الرئيسية

إغبارية يشارك في محاضرة عن الخلاف والنقد الفلسفي عند الغزالي وابن رشد 

شارك مؤسس منظمة همسة سماء  الثقافة  د-عبد الحفيظ إغبارية  في محاضرة في ادبيات النقد الفلسفي  عند العالماء الغزالي وابن رشد 

وقد نشر إغبارية  مضمون  المشاركة عبر حسابه الرسمى فيس بوك ةالموقع الرسمى التابغ لمنظمة همسة سماء الثقافة  على النحو التالى 

مشاركتنا في مكتبة جامعة كوبنهاغن في محاضرة عن الخلاف والنقد الفلسفي عند الغزالي وابن رشد 
التلخيص في النهاية يمكن القول بعد استعراض حجة كلا الطرفين، أنه بعد مرور هذه القرون ورغم المسلك الموضوعي الذى اتخذه ابن رشد عند النظر في آراء الآخرين، سواء فيما يتعلق بآراء الغزالي أو الفلاسفة المسلمين أو غيرهم من الفلاسفة، فلم يرفض كل ما قالوه ولم يقبل كل ما قالوه. ويقول ابن رشد في كتابه فصل المقال، عند الرجوع إلى كتب السلف (ننظر في الذي قالوه من ذلك وما أثبتوه في كتبهم، فما كان منها موافقا للحق قبلناه منهم وسررنا به وشكرناهم عليه ، وما كان منها غير موافق للحق نبهنا عليه وحذرناهم منه وعذرناهم).
على النقيض تماما نجد الغزالى وضع حكمًا مسبقًا وهدفًا مسبقًا عند مناقشة آراء ومعتقدات الفلاسفة، ومن ثم فهو موقف غير محايد لا يصح اتخاذه كأساس لحوار موضوعي، يعطي نتائج موضوعية تحتمل قبول رأي الطرف الآخركلياً أو رفضه كليًّا، أو قبول بعضه ورفض بعضه.
إلا أن الغزالي انتصر على ابن رشد، ويبدو أن الهدف من كل ما قاله الغزالي وغيره يومها هو إنتاج رفض شعبي لأي فكر عقلاني أو عزل هذه الأفكار عن الجماهير بحاجز من مثل هذه الأحكام القاطعة التكفيرية، والمحاولة الصارمة في عزل الجماهير عن الأفكار العقلانية في نهاية المطاف.
وفى الحقيقة يجعلنا هذا المشهد ان نسقطه على واقعنا المصيري حاليا، وحالة الانفصال والعزلة التى يدفع بها النظام أو رجالات الدين ليبتعد العامة عن اى فكر موضوعى عقلانى ،واللجوء دائما للتكفير والتخوين للمعارض لافكارهم والتى تعرف باسم النخبة المثقفة، وهو بالضبط ما جسده ابن رشد فى عصره، حيث كان يمثلهو وغيره تلك “النخبةالمثقفة “المتفلسفة.
وبلا شك أن معاناة ابن رشد أيضا كانت جزءًا من معاناة طويلة للمثقف العقلاني في مجتمعه بين قمع السلطة وتخلف العامة وسخط رجال الدين التقليديين المعادين للفلسفة، الذى يمثل ايضا حالة مفكرينا اليوم، ومحاله إجبارهم أن يكونوا مجرد حالة معزولة عن المجتمع بحكم الجهل أوالتجهيل السائد في الطبقات الدنيا من هذا المجتمع “العامة”، والعمل على اخضاع دائم لهذه الجماهير لتأثير رجال الدين المعادين لأي محاولة عقلانية لتفسير و فهم الواقع،وهو ماتقوم به الفضائيات الدينية فى عصرنا بمنتهى البراعة والاقتدار!!
حقا لقد انتصر الغزالي، فالغزالي هو الحاكم الحقيقى لبلادنا اليوم، ما زالت افكاره وكلماته تبسط سيطرتها على عقول تفصل بينها وبينه مئات السنين ،ولكنها موجوده بقوة على ارض الواقع سواء فيمن وصلوا إلى سدة الحكم، أو من يظهرون عبر الفضائيات الدينية يكفرون ذاك ويهدرون دم ذلك.
اننا لدينا ملايين من غزالي القرن العشرين، ومااشبة غزالى اليوم بالبارحة، ذلك الغزالي الذى كان دائما فى اطلاق أحكامه يعتمد على مثل هذه الاتهامات مثل “من تمنطق فقد تزندق” وتكفير وتجريم اى محاولة لاختراق هذه الحدود للتفكير.
إنه لغزالي اليوم الذى يمثل الاتصال بين النظام كسلطة سياسية والمسجد كسلطة دينية بشكل يجعل فى النهاية من الكتابة جنحة، ومن الصوت جريمة، واتصالهما، تحت عباءة الغزاليّ، هو شريعة الدم، وصورة فوتوغرافية لـ”تهافت الانسان”، فيصبح القتل حدثًا عاديًّا، والمجزرة خبرًا يوميًّا، والتعذيب والذلّ إعلانًا مبوّبًا في بيانات الأحزاب والعشائر والطوائف والحركات والجماعات..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق