اقلام حرة

غابت بهجة الحياة

غابت بهجة الحياة بكل مظاهرها الجميلة عن القطاع المحاصر وهو الذي حافظ على الهوية الوطنية العميقة المتجذرة المتعلقة بالأرض منذ عام النكبة 48 ولم يشعر سكانه بشظف العيش حتى وهم تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي العسكري المباشر فلم تعد هناك آمال كبيرة لأبنائه الموزعين بين حالات الفقر و البطالة وانتظار الراتب وانتشار التسول بانفراج قريب بتغيير الحال إلى الأفضل وهم يرون في كل وقت تطحنهم فيه قسوة الحياة بكل أشكالها المعيشية أن الانقسام السياسي يأخذ بالتعمق أكثر وأكثر لدرجة أصبح فيها عصيا عن الانتهاء فلا الوساطات السياسية وآخرها الوساطة المصرية القائمة الآن وضعت حدا لمظاهر الإنقسام ولا كل الاتفاقيات التي ابرمت في مكة والدوحة والشاطىء والقاهرة توصلت إلى تحقيق أي إنجاز فعلي ملموس على طريق المصالحة الوطنية ..في الشعوب المستعمرة التي تناضل من أجل الحصول على الاستقلال الوطني لا تكاد تظهر فيها أي شكل من أشكال الصراع على السلطة السياسية أثناء الثورة والمقاومة لأن كل الجبهات وحركات التحرر والأحزاب فيها تناضل جميعها ضد الاحتلال ..لا تبحث عن مكاسب تنظيمية ولا قادتها وكوادرها تهمهم تحقيق إمتيازات فئوية يتمسكون بها على حساب المصلحة الوطنية العليا والصراع على السلطة السياسية فيها يكون عادة بعد إنجاز هدف التحرر و تحقيق الاستقلال وهو شيء طبيعي يمكن تفهمه بحكم اختلاف البرامج السياسية والمنطلقات الفكرية لهذه القوى السياسية .. والسؤال الذي يلح بالطرح الآن حيث تداعيات جديدة اقتصادية واجتماعية أخذ يسببها هذا الإنقسام لها تاثيرها السلبي على المشروع الوطني الفلسطيني برمته. ..السؤال الكبير : لماذا تجربتنا النضالية والكفاحية الفلسطينية تشذ عن هذه القاعدة المألوفة في حركات التحرر الوطني العربية والعالمية ؟ لماذا لا نستلهم تجارب الثورات الوطنية التحررية في بلدان العالم الثالث التي خضعت للاستعمار الغربي الكولنيالي وأكثرها قربا منا بحكم العلاقة القومية والكفاحية الثورة الجزائرية حيث الصراع فيها على السلطة السياسية بين جيش التحرير الذي كان يقوده العقيد هواري بو مدين الذي تولى منصب الرئاسة فيما بعد والقيادة السياسية بزعامة الرئيس احمد بن بللا حصل بعد تحرر الجزائر من الاحتلال الفرنسي وحصولها على الاستقلال الوطني الكامل ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق