تقع جنوب جنين وكانت تتبع بالعهد التركي لطولكرم حتى جاء الانتداب البريطاني واتبعها لجنين مع انها تبعد عن طولكرم 12كم وعن جنين 24 بينما تبعد عن نابلس 22 كم … يحدها من الشمال قرية الرامة ومن الشرق سيلة الظهر ومن الجنوب بزاريا ومن الغرب بلعا …. العَّطارة … بلدة تاريخية تحيط بها اثار لمدن فارسية واخرى رومانية وتمتليء جبالها بالكهوف التاريخية والابار المحفورة بالصخور … كان بها نبع قديم تعطل وجف منذ زمن اجدادنا ولكن همة الاهل والشباب اعادت بقرب منه حفر بئر ينبع من باطن الارض ويروي البلدة ومحيطها من القرى وكله بدعم ذاتي من اهلها ومغتربيها حتى عاد التاريخ ليشرب الاهل ماء نميرا يلذ الشاربين … يقطنها الان حوالي 1600 مواطن بنسبة لا تزيد عن 25% من اهلها الفعليين الذين اغتربوا عنها منذ العشرينات حول العالم معظمهم فيي اربد وينحدرون من عائلة رابعة ويعرفون بعشيرة العطار واخرون جهة حسبان بالاردن وينحدرون من عائلة عواد … ومن عائلات العطارة التي تسكنها الان : عواد، ورابعة، وناصر، وابو علبة، وعبد الهادي، وابو دياك، وخنفر وحنتولي وابو حجة…. بلغ عدد سكان العطارة سنة 1922(164) نسمة وهو اقل من العدد الحقيقي حيث كان الشباب يهربون الى الضفة الشرقية هروبا من التجنيد التركي وفِي سنة 1945 (800) نسمة وكذلك كان العدد اقل من الحقيقي بسبب انتقال الكثيرين للعمل في حيفا التي لا زال من عائلة رابعة يسكنها وكذلك الناصرة كما تعرضت بعد ذلك لنكبات هجرة متتالية وخاصة بعد نكسة سنة 1967حيث كان عددهم (903) نسمة ولجأ قسم كبير منهم للكويت ثم عادوا للاردن ودولا اخرى ويوجد في امريكيا عدد من اهالي البلدة الذين ذهبوا اليها للعمل او الدراسة واستقروا بها… تبلغ مساحة القرية 3844 كم مربع وتتنوع طبيعتها من جبلية وعرة الى جبلية غير وعرة والى اراضي سهلية ومنً تربة بيضاء الى تربة حمراء ….كانت العطارة ممرا لسكة الحديد الحجازي زمن العثمانيين الذي كان يمر عبر نفق طويل يخترق جبلا كبيرا ونعتبره اليوم كنزا تاريخيا وجمالا طبيعيا يزوره الناس للاستجمام بمنطقة ذات اطلالة خلابة وخصوصا بالربيع.. واذا اسعدتك الهمة واعتليت ظهر النفق كنت اقرب الى الغيم اللطيف واذا كان نظرك سليما استطعت مشاهدة الساحل الفلسطيني ومغتصبة نتانيا المقامة على ارض ام خالد الفلسطينية واذا كنت تريد أن ترى عماراتها وبيوتها بدقة ما عليك الا ان تستخدم منظارا عاديا ولا تنسى في أثناء جلوسك علّياً انك على انقاض مدينة رومانية تسمى راشين واذا ما كان الجو لطيفا اخذك النعاس خلسة تحت صنوبر اشجارها دونما مقاومة.. يقع النفق على مرتفع بين سلسلة جبال ويطل على سهل واسع يتخلله وادي مصين الذي يجري بماء يلتف كما الافعى بين سلسة جبال صخرية حتى يصب في مناحي قرية صيدا .. وفِي أثناء ذهابك للنفق تمر من بين جبال منحوتة تسمى بالتركي ترونشات وتشبه السيك في البتراء وهي طريق تم حفرها لتكون سكة الحديد مستوية يسير القطار عليها وتندهش متعة بزقزقة العصافير والطيور من اعاليها… سميت بالعطارة اشتقاقا من المصطلح اتيروس ويعني إكليل الزهور بالرومانية .. تكسو أراضيها الزهور والاشجار وتمتاز بجمال الطبيعة وجوها المعتدل .. في المرفق صورة خلابة تربطها بالساحل الفلسطيني وترتفع عن سطح البحر حوالي 400 م ولا يبعد البحر الأبيض المتوسط عنها سوى 28 كم هوائيا… إعجابي الشديد بمن التقط هذه الصوره الجميلة باحترافية عالية .. وهناك صور اخرى زمن العهد العثماني بحدود سنة 1908تظهر القطار يخرج من النفق ليواصل مسيره نحو جنين ثم حيفا. واتذكر جيدا سكة الحديد التي ازالها الاحتلال بعد سنة 1967 لتوضع ملايين الاطنان من الحديد في خط بارليف كخط دفاعي لإسرائيل من مصر وقد اقتحمه الجيش المصري مع 35 فدائيا عشية عيد الغفران لليهود في حرب اكتوبر سنة 1973 وكان تحت سيطرتهم خلال 25 دقيقة …بلدي اعشقها واهلها ولنا فيها ذكريات خلدها التاريخ … اللهم احفظها واهلها من كل سوء … مسقط الرأس وذكريات تعمقت الذات وارض فلحناها وعرق تصبب على ترابها تعيش في وجداننا اكراما لوالدينا واجدادنا وعشقا لهوائها وخيرات لأرض ورثناها فانبتت اللوز والمشمش والزيتون والقمح والكثير الكثير… عطارتنا تفوح بشذاها عطرا لنتنفس الصعداء املا بعيش كريم في وطن عزيز
