مقالات

القاعدة وهجمات أيلول.. ملاحظات بخط بن لادن تكشف أسراراً

بن لادن كان يخطط قبيل مقتله لشن هجوم منسّق على ناقلات نفط أميركية

رغم مرور أكثر من 10 أعوام على مقتله، تعود تفاصيل حياة زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن وأفعاله ومخططاته إلى الواجهة.

فقد بدأت الخبيرة الأمنية نيللي لحود بتحليل ملفات رفعت عنها السرية مؤخراً للكشف عن معلومات جديدة.

وكشفت أن بن لادن، كان يخطط قبيل مقتله لشن هجوم منسّق على ناقلات عملاقة تحمل النفط إلى الولايات المتحدة عندما قتل عام 2011، بحسب ما نقلت صحيفة “التيليغراف”.

كما أضافت أن زعيم القاعدة بدأ التخطيط منذ عام 2004، بلا كلل لإعادة بناء منظمته ، وقبيل وفاته كان يعدّ العدة لشنّ هجوم منسق على ناقلات عملاقة تحمل النفط إلى الولايات المتحدة، آملاً بخنق ثلث إمدادات النفط الأميركية، مما ينتج عنه انهيار اقتصادي واحتجاجات عامة من شأنها أن تؤدي إلى تغيير في السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

ملاحظة غريبة بخط بن لادن!

ومن بين ما كشفت عنه، ملاحظة كتبها بن لادن على ورقة ممزقة من دفتر ملاحظات حلزوني ، بعنوان “ولادة فكرة 11 سبتمبر”، حيث من الواضح أن بن لادن كان يقرأ تقريرا إخباريا عن الطيار الذي حطّم عمداً رحلة مصر للطيران رقم 990 من نيويورك إلى القاهرة قبالة ساحل نيو إنجلاند، مما أسفر عن مقتل 217 شخصا ، في 31 أكتوبر 1999.

فوجّه بعدها الكلام لمساعديه متسائلا: “لماذا لم يصطدم ببرج مالي؟”

إلى أن توصل بعدها إلى خطة لتوجيه الطائرات نحو رموز القوة الأميركية، بينها المركز المالي في نيويورك، ومبنى البنتاغون، ومبنى الكابيتول في واشنطن العاصمة.

دور للمُلا عمر زعيم طالبان!

إذاً، حصل بن لادن على فكرة 11 سبتمبر من حادثة مصر للطيران التي وقعت عام 1999، حيث كتب في ملاحظته أن تلك الطريقة طورت فكرة هجوم 11 سبتمبر في رأسه، مشيراً إلى التوقيت الذي بدأ فيه التخطيط.

وأطلق تقرير لجنة 11 سبتمبر / أيلول على خالد شيخ محمد لقب مهندس الهجمات، رغم أن ذكره لم يرد في ملاحظات بن لادن.

وافترض معظم المعلقين أن زعيم طالبان المُلا عمر لم يكن يعلم بأحداث 11 سبتمبر مقدما.

إلا أن الملاحظات المكتوبة توضح أنه تم التشاور مع الجماعات الإرهابية الأخرى، بما في ذلك طالبان، وسط شكوك من أن اغتيال القاعدة لأحمد شاه مسعود وهو أحد أعداء طالبان، عشية الحادي عشر من سبتمبر لم يكن مصادفة، وإنما مقابل موافقة الملا عمر على الهجوم على أميركا.

الساعات الأولى من عملية الاغتيال

إلى ذلك، كشفت الأوراق أن فريقاً من القوات البحرية الأميركية اكتشف في الساعات الأولى من صباح يوم الثاني من أيار/ مايو 2011 مكان أسامة بن لادن زعيم القاعدة ومهندس هجمات الـ 11 من سبتمبر والرجل الأكثر مطاردة في العالم، فنفّذ غارة على مجمع محلي في بلدة أبوت آباد الباكستانية.

وأوضح أنه مع اقتراب الموعد النهائي للعملية الذي وضع بـ 30 دقيقة، طلب الفريق مزيدا من الوقت على الأرض بعدما وجدوا طنًا كاملاً من أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الإلكترونية في الطابق الثاني.

فمنحوا الإذن، وخلال الـ 18 دقيقة استعادوا أكثر من 470.000 ملف، بما في ذلك ما يقرب من 6000 صفحة عربية من البيانات الداخلية للقاعدة التي لم تكن مخصصة للظهور إلى العلن.

يشار إلى أن القوات الخاصة الأميركية عندما هاجمت مجمع أبوت آباد الذي بني في عام 2005، اكتشفوا اثنتين من زوجات بن لادن والعديد من الأطفال والأحفاد.

وكانوا يحتفظون بماعز ودجاج وبقرة، ويعتمدون بشكل رئيسي على حراس الأمن المؤيدين لهم من الباكستانيين المحليين من أجل شراء احتياجات أساسية أخرى.

وكتب بن لادن: “نخبز خبزنا بأنفسنا، ونشتري الحبوب بكميات كبيرة. يتكون التسوق المنتظم لدينا من الفاكهة والخضروات”.

كما تم الاحتفاظ بالأدوية الأساسية في المنزل، ولم تتم استشارة الأطباء إلا في حالات الطوارئ.

كما لعبت اثنتان من بنات بن لادن، وهنّ سمية ومريم، دورا رئيسيا في مساعدة والدهما بتصريحاته العامة.

أوراق تكشف لأول مرة

يذكر أنه لم يتضح من التقرير إلى أين ذهب بن لادن بعد فراره من كهوف تورا بورا في أفغانستان أواخر عام 2001، بل يشتبه بأنه توجّه إلى شمال وزيرستان أو في المناطق القبلية الخارجة عن القانون في باكستان، وبعد ذلك في أبوت آباد إلى أن قتل هُناك عام 2011.

ورغم الجهود الإضافية التي بذلت بعد مقتل بن لادن إلا أن أوراقه السرية لم تظهر حينها، بل تعمل عليها لحود اليوم بعدما رفعت عنها السرية وتم تحليلها لأول مرة.

وقدّمت الخبيرة الناطقة بالعربية في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب، نظرة ثاقبة غير عادية على الأعمال الداخلية للقاعدة، قبل وبعد 11 سبتمبر/أيلول بعد تحليل الأوراق كشفت فيها عن خطط المنظمة الإرهابية وطموحاتها وحتى إحباطاتها التي كانت خاضعة لحراسة مشددة.

العربية نت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق