الرئيسية
الشعبية في خان يونس تنظم وقفة جماهيرية حاشدة تنديداً بالحصار والانقسام والأوضاع المعيشية المتفاقمة بالقطاع
استمراراً لفعالياتها الميدانية المتواصلة لدق جدران الخزان في القطاع نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين محافظة خان يونس وقفة جماهيرية حاشدة شارك بها الآلاف تنديداً بالحصار والانقسام والأوضاع المعيشية المتفاقمة بالقطاع، بمشاركة واسعة من قيادات وكوادر وأعضاء الجبهة وممثلي القوى الوطنية والإسلامية والمخاتير والأعوان وأهالي المحافظة.
ورُفعت بالمسيرة أعلام فلسطين والشعارات المنددة بالحصار وبتعامل المسئولين عما يعانيه القطاع من أزمات، على صوت ال
هتافات الصاخبة والغاضبة التي تؤكد على أنه آن الأوان لإنهاء هذا الحصار والانقسام والمضي قدماً في إنجاز المصالحة ومواجهة كل محاولات عرقلتها، وبأنه قد حانت اللحظة التي تستعيد فيها الجماهير الشعبية بريقها ودورها حتى تكون قادرة عل
ى مواجهة كل ما يستهدف قضيتنا، والمحذرة ايضاً من الغضب الشعبي ومن أن غزة لا يمكن أن تهزم أو أن تركع لمن يحاصرها ويفاقم معاناتها.
وجددت الجبهة خلال هذه الوقفة تأكيدها على أن هذا الحراك ليس جبهاوياً فحسب بل وطنياً، وأنها لن تساوم على الحقوق المدنية والمعيشية لأبناء شعبنا، وستواجه ومعها كل الوطنيين والشرفاء من أبناء شعبنا كل المحاولات الهادفة لإستنزاف أبناء شعبنا وانهاك طاقاتهم وإراداتهم من خلال استمرار خنقهم بأزمات اقتصادية واجتماعية تستهدف ضرب الحاضنة الشعبية للمقاومة وإضعاف قدرته على مواجهة أي محاولات هادفة لتصفية قضيتنا الوطنية والتي تجري على قدم وساق.
واعتبرت الجبهة أن هذه الجماهير المحتشدة والتي لبت دعوتها تعكس إجماعاً شعبياً وإصراراً على ضرورة إنهاء هذا الواقع المجافي، مؤكدة أنها على قناعة بأن هذا لن يتحقق إلا بتعزيز أدوات الضغط الشعبي الحقيقي من أجل إنجاز المصالحة باعتبارها مفتاح حل كافة المشكلات الوطنية والحياتية والمعيشية التي أثقلت كاهل المواطن، وبلغت منحى خطير جداً قد يدفع غزة لحالة من الفوضى التي سترتد على أمن وسلامة المجتمع.
ودعت الجبهة جماهير شعبنا بكافة قواه وفعالياته الوطنية والمجتمعية وقطاعاته الشبابية والطلابية والنسوية والنقابية إلى الانخراط في الحراك الجماهيري وفي هجوم المصالحة من خلال أوسع اصطفاف وطني وشعبي للضغط لإنهاء هذا الواقع المجافي، معتبرة أن أساس انجاز المصالحة هو الالتزام بتنفيذ بنود اتفاق القاهرة عام 2011، بالإضافة إلى اتفاق أكتوبر 2017، والاتفاق الوطني 21-22/ 11/ 2017، لافتة أن المصالحة هي المدخل ومفتاح الحل للأزمات والمشكلات الوطنية والمعيشية والحياتية التي يعاني منها شعبنا ورافعة لمواجهة المشاريع التصفوية.
كما دعت للانطلاق من مبدأ تعزيز الشراكة الوطنية وتحديد الهدف الثابت وهو دعم وإسناد المصالحة ومواجهة محاولات عرقلتها، معتبرة أن الطريق لاستعادة الوحدة الوطنية هي الدفع بالقوى للاتفاق على استراتيجية سياسية تستند على برنامج القواسم المشتركة. وهذا يتطلب إجراء مراجعة سياسية لكل مسار العمل الوطني الفلسطيني.
وجددت الجبهة دعوتها لحكومة الوفاق الوطني إلى ضرورة أن تتحمّل مسئولياتها في التخفيف من معاناة شعبنا وتعزيز صموده، ومن بينها إنهاء الإجراءات المفروضة على القطاع، والتي فاقمت من معاناته.
ووجهت الجبهة خلال الوقفة صرخة غاضبة لكل المتسببين في معاناة أهالي القطاع وقالت: ” من حق الخريج والعامل إيجاد فرص عمل.. من حق شعبنا أن يرفع عنه الحصار وأن تفتح جميع المعابر وعلى رأسها معبر رفح… من حقنا أن تحل مشكلة الكهرباء والمياه والصرف الصحي… جريمة أن يتم ارهاق هذا الشعب المنهك بالجمارك والرسوم والضرائب”.
وأكدت على ضرورة ضمان الحريات العامة وطفي صفحة الانقسام بجانبيه السياسي والمجتمعي، وذلك عبر تفعيل ملف المصالحة المجتمعية، ووقف كل أشكال الاعتداء على حرية الرأي والتعبير، ووقف كل أشكال الاعتقال السياسي، والتحريض الإعلامي.
كما حمّلت المجتمع الدولي مسئولية استمرار الحصار وتوقف عجلة إعادة الاعمار، داعية إلى إنهاء ه
ذا الحصار الظالم المفروض على القطاع منذ سنوات، وإلى التحرك لإعداد خطة عاجلة لتسهيل إعادة الإعمار في القطاع بعيداً عن خطة سيري.
وشددت الجبهة على أن الجماهير الشعبية الفلسطينية بوعيها وتضحياتها ستفشل كل محاولات تحييد غزة ومقاومتها من دائرة الصراع، وستواجه بكل إصرار وعزيمة كل المحاولات المشبوهة لتصفية قضيتنا وما يطبخ دوليا من دولة غزة أو الاستفراد بالضفة أو عزل القطاع عن أبناء شعبه في الداخل والشتات.
واعتبرت الجبهة أن تصعيد الحراك الشعبي والاشتباك المفتوح مع الاحتلال وصولاً لانتفاضة شعبية شاملة لمواجهة الاحتلال وجرائم المستوطنين والاتفاق على استراتيجية مقاومة سياسية وكفاية تستند على برنامج القواسم المشتركة هي الكفيلة بإفشال كل المشاريع المشبوهة التي تستهدف قضيتنا. وفي هذا السياق وجهت الجبهة التحية إلى أبطال المقاومة الفلسطينية في الضفة الأبية والذين ضربوا العمق الصهيوني من خلال عمليات جريئة وعلى رأسهم الشهيد البطل أحمد نصر جرار، كما نحيي الحاضنة الشعبية التي تتصدى لجرائم الاحتلال على امتداد مدن الضفة والقدس.
وعاهدت الجبهة جماهير شعبنا بأنها لن تغادر ميادين الفعل حتى إنجاز المصالحة وإنهاء معاناة شعبنا وتخليصه من الظلم والفقر والاستبداد والانقسام والحصار وانتزاع حقوقه الكريمة، وستواصل تقدم الصفوف للدفاع عن أبناء شعبنا وعن حقوقه. كما عاهدتهم بأنها ستبقى في الخندق قوى المقاومة والممانعة التي تتصدى للاعتداءات الصهيونية والمخططات الغربية في المنطقة وستبقى تناضل من أجل تشكيل جبهة عربية مقاومة موحدة.