شعر وشعراء

هل سمعتم بالأميرة دعد والشاعر التهامي؟ تعرف على قصة القصيدة التي قتلت صاحبها

\ الأميرة دعد

إلى جانب شهرتهم في الحروب والمعارك، اشتهر العرب أيضاً بقصص الحب والشعر والبراعة في الغزل وطلاقة اللسان.

فالتاريخ العربي يذخر بقصائد بديعة خلدت ذكر أصحابها إلى يومنا هذا، وفي حين نعلم جميعاً قصصاً شهيرة كمجنون ليلى وعنترة وعبلة، إلا أن هناك حكايات لم يسمع أغلبنا بها مثل قصة الأميرة دعد والشاعر التهامي الذي قتلته قصيدته.

قصة الأميرة دعد والشاعر التهامي

لم تكن الأميرة دعد بالغة الجمال فحسب، بل كانت أيضاً شاعرة تفوقت في بلاغتها على سائر شعراء نجد.

ومن الطبيعي أن يتهافت لخطبتها أمراء العرب من كل حدب وصوب، فهي ابنة أحد أهم أمراء نجد، وتروى الحكايات عن حسنها وبلاغتها في كل أنحاء الجزيرة العربية.

لكن دعد لم توافق على خطبة أي منهم، واشترطت ألا تتزوج إلا من هو أكثر بلاغة منها، فكان مهرها قصيدة تعجبها وتعجز هي عن نظم مثلها.

تهافت الشعراء من كل أنحاء الجزيرة العربية يروون القصائد في حُسن دعد دون أن يعجبها أي من أشعارهم، إلى أن قرر شاعر تهاميٌّ المضي إلى نجد للمثول أمام دعد.

الشاعر الذي قتلته قصيدته

اختلف الرواة في هوية شاعر تهامي كتب قصيدة للأميرة دعد، فمنهم من قال إنه ذو الرمة ومنهم من نسبها إلى دوقلة المنبجي، وعلى الرغم من عدم معرفة صاحب القصيدة تحديداً، فإن من المعروف أنه قُتل في طريقه إلى نجد.

فبينما كان التهامي ماضياً إلى نجد التقى شاعراً آخر وأخبره بقصته وروى على مسامعه القصيدة، فأعجب بها الشاعر الذي كان ماضياً إلى نجد للغرض نفسه، فحدثته نفسه بقتل التهامي وسرقة قصيدته، وهذا ما كان.

اقتلوه فقد قتل زوجي

وصل الشاعر القاتل إلى نجد، وطلب رؤية الأميرة دعد، وأخذ الشاعر ينشد القصيدة بصوت عالٍ، فعرفت الأميرة من لهجته أنه ليس تهامياً، ولكنها سمعت في أثناء إنشاده أبياتاً تدل على أن ناظمها من تهامة.

فعلمت بنباهتها وفراستها أن الرجل قتل صاحب القصيدة وانتحل قصيدته. فصاحت بأبيها: “اقتلوا هذا، إنه قاتل بعلي”. فقبضوا عليه، واستنطقوه فاعترف.

تداولت العرب بعد ذلك قصيدة التهامي، ولا أحد يدري ما حلَّ بدعد، لكن قيل إنها لم تتزوج قط، فقد قال فيها التهامي ما لم تجُد به قريحة أي من خاطبيها.

القصيدة التي قتلت صاحبها طويلة، لكن إليكم أجمل ما ورد فيها:

لَهَفي عَلى دَعدٍ وَما حفَلت        إِلّا بجرِّ تلَهُّفي دَعدُ

بَيضاءُ قَد لَبِسَ الأَديمُ أديم         الحُسنِ فهو لِجِلدِها جِلدُ

فَالوَجهُ مثل الصُّبحِ منبلجٌ          والشعر مِثلَ اللَيلِ مُسوَدُّ

ضِدّانِ لِما اسْتُجْمِعا حَسُنا         وَالضِدُّ يُظهِرُ حُسنَهُ الضِدُّ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق