أخبار عالميه

كيف تتحقق من صحة الصور والفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي

كيف تتحقق من صحة الصور والفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي

الإشاعات والأخبار الكاذبة انتشرت بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة. خاصة تلك المتعلقة بالمهاجرين والحرب في سوريا. غالبا ما تأتي هذه المعلومات المغلوطة على شكل صور وفيديوهات مفبركة. لسوء الحظ، وسائل الإعلام لا تملك دائما الإمكانيات للنزول إلى الميدان والتحقق من الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي. لكن هناك ثمة تقنيات تساعد الصحفي على التدقيق فيها.

الإشاعات والأخبار الكاذبة لم تظهر مع ظهور الإنترنت، كما أن التلاعب بالصور لم يبدأ مع ظهور فوتوشوب وتويتر. فهذه الممارسات قديمة قدم التاريخ. القادة السوفيت مثلا كانوا معتادين على إخفاء السياسيين الذين يتم إقصاؤهم من السلطة من الصور الرسمية.

رئيس الشرطة السرية نيكولاي يجوف رفقة ستالين، في الثلاثينات من القرن الماضي.
الأمر الذي تغير منذ تلك الفترة، هو أن الترويج للأخبار الكاذبة أصبح اليوم في متناول الجميع. مواقع التواصل الاجتماعي أتاحت فضاء واسعا لأنصار نظريات المؤامرة. وقد تجسد ذلك جليا مع فاجعة شارلي إيبدو في فرنسا. فخلال الساعات القليلة التي أعقبت المجزرة، انتشرت العشرات من الأخبار الكاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي. وجميعها كان يحمل نفس الرسالة: “إنهم يكذبون عليكم !”. والأهم بالنسبة لأصحاب نظريات المؤامرة هو زرع الشك في العقول والطعن في مصداقية الصحفيين.

نشاهد في الصورة الأولى أعلاه سيارة متوقفة لحظة قتل الشرطي. وتبدو مراياها الجانبية فاتحة اللون، أما في الصورة الثانية التي أخذت في الدائرة 19 الباريسية حيث تركها الأخوان، تظهر المرايا الجانبية سوداء. أصحاب نظرية المؤامرة قالوا إن الأمر يتعلق بسيارتين وليس واحدة كما قالت وسائل الإعلام. لكن الحقيقة أن هذه المرايا هي مصنوعة من مادة كرومية يتغير لونها حسب انعكاس الضوء عليها.

قال ناشطون موالون لروسيا إن هذه الصورة تثبت أن مقاتلين نازيين يقاتلون في صفوف الأوكرانيين. لكن يظهر جليا أن الصورة تم تركيبها عن طريق برنامج فوتوشوب.

فيما يلي بعض النصائح للتحقق من صحة الصور والفيديوهات. هذه الإرشادات مستوحاة من تجربة صحفيينا في قسم “مراقبون”، والمتخصصون في مجال التحقق من الصور والمعلومات منذ 8 سنوات.

هل يمكن التأكد بنسبة 100% ؟
قبل الخوض في تفاصيل عملية التحقق، تجدر الإشارة إلى أنه لا يمكنك دائما إثبات أن الصورة التي أنت بصدد التدقيق فيها كاذبة 100%. يمكنك مثلا أن تكتشف أن تاريخ التقاطها خاطئ، أو أن بعض تفاصيل الصورة لا تتناسب مع التوصيف المدرج أسفلها. فعملية التحقق غالبا ما تساعد الصحافي في اتخاذ قرار نشر الصورة من عدمه. يمكنك مثلا اتخاذ قرار بنشر صورة لا تعرف تاريخ التقاطها، لكنك متأكد من أن المشهد أو الحادثة حقيقية.

تقنيات تحليل الصور وعملية التقصي
عملية التحقق من صحة الصور تحتاج إلى نوعين من المهارات: تقنيات التحليل التي تسمح لك باستخراج البيانات الخفية للصورة أو الفيديو، وتطبيق تقنيات البحث والتقصي الصحفي التقليدية على مواقع التواصل الاجتماعي.
في البداية، نقدم لك بعض الأدوات البسيطة التي نستعملها في التحقق من صحة الصور والفيديوهات.

تاريخ التقاط الصورة

عملية تركيب الصور أو الفيديوهات بشكل مقنع وقابل للتصديق ليست أمرا سهلا.

وسائل الإعلام الصينية مثلا، تستعمل هذه التقنيات كثيرا وغالبا ما تكون النتيجة غير مقنعة. هذه الصورة تم نشرها على إحدى الصحف في منطقة هانجشتو.

هنا يظهر جليا أن الصورة مفبركة، لأنه هناك أخطاء فادحة في النسب والأحجام

عملية تعديل الصور وتركيبها قد يكون معقدا جدا في بعض الأحيان. فبعض المخادعين يلجؤون إلى “تقنية” بسيطة جدا لتضليل رواد الإنترنت. ينشرون صور قديمة على مواقع التواصل الاجتماعي ويقومون بعزلها عن سياقها الأصلي وربطها بأحداث أخرى. هذه الصورة مثلا تم تداولها على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي بعد حادثة التدافع الدموي خلال موسم الحج لعام 2015.

العشرات من رواد الإنترنت استعملوا هذه الصورة لاتهام السلطات السعودية بأنها قامت بانتشال جثث الضحايا بالجرافات. بعد التحقيق في هذه الإشاعة، تبين لنا أن الصور قد تم التقاطها في العام 2004 إثر حادثة تدافع مماثلة وليس خلال موسم الحج 2015. وحتى خلال حادثة 2004، ليس من المؤكد أن الجثث تم انتشالها بالجرافات، فالصورة لا تسمح أبدا بالجزم في ذلك.

غوغل صور
لمعرفة ما إذا كانت الصورة أرسلت إليك حصرا أو منقولة من أحد المواقع الإلكترونية، قم بتحميلها على محرك البحث Google image أو Tineye.
قدم ناشطون هذه الصورة على أنها تعود لطفل يعاني من ويلات الحرب في شرق أوكرانيا.

بعد تحميلها على “غوغل صور”، تبين أن هذه الصورة نشرت في 2010 أي قبل اندلاع الأزمة في أوكرانيا. وهذه الصورة كانت قد عرضت في إطار

مقالات ذات صلة

إغلاق