهم ملح الأرض، ملح أرضهم وشعبهم. هم أيضا قالوا: نحن الأوائل دائما، وهم أيضا كانوا على استعداد للنضال من أجل شعبهم، مثل طلاب الكلية، وهم أيضا، أحبوا بلادهم مثل متنزهي “بني صهيون”. وكان سيسرهم بالتأكيد التجوال فيها على طولها وعرضها، بما في ذلك في وادي تسافيت، لو استطاعوا ذلك فقط. هم أيضا كانوا أجمل الزهور، والآن هم ميتون.
عليهم، أيضا، يحزن شعب بأكمله. هل يظهر الإسرائيليون استعدادهم لتقبل وفهم هذا على الأقل؟ هم أيضا، لديهم آباء وأفراد أسرة وأصدقاء تدمر عالمهم في أيام الجمعة السوداء هذه، عندما قنصهم جندي وصمتت قلوبهم. حتى أرواح عائلاتهم الثكلى لن ترجع مرة أخرى كما كانت قبل مأساتهم، حزنهم أيضا أصعب من أن يتم تحمله. كانت حياتهم القصيرة يائسة وبائسة أكثر من نظرائهم الإسرائيليين، ولا يمكن لأي إسرائيلي أن يتخيل حياة أولئك الذين نشأوا داخل الحصار.
كان من المفترض أن يتم تجنيد طلاب الكلية، الذين ماتوا، إلى الجيش الإسرائيلي قريبا. وعلى الجانب الآخر من السياج، لا يوجد جيش للالتحاق به، ولا أسلحة متطورة لتشغيلها. لذلك فإنهم يستخدمون الحجارة والمرايا والإطارات في حربهم اليائسة على حريتهم. لا يكاد يوجد ذكر لموتهم في وسائل الإعلام ولدى الجمهور في إسرائيل، باستثناء الأرقام. لا توجد أسماء أو صور أو قصة حياة أو شيء يذكر بأنهم كانوا بشرا، تمامًا مثل الجانب الآخر.
هؤلاء وأولئك ما كانوا يستحقون الموت. “ولكن لماذا لم يبلغ الفتى سن العشرين؟” يجب أن نسأل في ضوء الموت الفظيع لتسور ألفي البالغ من العمر 17 عاماً من “مزكيريت باتيا”، تماماً كما في حالة وفاة محمد أيوب البالغ من العمر 14 عاماً من مخيم جباليا للاجئين.
ونحن نصمت: من المفتي النازي إلى المفتي الحالي
تحت هذا العنوان يكتب إيدي كوهين، في “يسرائيل هيوم”، أن المفتي الفلسطيني محمد أحمد حسين، أصدر قبل أسبوعين (تحديدًا في يوم إحياء ذكرى المحرقة) فتوى تمنع بيع العقارات لليهود في القدس، وهي فتوى مشبعة بمعاداة السامية والعنصرية وتتضمن عناصر التحريض على العنف والقتل.
وحسب ترجمة “نظرة على وسائل الإعلام الفلسطينية” برئاسة “إيتامار ماركوس”، للوثيقة، فقد أفتى المفتي: ” فلسطين التي تحتضن القدس أرض خراجية وقفية، يحرم شرعاً التنازل عنها، أو تسهيل تمليكها للأعداء، لأنها جزء من الأملاك الإسلامية العامة وتمليك الأعداء لدار الإسلام أو لجزء منها باطل، ويعد خيانة”.
وأضاف أن “من يبيع أرضه لأعدائه، أو يأْخذ تعويضا عنها، يعتبر آثما، لأنه يساعد بذلك على إخراج المسلمين من ديارهم. وتابع أن الله جل جلاله يعتبر الذي يخرج المسلمين من ديارهم، أو يساعد على ذلك مفارق للجماعة، خارج عن الملة، ومقترف أعظم الآثام”. كما كتب أن “القدس هي عاصمة دولة فلسطين الأبدية، وأن القرار الأميركي بنقل السفارة الأميركية إلى القدس واعتبارها عاصمة الاحتلال، قرار باطل ولا شرعية له، لأنه تصرف من لا يملك في حق غيره”.
وأكد حسين أن “القدس والمسجد الأقصى المبارك وقفان إسلاميان إلى يوم القيامة، لا يباعان ولا يوهبان ولا يورثان، ولا يملك أحد أن يتنازل عنهما. التنازل عن القدس أو جزء منها، أو عن جزء من المسجد الأقصى المبارك للغاصبين، كالتنازل عن مكة والمسجد الحرام أو المدينة المنورة والمسجد النبوي الشريف”.
ولا يذكر المفتي على وجه التحديد أن الحظر ينطبق فقط على البيع لليهود، ولكن من الواضح أنه يقصدنا، عندما أشار صراحة إلى أن إسرائيل اغتصبت فلسطين وطردت سكانها من ديارهم ونهبت ممتلكاتهم ونفذت، حسب رأيه، أبشع الجرائم في الأماكن المقدسة.
تذكرنا هذه الفتوى بفتوى سابقة أصدرها مفتي آخر، قبل قيام دولة إسرائيل. ذلك هو مجرم الحرب أمين الحسيني، الذي تعاون مع النازيين قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية، وحاول بنجاح كبير تأجيج العرب في فلسطين، وتحريضهم ضد اليهود، ومنعهم من بيع الأراضي والممتلكات. وأعلن المفتي في ذلك الوقت أن منح الملكية على الأراضي في فلسطين للصهاينة سيقود بشكل غير مستحيل إلى شطب المعالم الإسلامية وإطفاء نور الإسلام والعرب في الأرض المقدسة، وأن بيع كل قطعة أرض للصهاينة يعني خيانة الله ورسوله وجميع المسلمين، ويساعد على طرد المسلمين من ديارهم.
وحدد الحسيني أن كل من يبيع الأرض كأنه باع أجزاء من المسجد الأقصى، وبالتالي يجب نبذه وعدم دفنه في مقبرة إسلامية. ” يجب عدم مصادقتهم أو تحويلهم إلى أصدقاء لنا، انهم العدو، فاحذروا منهم، حتى لو كانوا أباءكم، أو أولادكم، أو إخوانكم، أو أزواجكن أو زوجاتكم. إن بيع الأرض، أو حتى شبر منها، والسمسرة أو الوساطة لبيعها، أو اتخاذ موقف محايد في هذه المسألة، هو خيانة من الدرجة الأولى لله ورسوله والمؤمنين”.
وفي حينه، ارتفعت أسهم المفتي لأنه كان ينظر إليه، من بين أمور أخرى، كمدافع عن أرض العرب في مواجهة اليهود. لقد استخدم الرجلان، الحسيني في حينه، وحسين اليوم، دعاية التخويف. وقضى كلاهما بأن أي شخص يبيع الأراضي في القدس لليهود سيُحكم عليه بالإعدام ولن يحظى بالعالم القادم. لقد اعتمدا في أحكامهما على القرآن والحديث. والسلطة الدينية التي تمتعا بها تضفي الشرعية على الرسائل بين أتباعهم.
السؤال المطروح الآن هو لماذا لم تلق الفتوى الفاضحة لمفتي السلطة الفلسطينية صدى في الإعلام الإسرائيلي؟ وكذلك، لماذا لا يعملون على فضح محاولات الفلسطينيين لتهديد والمس بحرية العمل لسكان القدس؟ لماذا لا تتعلم إسرائيل فضح الوجوه الحقيقية للفلسطينيين أمام قادة العالم؟ هل أصبحنا معتادين على معاداة السامية من قبل الفلسطينيين وعنصريتهم ضدنا؟