اقلام حرة
رسالة من القلب بقلم: صالح أحمد (كناعنة)
رسالة من القلب
بقلم: صالح أحمد (كناعنة)
///
أمتي .. أهلي… يا كل أخوتي في العروبة.. يا شركاء الهم والمصير…صدقوني… إنما تنبع مشكلاتنا من كوننا لا نتعلم من تجاربنا.. ونعمق الفرقة بيننا بكوننا نترك المهم … وننشغل بالهامشي… لم نتعلم من جرح النكبة.. لم نتعلم من ذل النكسة… لم نتعلم من الهزائم والمصائب المتتابعة..والكوارث التي حلت بنا كأمة.. وبدلا من أن توحدنا هذه الكوارث.. بدلا من أن تقربنا من بعضنا.. لم نزدد إلا فرقة.. وخلافا … لأننا تحكمنا الأنانية.. تقديس الذات.. وتقديس الرأي.. وإقصاء الآخر شخصا ورأيا .. بل رفضه ومحاربته وإضمار العداوة له…لأننا لا نضمر إلا انتفاخ الذات العبثي الذي لا يقود إلا إلى الفرقة ، وإلى تَكَبُّر كل فرد منا على ألآخر.. نبحث عن سبب للخلاف.. ولا نفكر أبدا بمد خيوط التفاهم بيننا وتقريب وجهات النظر والأفكار.. ونستبدلها بخيوط التنافر.. وتبادل التهم.. كل فريق يتهم الآخر.. يخوّن الآخر.. يجرّم الآخر… يسفّه الآخر برأيه وموقفه… كل يرى بالمخالف والمعارض عدوًا… حتى لا تجد فريقا بيننا إلا ويتهم الفريق الآخر بالخيانة.. ويحمله أسباب ما نحن فيه من ضعف وتأخر…ليبرئ نفسه…كل منا يريد احتكار الحق ليكون ملكه وحده.. ليرمي الآخر بالباطل..
وهكذا يضيع الحق تماما.. ونبقى ندور في فراغ وتأخر، بل تقهقر وضياع…
وهكذا يستغل أعداءنا فراغنا.. بل خواءنا هذا .. وفرقتنا الدائمة.. ليحققوا ما شاؤوا وشاءت لهم أطماعهم وخبثهم على أرضنا .. ويكتبون مصيرنا.. ونحن لا نتعلم .. على الأقل لا نتعلم من أعدائنا كيف يحترمون الخلافات بينهم.. بل يستثمرون الخلاف في الرأي؛ ليكون سببًا لوحدة الموقف.. وهكذا نبقى نحن أمة متطاحنة في ما بينها.. تقاتل بعضها.. كأفراد.. وكجماعات… والعدو يكمل مسيرة القتل .. بل يتمتع بقتلنا السهل.. وإذلالنا…بعد أن دمرنا كل أسباب قوتنا بايدينا…
ويبقى السؤال: أما آن لنا ان نصحو؟
أما آن لنا أن نتعلم كيف نختلف باحترام؟
أما آن لنا أن نتعلم كيف نستثمر خلاف الرأي لإثراء المسيرة وتقوية الموقف؟
أما آن لنا أن نتعلم من اعدائنا كيف يجعلون خلافهم قوة.. وطريقا للرقي؟أ
ما آن لنا أن نعي أن كل منا قوي بأخيه.. وضعيف بدونه مهما كانت خلافات الرأي بيننا؟
-أفيقوا أمة العرب.. أفيقوا تعلموا.. توحدوا… واجعلوا من اختلاف الرأي بابا لسعة الفكر وقوة القرار والموقف..
ثقوا: (أنه لن ينفعنا الغريب أيا كان.. بل سيزداد طمعا بنا.. واستغلالا لوضعنا… وتعميقا لفرقتنا)
– هكذا فقط ننجح ونقترب من النصر..