مكتبة الأدب العربي و العالمي

حكاية جرادة مالحة من الفولكلور المغربي الساحرة والطفلين (حلقة 1 )

كان يا مكان في سالف العصر والأوان قبيلة تعيش في أجد الجبال البعيدة ،وكانت المؤن لا تصلها إلا بصعوبة نظرا لوعورة للطريق الذي يقود إليها وكانت معيشتهم صعبة بسبب ساحرة شمطاء تعيش بينهم اسمها عقيسة , وشرها لا يسلم منه حتى أشدّ الرجال .و كانت جارة الساحرة امراة إسمها صالحة تمتلك بستان عنب ،وهي تكرم اليتيم وتغيث المحتاج لهذا أحبها الناس ،ودعوا لها بالخير،أما عقيسة فكانت تكرهها كرها شديدا وتغار منها لجمال وجهها فجّربت عليها كل انواع السحر، لكن لم ينفع معها شيئ، لان الله حافظها هي وبستانها.ومرت الايام ورزقت صالحة بتوأم اية من الجمال،وزاد حقد عقيسة على جارتها يزيد حتى صاركالنار التي تاكل الاخضر واليابس،فهي قبيحة المنظر ولم يخطبها أي رجل،وحتى السحر لم ينفع ولم تعد تطيق رؤية السعادة في عيون صالحة ،.وفي ليلة ظلماء عزمت عقيسة وذبحت ديكا أسود ورشت دماءه في فناء بيتها فجاءها ملك الجان في أعوانه وقالت له :اريدكم الليلة ان تخرّب أنت وجماعتك بستان جارتي، وتقتلون دجاجاتها وعنزاتها حتى لا تجد ما تأكله هي وأولادها أتمنى ان أراها ذليلة تتسّول في الأزقة ،تبا لها من لعينة. لقد حاوات إيذاءها لكن لم أفلح ، أجابت الجان :هذه المرة لن تنجو،وسيسمع كل الناس بخبرها لكن بعد ساعة رجع ملك الجان يجر أذيال الخيبة.سألته عقيسة و يحك مالي أراك مطأطئ الرأس ؟ أجابها بمجرد إقترابنا من البستان خرجت نار كادت تحرقنا ،فهربنا ونحن لا نصدّق بالنّجاة ،إسمعي هناك من يحمي بستان تلك المرأة ،ولذلك لن تعتمدي علينا في المستقبل.
إمتقع لو عقيسة وجلست على لفراشها وهي حزينة ثم قالت في نفسه لماذا يحرمني الله من كل شيئ فلا زوج ولا أطفل ،وكل الناس هنا تكرهني لم يعد لي مقام هنا ،سأرحل وأبدأ حياة جديدة فأرض الله واسعة لكني لن أنصرف من هنا فارغة اليدين وسأسرق ولدي صالحة وأربيهما ،أما أمهما فستمود كمدا ،أعجبتها الفكرة فزال ما عليها من غمّ ،ولما حل اليل تحولت إلى بومة طارت ودخلت من المدفأة ثم خطفت الصبيين ووضعتهما في كيس ثم فتحت أحد النوافذ وخرجت دون أن تحس بها الكلاب ثم أركبتهما على حمار وسارت في الظلام تحث الخطى حتى إبتعدت عن القرية ،وهي تحس بالرضى لما فعلته بجارتها المسكينة .
في الصباح قامت صالحة لتجهز الفطار لأولادها لكنها ا وجدت الفراش خليا والنافذة مفتوحة ،فتشت عنهما هي وزوجها في البيت و البستان ,وسمع االجيران فجروا إلى بيت عقيسة وفي أيديهم العصي ،فمن غيرها يفعل الشرور في هذه القرية الهادئة ولولا خوفهم من سحرها لعرف الناس كيف يأدبونها ،ولما وصلوا نادوا عليها لتخرج، لكن لا من مجيب ،فكسروا الباب ،ولما دخلوا لم يجدوا سوى الضّباب وصفير الرياح, ،وعلوا أن عقيسة سرقت الصغار وهربت بهم في البادية
فشقت صاحة ثيابها ولطمت وجهها وأهل القرية يحاولون تهدئته،ا ويعدونها بالخروج وراء الساحرة وهم ينادون بالويل والثبور ثم إستغفرت المرأة الله ،رفعت يديها وشكت همها لله وو لان دعوة المظلوم تصعد إلى السماء فلقد تاهت عقيسة في البراري ولم تعرف طريق المدينة ،التي كانت تنوي الذهاب إليها ،فهناك يمكنها الإختفاء ولن يعثر عليها أحد ويمكنها أن تكسب جيدا من السحر والشعوذة التي كانت مهنة رائجة في ذلك الزمن …

يتبع الحلقة 2

قصص حكايا العالم الاخر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق